وفاة المفكر الإسلامي العراقي محمد أحمد الراشد
هوية بريس – متابعات
عن عمر يناهز 85 عاما، توفي صباح اليوم الثلاثاء 27 غشت 2024 الداعية والمفكر الإسلامي محمد أحمد الراشد، المعروف بلقب “أبو عمار”، بأحد المستشفيات الماليزية.
ويُعتبر الراحل من أبرز المفكرين الإسلاميين، وله العديد من المؤلفات في مجالات العلم الشرعي والتعليم والدعوة.
من يكون محمد أحمد الراشد؟
ولد الراشد بحي الأعظمية بالعاصمة العراقية بغداد في يوليو 1938، وهو من عشيرة بني عز.
ودرس في كلية الحقوق بجامعة بغداد التي تخرج منها عام 1962، وعمل محامياً، ثم صحفياً، ثم تفرغ للكتابة في العمل الدعوي.
كما درس على يد الكثير من علماء بغداد، ومنهم الشيخ أمجد الزهاوي، والشيخ محمد القزلجي.
انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، في ماي 1953، وكان يستمع إلى خطب كبار الإخوان كالشيخ محمد محمود الصواف، وقصائد شاعر الدعوة وليد الأعظمي.
مع مطلع عام 1971، اضطر الراشد للاختفاء داخل العراق بسبب الظروف الأمنية، ومع مطلع عام 1972، هاجر إلى الكويت.
حيث عمل في الكويت محرراً في مجلة المجتمع التي تصدرها جمعية الإصلاح، وكتب فيها سلسلة مقالاته بعنوان (إحياء فقه الدعوة).
ثم انتقل إلى الإمارات، ثم ماليزيا وأندونيسيا والسودان فسويسرا، وتوّج نشاطاته السياسية والدعوية الممتدة على مدى نصف قرن تقريباً بتأسيس مجلس شورى أهل السنة والجماعة في العراق.
ومن أبرز مؤلفاته، سلسلة علوم الدعوة: “المنطلق والعوائق والرقائق، وصناعة الحياة، والمسار، ورسائل العين، ومنهجية التربية الدعوية”.
وفي تدوينة له على حسابه في منصة (إكس)، نعى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، المفكر الإسلامي الراشد، واصفاً إياه بأحد “صناع الحياة” الذين رحلوا تاركاً خلفهم “خزينة معرفية وإرثاً فكرياً رفيع المستوى”.
وقال القره داغي، إن الراشد كان أحد أبرز القيادات الإسلامية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الدعوة، وتتلمذ على يد كبار الشيوخ والعلماء في بغداد.
وأضاف أنه “ما زلت أذكر كيف كانت كلماته تعبر عن روحه الحقيقية، إذ قال: “يريدون تصفية العدو، ونفوسهم أحق بالتصفية”، مما يعكس عمق تفكيره ووضوح رؤيته”.
وتابع بأنه “كان كاتبًا بارعًا، ومفكراً عميقاً إذ إن أسلوبه الأدبي جعل من كتاباته قريبة من قلوب الناس، من يقرأ أعماله يجد نفسه أمام أديب كبير.”
كما أكد أن “مواقف الراشد وأفكاره كانت تعَمِّقُ التفكير وتعزز الفهم وتصقل النفس وتهذب الخلق، وتحُثُّ على الحياة على أساس التحدي وأن نكون من صناع الحياة، وليس مجرد مُتلقين لها”.