وفاة السيد جمال بنعكراش أحد أبرز وجوه العمل الاجتماعي والدعوي بسلا
هوية بريس – متابعات
بقلوب حزينة وأعين دامعة تلقت ساكنة مدينة سلا وجل المدن المغربية اليوم الأحد 27 صفر 1446 هـ الموافق لفاتح شتنبر 2024، خبر وفاة السيد جمال بنعكراش أحد أبرز وجوه العمل الاجتماعي والدعوي بالمغرب.
فقد ظل الراحل ولأكثر من 3 عقود (30 سنة) خدوما لساكنة المدينة والمسلمين عامة في كل المجالات، سواء تعلق الأمر بتهيء مصليات رمضان وبناء المساجد، أو الأفراح والجنائر و عمليات الختان، أو وقفة رمضان وشراء أضاحي العيد للفقراء والمساكين.. وغير ذلك.
فقد كان رحمه الله كريما معطاء.. صابرا محتسبا.. خدوما وساعيا في تقريب الخير للغير.. دائما ما تجده بعيدا عن الخلافات وما يثير البغضاء والشحناء بين الناس.. معظما لجناب الوحي وقرائه وحملته ومبلغيه للناس.. خادما لدينه ووطنه وأمته.. محبوبا غاية الحب من لدن جيرانه وأقاربه ورفقائه.. رقيق الطبع طيب العشرة..
هذا وقد نعى الراحل، ساعات قليلة بعد موته، خلق يصعب عدهم ومتابعتهم، وفي هذا الصدد كتب ذ.إبراهيم الطالب، مدير جريدة السبيل:
“أخي وحبيبي وصديقي ورفيق دربي الحب المخلص جمال بنعكراش، يفارقنا إلى الدار الباقية، ويتركنا في هذه دار الامتحان والفتن.
30 سنة وهو رفيقي في العمل الدعوي وخدمة الإسلام وخدمة عباد الله، 3 عقود وأنا أراه ملتزما بالعمل الدؤوب في درب الدعوة، بيته كان مقرا للدعاة يأوي المشايخ وطلبة العلم، كان يفرح بالضيوف ويكرمهم غاية الإكرام، نموذج للمسلم الذي عرف الله والطريق المستقيم فلزمه منذ شبابه.
كان معنا عضوا في جمعية القاضي عياض لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه، فعمل بكل نشاط في لجنة الصيانة والتسجيلات، لم يأل جهدا في خدمة طلبة العلم والعلماء.
يعرفه الدعاة والعلماء في المغرب من طنجة إلى الگويرة، عليه إجماع بين الناس في كرمه الحاتمي ولين معشره وحبه للناس.
سخر بيته ونساءه وبناته وأولاده لخدمة الدين، كان يجعل جميعهم ينخرط في العمل الدعوي.
كم أصلح بين الأزواج وكم وفق بين المتخاصمين، وكم جهز من جنازات المسلمين، وكم عقد من جلسات في بيته.
بمثل السيد جمال يقوى الإسلام وتنشر قيمه، قيم الأخوة في الله وخدمة المسلمين وإغاثة الملهوفين.
والله إني لتتجاذبني الآن أحاسيس متناقضة لكن يمكن الجمع بينهما وقلما يمكن الجمع بين المتناقضين، فأنا حزين غاية الحزن لفراقه وللفراغ الذي سيحدثه غيابه، وفرح مستبشر برضا الله عنه إن شاء الله، فما علمته إلا مستكثرا من عمل الخير يمشي في حاجات إخوانه الليل والنهار، خادما للقرآن وأهله. فنسأل الله أن يكون ما عند الله هير له مما خلف وراءه.
فالله أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، اللهم إن أخانا جمال قد وفد عليك فأكرم وفادته، فإنه كان يحبك ويحب رسولك صلى الله عليه وسلم، ويسعى في خدمة المحتاج والأرملة واليتيم وكل ذي حاجة، اللهم أكرم مثواه واجعل الجنة داره ومستقره، اللهم بدل سيئاته حسنات، ونقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم بدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله. يا غفور يا رحيم.
إنا لله وإنا إليه راجعون،وفعلا ان فراق أمثال هذا الرجل والفارس الأبيض الذاكر العابد العامل المحسن ليحز في النفس ويبعث فيها الأسى والحسرة،لكن عزاؤنا انه أفضى لما قدم والتحق بالرفيق الأعلى في مقعد صدق فاللهم الهم ذويه وإخوانه ومحبيه الصبر والسلوان ولابقاء إلا لله وحده.