قراءة استشرافية للسيرة النبوية
هوية بريس – د.خالد الصمدي
أحداث السيرة النبوية ليست حكايات من الماضي، بل هي جملة مواقف ووقائع متعددة ومتنوعة، صنعت على عين الوحي طيلة 23 سنة، فاشتملت على كل الصيغ التي عرفها وسيعرفها مستقبل التدافع بين المؤمنين الصالحين بغيرهم من المفسدين في الأرض إلى قيام الساعة.
فمن يقرأ قصة حصار الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في شعب أبي طالب والفرج الذي جاء من غير المؤمنين يستخلص دروس الصبر واستثمار الوقت وترشيد الموارد ، ومن يقرأ حادثة صلح الحديبية مثلا سيجد فيها تفاصيل دقيقة حول تقنيات التفاوض ونزع فتيل القتال.
ومن يقرأ سورة الأحزاب التي تضمنت تفاصيل غزوة الاحزاب التي تظافرت فيها جهودهم إلى جانب قريش بنية مسح دعوة الإسلام من شبه الجزيرة العربية، لكنها انتهت الى نصر المؤمنين على قلة عددهم وعتادهم ومحاصرتهم لأيام عديدة، وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
التاريخ على العموم ليس جزءا من الماضي فقط ولكنه أيضا تجارب لقراءة المستقبل، فما بالك بتاريخ صنع على عين الله وبمواكبة الوحي.
لذلك ينبغي قراءة كل لحظات السيرة النبوية قراءة واعية برؤية استشرافية للاستفادة منها في إدارة الصراع في محطات مقبلة لا تخرج عن جوهر التدافع بين الحق والباطل الذي سيستمر الى قيام الساعة في حال السلم وفي حال الحرب.
قال تعالى “بل نفذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق” صدق الله العظيم.