خطة تسديد التبليغ.. هذا موضوع الخطبة الموحدة غدا الجمعة

10 أكتوبر 2024 01:16

هوية بريس – متابعة

خصصت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خطبة منبرية في موضوع: «الحياة الطيبة بين الإيمان والعمل الصالح» ليوم غد الجمعة 07 ربيع الآخر 1446هـ الموافق 11 أكتوبر 2024م”.

وهذه مقدمة الخطبة:

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي أخرج الإنسان من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة والإيمان، وزَيَّن جوارحه ومظاهره بجمال الإسلام، وحلَّى معاملته وجميع تصرفاته بخلق الإحسان، نحمده سبحانه وتعالى حمد العارفين به، المقرين له بالعبودية اختياراً واضطراراً، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أسمائه وصفاته وأفعاله، ونشهد أنَّ سيدنا محمداً عبده ورسوله، الدالُّ عليه بقوله وفعله وجميل خصاله، صلى الله وسلَّم عليه صلاةً وسلاماً دائمين ما دامت السَّموات والأرض، وعلى آله الأتقياء الأطهار، وصحابته النُّقباء الأخيار، وعلى التَّابعين لهم في الإيمان الصَّادق والعمل الصَّالح في كل وقت وحين.

أما بعد؛ فيا أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات، لقد نهج العلماء في «خطة تسديد التبليغ» منهج القرآن الكريم والسنة النبوية في الأخذ بالتَّدرج في التَّركيز على الإيمان أوَّلا، ثم على العمل الصَّالح الذي هو ثمرة الإيمان الخالص في النُّفوس ثانياً.

فمن منهج القرآن الكريم: أنَّ الفترة المكية ركَّزت على الإيمان ووسائل ترسيخه، حيثُ دعا النَّاسَ جميعاً إلى معرفة ربهم الذي خلقهم، ونصَب على وجوده تعالى أدلة كثيرة في الإنسان نفسه والكون الذي من حوله، كما قال جل شأنه:

﴿سَنُرِيهِمُۥٓ ءَايَٰتِنَا فِے اِ۬لَافَاقِ وَفِےٓ أَنفُسِهِمْ حَتَّيٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمُۥٓ أَنَّهُ اُ۬لْحَقُّۖ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَيٰ كُلِّ شَےْءٖ شَهِيدٌۖ﴾.

ونبَّه سبحانه إلى تسخيره للكائنات كلها لفائدة الإنسان، في آيات كثيرة من السُّور المكية، نذكر منها قوله تعالى:

﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اُ۬للَّهُ اُ۬لذِے خَلَقَ اَ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَالَارْضَ فِے سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ اَ۪سْتَو۪يٰ عَلَي اَ۬لْعَرْشِۖ يُغْشِے اِ۬ليْلَ اَ۬لنَّهَارَ يَطْلُبُهُۥ حَثِيثاٗ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۢ بِأَمْرِهِۦٓۖ أَلَا لَهُ اُ۬لْخَلْقُ وَالَامْرُۖ تَبَٰرَكَ اَ۬للَّهُ رَبُّ اُ۬لْعَٰلَمِينَۖ اَ۟دْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاٗ وَخُفْيَةًۖ اِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ اُ۬لْمُعْتَدِينَۖ وَلَا تُفْسِدُواْ فِے اِ۬لَارْضِ بَعْدَ إِصْلَٰحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاٗ وَطَمَعاًۖ اِنَّ رَحْمَتَ اَ۬للَّهِ قَرِيبٞ مِّنَ اَ۬لْمُحْسِنِينَۖ﴾.

وهذا قبل أن تُفرَض الصَّلاة وغيرها من الأركان، لمدَّة تزيدُ عن عشر سنوات من ترسيخ الإيمان وبيان حقائقه ومعانيه.

ومن السُّنة نجد قول النَّبي ﷺ لمعاذ بن جبل، رضي الله عنه، لما بعثه إلى اليمن:

«إنَّك ستأتي قوما أهلَ كتاب، فإذا جئتهم، فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أنَّ الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإيَّاك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنَّه ليس بينه وبين الله حجاب».

عباد الله، يستفاد من هذا الحديث أنَّ النبي ﷺ أوصى معاذاً بالتَّدرج شيئاً فشيئاً؛ ولذلك دعاه أن يبدأ دعوته بالشَّهادتين، ثم قال له:

«فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أنَّ الله قد فرض عليهم خمس صلوات…»، الحديث.

والعلماء إذ نهجوا المنهج القرآني والنَّبوي يقصدون بذلك تقرير معاني الإيمان في النُّفوس، وتحرير الإنسان من غوائل النَّفس والهوى والشَّيطان، وتحقيق معنى العبادة التي يقر بها العبد في كلِّ صلاة:

﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.

وهنا النص الكامل للخطبة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M