الذكر المغشوش زمن العهن المنفوش..

13 أكتوبر 2024 23:05

هوية بريس – محمد بوقنطار

في بيئة يكثر فيها ويتكاثر عدد الخنزير البري، ويربي الناس هذا القطيع النجس، ويتاجرون به في أسواقهم، ويحنذون لحمه ويطهون هبره وشحمه، يعد أكل لحم الضأن والمعز والجزور أمام الناس شبهة يجب أن يستبرئ منها المرء رعاية وصيانة لدينه وتدينه…

ولذلك حينما يكون الظهور للبدع، والغلبة للمحدثات، وأن تحل الضلالات محل السنن والهدايات، ويتفرع السبيل فيصير طرائق قددا، ويسطو أهل الباطل -كما كل منحرف من صنف الأخسرين أعمالا الذي يحسب أنه يحسن صنعا ويتزمل هيبة وإجلالا- على اصطلاحات تحيل على عبادات أو عقائد تنسب جورا وبهتانا وزورا إلى طوائف من أهل الحق، فلابد والحال هكذا، أن يخرج الكلام من العالم والخطيب والواعظ والفقيه مجانبا الإطلاق مقيدا ومفصلا، فإن في الإجمال والإطلاق لتعمية وتدليسا ومشروع إضلال للناس، ولذلك كان من دعا أو تكلم عن الذكر وحلقه وغنائمه الباردة زمن اختلاط الغربة بالإغراب، وهو مافتئ يرى أن في سوق العبادات نوع صلاة وذكر تنقل حفلاته ومناسباته على الأثير وفي وثير الزوايا والتكايا… ذكر يصاحبه الطبل والناي والدف والمزمار، ويمارس طقسه الحائف بالهز والشطح والردح والصراخ والنياح الزائف، من قوم يصفون أنفسهم بأهل الله وخاصته، أهل العرفان والحقيقة، قلت كان إمساكه وكفه عن تقييد مطلق كلامه، وتفصيل مجمل خطابه، بتقييد وتفصيل يحيلان على الحق وينهيان عن المنكر خيانة لله ولرسوله ولدينه ولأمته الموصولة بالله أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام… رفعت الأقلام وجفت الصحف.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M