الشاعر أيت عبو يكتب: باب الأمثال في العصا
هوية بريس – عبد المجيد أيت عبو
باب الأمثال في العصا
يقال: “رَمَيْتُهُ بِعَصَا السِّنْوَارِ“: إذا لم تَبْقَ لَكَ طاقةٌ تقاوِم بها عدُوَّك، فاستَفْرَغت الجهدَ في إلحاق النِّكَاية به بِآخِر نَفَسٍ تتنفسه، ولم تستسلم لضعفك ونَفادِ حِيلَتِك.
قال ابنُ فَصَاحَة الأعرابي: وأصل المثل فيما اشْتَهَر، أن مِقدَاما شُجاعا كان يقال له: يحيى السِّنوار، دوَّخ أعداءه، وأوقد فيهم شرارة الطُّ…وفان التي أقَضَّت مضاجِعَهم. ولم يزالوا به متربصين، حتى اشتبك معهم ذات يوم، وقاوم مُقبلا غير مُدبر، فأغار عليه العدو الغاصب بقذيفَةِ مِدفع أوهنت قُواه، فلم يزل يُلَمْلِم كُسورَه، ويُضَمِّد جِرَاحَاته، وهو جالس على أريكة تفخَر بشجاعة الأحياء في زمن الأموات، حتى لَمح طائرةً تُسَيِّرها عن بُعْد أيادي الجُبن والخَور، فأزَّتْهُ عِزَّة المقاوم الفذ، فأَلْقَى على المسيَّرة عصاه التي توكأ عليها، ليرسُمَ للأجيال معالِمَ الاستمرار في النضال.
وفي هذا المعنى قال الشاعر مُعلِّق بن غَيُور بعدما ضَيَّق عليه الغشوم (مَارْك) وخنَق صوته في مارده الأزرق:
لَوْ لَمْ تَكُنْ مِنْ حِيلَةٍ أَنْجُو بِهَا = مِنْ مِحْنَتِي إِلَّا عَصَا السِّنْوَارِ
لَرَمَيْتُهَا عَلَّ الْمَصَائِبَ تَنْجَلِي = وَالـرَّمْـيُ فِـيهِ تَعِـلَّـةُ الأَعْـذَارِ