كتاب: مفتاح دار السعادة وصباح السيادة في موضوعات العلوم
هوية بريس – د.محمد عوام
هذا المصنف النفيس الموسوم بـ(مفتاح دار السعادة و صباح السيادة في موضوعات العلوم) للعلامة أحمد بن مصطفى بن خليل الشهير بطاش كبرى زاده المتوفى سنة 968 هجرية رحمه الله، وهي من المصنفات النفيسة التي تطرقت إلى بيان العلوم وموضوعاتها، مما لا يمكن لباحث الاستغناء عنه.
وقد تفضلت مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بإصداره في طبعة جميلة وبهية، وهي كما هو معروف عنها مؤسسة علمية رائدة، أخذت على نفسها خدمة التراث الإسلامي منذ أن أسسها المرحوم الدكتور أحمد زكي يماني، فهي من مكروماته وحسناته التي لا تنقطع إن شاء الله، وما زالت تحت إشراف ابنه الدكتور شرف أحمد زكي يماني حفظه الله وبمعية الفاضلين الأستاذين الكريمين صالح شهسواري ومحمد ادريويش معطاءة ورائدة في خدمة التراث ومقاصد الشريعة تحقيقا وتكوينا للطلبة وتطويرا وتجديدا فجزاهم الله خيرا.
وقد قيض الله لمصنف مفتاح السعادة ثلة من علماء المغرب المشهود لهم بالعناية الفائقة بالمخطوطات، ولهم باع طويل في إخراج ما كاد يندرس منها للوجود، وعلى رأسهم العلامة أحمد شوقي بنبين حفظه الله الذي أجاد وأمتع في مقدمته للكتاب، أضفى عليها من خبرته بالتحقيق، وإدراكه لأهمية الكتاب فكانت بذلك مقدمة ماتعة.
كما شارك في تحقيقه كل من الدكتور محمد سعيد حنشي والدكتور عبد العالي المدبر حفظهما الله، وهما من الراسخين في تحقيق المخطوطات، بل من خلال معرفتي بهما وجدتهما مسكونين بهذا التراث، فحققا منه نفائس وأخرجا منه كنوزا فجزاهم الله على ما قدموا جميعا.
وإنه لمن دواعي السرور أن تسطع نجوم المغرب العلمية وتلمع في تحقيق كتاب من هذا الحجم، بالرغم من كونها تشتغل منذ عقود على التراث، لأننا تعودنا أن نجد من يتصدى لمثل ذلك إخواننا المشارقة، بما لهم وما عليهم في ذلك، لكن هذا التحقيق سيعطي فكرة أنه بمقدور علماء المغرب أن تكون لهم أيادي بيضاء في تحقيق التراث بدقتهم المعهودة عليهم، فيكتمل بذلك النبوغ المشرقي والنبوغ المغربي وكلاهما يمتح من مشكاة الوحي ويلتمس غرفة من بحر النبوة.