ماذا استفادت فرنسا من المغرب؟ وماذا استفاد المغرب منها؟
هوية بريس – يوسف بن العيساوي
ماذا استفادت فرنسا؟
– الحفاظ على نفوذها السياسي واللغوي والاقتصادي داخل افريقيا من خلال المغرب…
فكما هو معلوم أن فرنسا تراجع نفوذها في افريقيا، إذ قطعت ثلاث دول علاقاتها معها وهي: مالي-بوركينافاسو- افريقيا الوسطى…
كما أن عددا من مستعمراتها السابقة خرجت عن طوعها..وتوجهت نحو معسكر روسيا والصين. وهي: غينيا-تشاد-الغابون-النيجر… للأسباب التالية:
فروسيا أعفت الدول الافريقية من 20 مليار دولار من ديونها…
كما أنها تعهدت بتزويد عدد من الدول الافريقية بالقمح.. وهي:
بوركينا فاسو- زيمبابوي-مالي-الصومال-اريتيريا-افريقيا الوسطى…
أما الصين فتعتمد على سياسة دعم مشاريع البنية التحتية ،وسياسة القروض الميسرة….
– خوف فرنسا من فقدان نفوذها الاقتصادي واللغوي والسياسي في المغرب:
فاعتراف أمريكا وإسبانيا بمغربية الصحراء جعل المغرب يمنح للدولتين المذكورتين امتيازات اقتصادية هائلة في الصحراء…
وهذا أصاب فرنسا بالذعر، مما دفعها إلى الإسراع بالاعتراف بمغربية الصحراء حتى لا تنفرد أمريكا والصين بالامتيازات الاقتصادية التي يتمتع بها المغرب…
ماذا استفاد المغرب من فرنسا؟
الفائدة الكبرى التي جناها المغرب هي الاعتراف الفرنسي الصريح بأن الصحراء مغربية، لأن هذا الاعتراف ستتبعه اعترافات أخرى من دول الاتحاد الأوروبي…
ففرنسا دولة مؤثرة في الاتحاد الأوروبي، وهذا مما لاشك فيه سيدفع دولا أخرى لفعل ما فعلته فرنسا…خاصة وأن دول الاتحاد الأوروبي ترتبط مع المغرب بملف الصيد البحري والصادرات الفلاحية…وملف شائك آخر هو الهجرة….
إضافة إلى فوائد أخرى منها:
خلق الآلاف من فرص الشغل القارة والثابتة ، ودعم البحث العلمي، ودعم الصناعة الوطنية، وذلك من خلال توقيع أكثر من عشرين اتفاقية تهم:
القطارات السريعة، والطاقة، وإنشاء مركز للبحث العلمي، وتحلية مياه البحر، ومركز لصيانة الطائرات ،وانشاء شركات اقتصادية ضخمة وغيرها…
ونود الإشارة إلى أننا نتحفظ على الاتفاقيات المتعلقة بالتربية، والثقافة والتعليم العالي لأننا لحد الآن لا نعرف مضامين هذه الاتفاقيات بوضوح ومدى انعكاسها على مكانة اللغة العربية في التعليم وكل مرافق الدولة….
وفي نفس الوقت نشيد بتضمن الاتفاقيات تدريس اللغة العربية بفرنسا….
الخلاصة:
يجب أن نعترف بأنه لأول مرة في تاريخ البلاد نجد أن المغرب استطاع أن يؤسس نسبيا لعلاقة متوازنة مع فرنسا ،تنبني على الندية، والتكافؤ، والتساوي وعلى الربح المتبادل، في إطار معادلة[رابح-رابح ]….
بيد أننا نسجل على أنه في المجال اللغوي لايزال المغرب تابعا للنفوذ اللغوي الفرنسي… ولذلك نؤكد على ضرورة التخلص من هيمنة اللغة الفرنسية من خلال إعادة اللغة العربية إلى مكانتها الطبيعية في التعليم و كل مرافق الدولة…
فالسيادة اللغوية ركن أساسي من أركان استقلال الدولة…ولا استقلال إلا بتحقيق السيادة اللغوية….