حزب العدالة والتنمية يفتح تجربته لعيون خارجية
هوية بريس – سعيد الغماز
في بادرة هي الأولى من نوعها، في التاريخ الحزبي والسياسي في المغرب، فتح حزب العدالة والتنمية باب مسيرته الحزبية لثلة من المفكرين والأكاديميين والسياسيين.
تأتي هذه المبادرة في إطار استعداد الحزب لمؤتمره الوطني التاسع المبرمج شهر أبريل من العام المقبل. تنظيم هذا اللقاء من طرف اللجنة المكلفة بالإعداد للمؤتمر المقبل، واختيار عنوان “حصيلة التجربة وأسئلة المستقبل” يحمل أكثر من دلالة، وأكبر من سؤال المستقبل.
المؤطرون لهذه النظرة لحزب البيجيدي من الخارج، أجمعوا على أن مثل هذه المبادرة نادرة في المشهد السياسي المغربي، وأن الحزب يملك من الجرأة ما يجعله قادرا على فتح تجربته لعيون خارجية، وعلى تحمُّل الانتقادات، كما أنها تُحسب للحزب في مشهد سياسي يعرف تراجعا كبيرا.
في افتتاحه لهذا الملتقى، تحدَّث رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر السيد الأزمي الادريسي، عن اهتمام اللجنة بإعداد أطروحة الحزب، وعرضه السياسي في المرحلة المقبلة. هذا الحديث عن الأطروحة السياسية، يجعلنا نعتقد أن حزب العدالة والتنمية، وهو يحضر لمؤتمره التاسع، يريد إنتاج أطروحة سياسية تكون متقدمة بشكل كبير على أطروحات باقي الأحزاب. يريد كذلك أن تشكل هذه الأطروحة السياسية، ورقته الرئيسية لدخول الانتخابات المقبلة، بأطروحة متقدمة تعكس تاريخ الحزب، وسيرورة تجربته، من المعارضة إلى رئاسة الحكومة ثم المعارضة. من أجل تحقيق هذا الهدف، يمكننا القول إن الحزب طرح تجربته لعيون خارجية، من أجل بلورة المزيد من الأفكار، وإنتاج المزيد من الاقتراحات، في أفق بناء أطروحة تناسب طبيعة المشهد السياسي ومشروع الحزب.
لمعرفة ما تداولته هذه النافذة المطلة على حزب العدالة والتنمية من الخارج، سنعرض لأهم الأفكار والآراء التي تطرقت لها تلك العيون من خلال النافذة الخارجية التي فتحها الحزب:
-1- محمد الطوزي الباحث في علم الاجتماع والعلوم السياسية:
استهل محمد الطوزي مداخلته بالتأكيد على أن عرضه ليس تقييما لتجربة الحزب، بقدر ما هو تحليل لهذه التجربة. ولم يُفوِّت المناسبة بإبداء ملاحظته حول هندام القارئ الذي افتتح اللقاء بآيات من القرآن الكريم. وقال إن هندامه جد خاص، وهو ما يعكس طبيعة هذه المؤسسة الحزبية حسب قوله، واعتبر عدم ظهوره بالجلباب والطربوش، أمر له دلالته حسب الطوزي، ويعكس الابتعاد عن النمطية.
نظرة الطوزي للحزب قدمها من خلال ثلاث مقاربات، معتبرا أن الحزب هو إسلامي وله مرجعية أيديولوجية.
أولا المقاربة الأيديولوجية: اعتبر الطوزي أن حزب التقدم والاشتراكية، يلتقي مع البيجيدي في هذه المقاربة المتعلقة بالمرجعية الأيديولوجية. وهو ما يفسر تقارب الحزبين في التدبير الحكومي. مشيرا إلى أن الانتقال من الدعوة إلى التدبير يتطلب كفاءات مغايرة، وأن الحزب كان مطالبا ببذل مجهود من أجل التأقلم مع الكفاءات التي يتطلبها التدبير السياسي. واعتبر أن بنكيران نموذجا ناجحا في هذا التأقلم، لكن هناك من لم يقدر على التأقلم مع مرحلة الانتقال من الدعوي إلى التدبيري بسبب غياب الكفاءات الضرورية، وهو ما جعل الحزب يقوم ببعض الاختيارات التي كانت عامل ضعف في المستقبل.
في هذه النقطة المتعلقة بالمرجعية الأيديولوجية، كان لافتا للانتباه، تركيز الطوزي على تشابه تجربة حزب التقدم والاشتراكية والبيجيدي، من حيث المرجعية الأيديولوجية الصلبة كما يقول المتحدث.
تحدث المتدخل عن مرحلة 2011 حيث عرف الحزب إقبالا كبيرا للانخراط، وهي عملية في نظر الطوزي تتطلب وقتا للتنميط الأيديولوجي للأعضاء الجدد حسب تعبيره. لكن الحزب لم يكن لديه الوقت الكافي لذلك، فأصبح الحزب يعيش واقعا جديدا نجد فيه المناضل المؤمن بروح الحزب، والمنتمي الذي قد يكون دخل الحزب لمصلحة شخصية. وهي ظاهرة تشهدها جميع الأحزاب، مستشهدا بمقولة لماكس فيبير التي يميز فيها بين قِيَّم المسؤولية وقِيَّم القناعة الأيديولوجية. وفي حالة البيجيدي فإن جُرأته السياسية، جعلته يُغلِّب قِيَّم المسؤولية على قِيَّم القناعات المبدئية. والنتيجة هي أن الحزب أبعد المنخرطين على أساس القناعات المبدئية حسب قول طوزي. الحزب صاحب المرجعية الأيديولوجية الصلبة، حين يكون في الحكم يجب عليه مواكبة المرحلة بإنتاج أيديولوجي، وهو ما كان ضعيفا إلى حد ما داخل حزب العدالة والتنمية، يقول الطوزي.
المقاربة الثانية هي مقاربة الحزب الإسلامي: تعدُّد المشارب الإسلامية التي تَشَكَّل منها الحزب، جعله متكون من قيادات تلتقي في ما هو حركي، لكنها تختلف في ما هو أيديولوجي. طبيعة المرجعية الإسلامية، يقول المتحدث، جعلته يُغلب الديمقراطية المسطرية على الديمقراطية كثقافة. كما أن الحزب لم يتمكن من تأمين الانتقال بالحزب من مرحلة الحزب الإسلامي إلى حزب محافظ، معتبرا أن المحافظة هي من صنف الحداثة.
المقاربة الثالثة متعلقة بالتدبير: اعتبر الطوزي أن العملية التدبيرية تضع الحزب أمام إكراهات موضوعية، وسبب ذلك هو أن المعلومات التي تقف عندها وأنت في موقع التدبير، تكون أعمق من المعلومات السابقة، وربما تكون متناقضة، وبالتالي يكون الحزب مرغما لإنتاج التوافق. كما أن قِيَّم المسؤولية والقناعات المبدئية يكونان على المحك يوميا.
ويختم الطوزي مداخلته بفكرة أخيرة يقول فيها إن المرجعية الاقتصادية في الإسلام القائمة على المِلْكِية الفردية والتعاقد، تلتقي مع النيو-ليبرالية، وهو ما ذهب في طريقه حزب العدالة والتنمية بتغليبه للخبرة والواقعية على السياسة، وانتخابيا أدى الحزب ثمن هذا الاختيار.
-2-مولاي امحمد الخليفة محام ووزير سابق:
يقول محمد الخليفة إن حزب العدالة والتنمية، تأسس على أسس ومبادئ واضحة: قِيَّم الإسلام والصدق والنزاهة والديمقراطية الداخلية والتجديد وقداسة المال العام. كما أنه حزب منفتح على العلم والتكنولوجيا، فهو أول حزب سياسي استعمل التكنولوجيا الحديثة في الانتخابات.
التجربة الحكومية التي خاضها الحزب، ورغم أنه دخل إلى دواليب الحكم بدون تجربة مسبقة في الحكم، استطاع في الفترة التي قضاها في البرلمان، أن يستوعب دواليب الحكم. وهو ما جعل الخليفة يصف أداء الحزب بأنه كان أداءً مُبهرا، وفتح واحدا من الملفات التي لم تكن تجرأ على فتحه الحكومات السابقة، والمتعلق بصندوق المقاصة. ويعتبر الخليفة أنه رغم ما يُقال عن الموضوع، فإن الحزب، يُحسب له جرأته في مواجهة هذا الصندوق الذي وصل سنة 2011، مبلغا قياسيا هو 54 مليار درهم، ووضع بالتالي ميزانية الدولة على حافة الإفلاس. وهذا ما يجب أن يفهمه الشعب المغربي.
كما وصف الخليفة، تجربة الحزب في الحكومة وقال إنه “كان مع نفسه وضد نفسه في نفس الوقت”، حيث كان لا يريد أن يُفرط في مبادئه، وخاصة في ملف اللغة العربية والقاسم الانتخابي والقنب الهندي، وكذلك توقيع رئيس الحكومة على التطبيع. واستنكر المتحدث، بعض الأقلام والأبواق التي تسوغ ما لا يمكن تسويغه للنيل من الحزب، معتبرا أن التوقيع لا يمس سمعة ومبادئ الحزب.
وختم الخليفة مداخلته بالتنويه بالدور الكبير الذي قام به الحزب بخصوص فضحه لبعض الأفكار التي تروج حول المدونة، وقيامه بإصدار العديد من المذكرات حول الموضوع وعقد العديد من اللقاءات العامة.
-3- عبد الله الساعف مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية:
الدكتور عبد الله الساعف، حاول تحليل تجربة العدالة والتنمية من خلال خمس نقاط:
النقطة الأولى تتعلق، ليس بنشأت الحزب وإنما بنشآت حسب قوله، لأن الحزب عرف العديد من التحولات، تأرجحت بين العمل السري والعمل من داخل المؤسسات. وبين العمل الجمعوي والمسار الطويل للبحث عن حزب يشتغل فيه مناضلو التجربة. مذكِّرا بأن تجربة فاقت 30 عاما، تتطلب عدم نسيان التغيير الجيلي في الحزب.
النقطة الثانية مرتبطة بالعلاقة الحاكمة بين الحزب وحركة التوحيد والإصلاح، محددا ثلاثة مستويات في طبيعة هذه العلاقة: -التبعية، مشيرا إلى أن تاريخ الأحزاب الوطنية، نجد فيه أن الحزب هو من يخلق الجمعيات الموازية التي يجب أن تمتثل لتوجيهات الحزب، لكن هذه المعادلة سارت مقلوبة في تجربة البيجيدي بحث أن الجمعية أو الحركة، هي من خلقت الحزب وحسب زعمه يمكنها خلق حزب آخر- المستوى الثاني مرتبط ببروز مشاكل في هذه التبعية التي يكون فيها الحزب خاضعا للجمعية (حركة التوحيد والإصلاح). ورغم نهج الحزب مسار التمايز بين السياسي والدعوي، فإن هذا التمايز لم يمنع من التداخل بين الدعوي والحزبي حسب المتحدث – المستوى الثالث نجد فيه حركة التوحيد والإصلاح تأخذ بادرة الابتعاد عن الحزب، والنأي عن نفسها بخصوص قرارات سياسية أخذها البيجيدي بخصوص اللغة العربية والقنب الهندي والتطبيع، مشيرا إلى أنه يَفترِض أن تنشأ قطيعة بين الاثنين، مستشهدا بنتائج انتخابات 2021.
النقطة الثالثة متعلقة بأحداث شتنبر 2001 بأمريكا والهجمات الارهابية في 16 ماي 2003 بالدار البيضاء. هذه الأحداث جعلت الحزب يتعرض لمحاولات الحل، ودخل في مرحلة عصيبة تهدد وجوده. ثم جاء إنشاء حزب الأصالة والمعاصر، الذي تأسس لمواجهة العدالة والتنمية، مميزا بهذا الخصوص بين شرعية الدولة المتمثلة في وصل تأسيس الحزب، وشرعية المجتمع المتجسدة في قبول المشهد السياسي بالحزب، والتعامل معه. مُذكِّرا بأن صراع البيجيدي مع حزب الأصالة والمعاصرة، ملأ المشهد السياسي برمته. هذه المواجهة مع البام، جعلت حزب العدالة والتنمية يملك شرعية الدولة وشرعية المجتمع.
لكن علاقة الحزب مع الدولة لا تشبه الأحزاب الأخرى، بحيث يلاحظ عبد الله الساعف أن الحزب حقق مسارا تمثيليا متصاعدا في عدد المقاعد البرلمانية و في الجماعات. لكنه يبقى غائبا عن مؤسسات الدولة كمدراء المؤسسات العمومية والعمال والولاة والسفراء كما هو حال باقي الأحزاب.
في النقطة الرابعة تحدث الساعف عن كيفية تدبير الحزب لتجربته، مستعملا في تحليله، الطرق الأربعة للوصول إلى السلطة، كما جاء في كتاب الأمير لميكيافيل: القوة الذاتية – الحظ السياسي أو التقاء ظروف مناسبة – قوة الآخرين – الحِيَّل والمكر والخداع.
عبد الله الساعف يُقر بوجود القوة الذاتية لدى حزب العدالة والتنمية، ويُضيف لها الحظ السياسي المتجسد في أخطاء السلطة، وحالة الضعف المتواصل للفاعلين الآخرين، وأداء حزب الأصالة والمعاصرة الذي لم يكن مقنعا، معتبرا أن حزب الأصالة والمعاصرة انهزم في مواجهة العدالة والتنمية. واستحضر المتحدث كذلك السياق الإقليمي كنماذج تونس ومصر والأردن، في تحليله لواقع حزب العدالة والتنمية.
وفي ختام مداخلته، اعتبر الساعف أن الخريطة المجتمعية تغيرت، وكذلك التنظيمات هي الأخرى تغيرت، معتبرا أنها تنظيمات شاردة. كما أن القوى المجتمعية التي كانت تُغذي التنظيمات السياسية، تغيرت بشكل عميق مع الثقافة السياسية، مع القيم، مع التطلعات، وعودة الدولة بقوة في إطار دولي وإقليمي مفتوح على جميع الاحتمالات. هذا هو الإطار الجديد يقول الساعف، مختتما مداخلته بسؤال: كيف سيتعامل حزب العدالة والتنمية مع هذه التحولات؟
-4- زكرياء الكارثي محلل اقتصادي:
الأستاذ زكرياء الكارثي استهل مداخلته بكون حزب العدالة والتنمية شكَّل قوة سياسية، لكنه تعرض للعديد من الصَّدَمات حسب تعبيره. صدمة 2011 التي سرَّعت وصوله للحكومة. صدمة الممارسة السياسية التي خلقت وعيا بوجود الفارق بين خطاب الحكومة وخطاب الحزب، بين خطاب الممارس وخطاب المناضل. صدمة البلوكاج في 2016 التي كانت قوية جدا على الحزب كما قال المتحدث. وأخيرا الصدمة الأخيرة التي ما زال الحزب يعيش تداعياتها، ويقول عنها المحاضر إنها أقوى وأهم صدمة، وهي صدمة تجديد الخطاب وتجديد النُّخَب.
وخلال حديثه عن تراجع دور الفاعل السياسي، وأنه لا يجب إعطاء السياسة أكثر من حجمها، في ظل توجه العالم نحو الحريات الفردية وتقليص مطالبته بالحريات الجماعية وهي الحريات السياسية.. أورد المتحدث نظرية فوكوياما التي يقول فيها إن تطور السياسة في أي بلد، يمر عبر ثلاث مراحل: وضع أسس نظام أمني قوي – وضع أسس دولة تحترم القانون وأخيرا الديمقراطية التمثيلية.
وإذا طبقت الدولة الديمقراطية التمثيلية دون المرحلتين السابقتين، فإن الديمقراطية تتحول إلى ديمقراطية زبائنية أي ديمقراطية المصلحة “عطيني نعطيك” كما قال المتحدث، وهو ما نجده في دولنا. وأورد المتحدث هذه النظرية من أجل الإقرار بعدم السقوط في فخ تضخيم دور السياسة وقدرتها على تغيير المجتمع.
وفي خضم جوابه على سؤال لماذا صوت المغاربة بكثافة على البيجيدي، أورد الكارثي ثلاثة أسباب: العامل الديني والذي حدده في كون شريحة عريضة من المجتمع، تقول إنها لا تجد ذاتها مع النخب القائمة – الوجوه الجديدة تعيش مع الفئات الشعبية “تأكل الطعام وتمشي في الأسواق” حسب تعبير المتحدث، وأخيرا السقف العالي للخطاب وقوة الانتقاد.
لكن الحزب في الحكومة، كان مطالبا بتوافقات تفرضها طبيعة الاقتراع، وهو ما جعل المواطن يلمس نوعا من التناقض بين خطاب الحزب في الحكومة، وخطابه في المعارضة، متناسيا طبيعة التوافقات المفروضة عليه. لكن المواطن، اعتبر الخطاب الجديد تدجينا للحزب. واستحضر المتدخل تجربة الحزب الإسلامي في تركيا حيث عرف كيف يجعل رجال الأعمال يصطفون ورائه، وهو ما لم يُتقِنه حزب العدالة والتنمية في المغرب، ولم يعرف كيفية الاستفادة من المد النيو-ليبيرالي الذي كان سائدا في العالم.
وختم المتحدث عرضه بكون الحزب في المرحلة الراهنة سيعرف تحديين: تحدي تنظيمي رغم كون الحزب معروف أنه حزب أطر وكفاءات سياسية لا يمكن لعاقل أن يشك في ذلك، لكن ديمقراطيته الداخلية تصطدم بواقعٍ يتجلى في كون القيادات الكبرى للحزب هي نفسها منذ 30 سنة، وهو واقع يُسائل الحزب. التحدي الثاني مرتبط بأيديولوجية الحزب، وتطور فكر الحركة الإسلامية الذي بقي جامدا حسب المتدخل، وهو ما يتطلب مجهودا نظريا لتطوير فكر الحركة. والتحدي الأخير هو القدرة على خلق تحالفات مع الفرقاء الأخرين وعلاقات ودية مع أطياف المجتمع. فالسياسة حسب الكارثي هي تجمع مصالح.
-5- سلوى الزرهوني أستاذة جامعية:
سلوى الزرهوني تدخلت في موضوع، كيفية تطور الأحزاب السياسية المبنية على المرجعية الإسلامية التي تختار المشاركة داخل الأنظمة. وحسْبُها في ذلك، الارتكاز على التحديات المرتبطة بالسياق العام، وتلك المرتبطة بالعوامل الداخلية للحزب. مبرزة أن أكبر تحدي يواجهه الحزب، هو الالتزام بالديمقراطية في سياق يتسم بعودة الاستبداد، مبرزة نموذج تونس التي انتقلت من ديمقراطية ملهمة للبلدان العربية، إلى حكم فردي، وذلك لكون الانتقال الديمقراطي أبان عن محدوديته.
فحزب العدالة والتنمية شكل قوة انتخابية في سياق متسم بالانفتاح السياسي، والآن نعيش سياقا أخر يفرض على الحزب التأقلم معه. كانت آخر فكرة تطرقت لها الزرهوني هي التحديات الداخلية، حيث أبرزت المتحدثة أن الديمقراطية الداخلية للحزب شيء مهم، لكن الأهم من ذلك هي الحرية والقدرة على تدبير الاختلاف.