قصيدة في رثاء الشهيد البطل يحيى السنوار
هوية بريس – حسن قرافي
سقاكِ الطّلُّ مِنْ عَذَباتِ بانِ
بِغَزَّةَ هاشِمٍ رَبْعِ الحِسانِ
فلسطينُ البشائرُ قد أظَلَّتْ
وطَنَّبَ في مَصَامِكِ نَيِّرَانِ
فضيفُ الله يُثْخنُ في عدوٍّ
وفي يده الكتائب واليَمانِي
وأَعْلَقَ بالرباط يدا وقلبا
وشَدّ على السنام بعنفوانِ
ويَعْروني إلى السنوار شوقٌ
وتحتَ لوائه حَصَدٌ لِساني
ويومَ أتتكَ تخترمُ المنايا
أتاني مِ الرزية ما أتاني
نزلتَ منازل الأبرار فاهنأْ
وخضتَ رحَى مزلزِلَةِ الجَنَانِ
فمن بكَ يُعْدَلُ أو يضاهِي
غرامَكَ بالشهادة أو يُداني
تُبَرِّحُ باليهود أذى وضرباً
وتسقيهمْ نَقيعَ السُّمِّ آنِ
فقد صَدَفوا عن الحق اغتراراً
بما تتلو شياطينُ الأماني
وتأتي مِ العزائمِ ما عَلمنا
وتُطْلِقُ من سجون البغيِ عانِي
على الأخرى تُجالدهمْ كفاحاً
وثيقَ الرُّكْنِ في الحرب العوَانِ
وتُلْقي في قلوب الجَمع رُعْبا
ويَنْعَقُّ بَرْقُكَ في العَنانِ
ومَن يُغْنِي غَناءَكَ يومَ كانت
عصا السنوارِ أَنْفَذَ في الطِّعانِ
أَنِفْتَ لنا مواطأَةَ المَخازي
وأنْ نُعطي الدَّنِيَّةَ مِنْ هوانِ
ودون الذلِّ كنتَ لنا حِجازاً
ولمْ يُعْشِرْكَ في الهيجاء شانِي
عجائبُ ليس يُحْصِيها كتابٌ
ستتلوها الجماهر والمَجَاني
وخضراءُ اليهود لها كتابٌ
يؤَجّله لها وعد الزمانِ
فطهِّر بيت ربك كي نصلِّي
فهذا الشوق للأقصى بَراني
تَبَحْبَحُ في مذلَّتها جيوشٌ
ترابط في القصور وفي المغاني
ونُغْزى مِن ثغورهمُ ونُؤْتَى
فقمتَ بنا وبالأسرى العواني
أتى مَأْتَى النصيحة قولُ خِبٍّ-
كأصوات الحمير لدى حِرانِ
عَوى مِنْ تحت ضِبْنِكَ مَدْخَلِيٍّ
فجاهد يا عبيدة بالسِّنانِ
أرى عنُقَ الخيانةِ مُشْرئبّاً
يُجَرِّح فيكَ ضَرّابَ البَنَانِ
هُمُ بالخوض في الأعراض أَعْنَى
ولا عزمٌ لِهَشْمَ ولا يَدانِ
سِراعا مُهْطِعينَ إلى عدوٍّ
لهمْ شَدٌّ كأحصنة الرِّهانِ
أَعَنْ قوسِ العَمالة قد نَزَعْتُمْ
فلا تَرِبَتْ يَداكَ فأنت فانِ
كأن الله لم يُفْرِغْ يقيناً
على غير الكُمَاةِ بِعسقلانِ
قدِ ادَّرَعُوا مُتُونَ الموتِ لَأْماً
كوصْفِهِمُ بِسَبْعِهِمُ المَثَاني
تُضَرِّسُهمْ فما فَتَرُوا وأَعْيَوْا
وما فَرَقُوا من العِلْجِ الجَبانِ
وبالياسين كم حَصَدوا رؤوسًا
وعَيّاشٍ وبالغُولِ المِتَانِ
أَرَاقِمُ لا على خَسْفٍ وضَيْمٍ
تُرادُ ، إذا تَشُدُّ فلا تَواني
يُذكِّرني عُبَيدَةُ خالداً إذْ
يَشُدُّ على الصّوَافِنِ غيرَ وانِي
ويَسْقِي مُصْلَتاتٍ مِنْ نَجِيعٍ
ويُعْمِلُ خَيْلَهُ في كل جانِي