“إسرائيل” دولة ليست ككل الدول
هوية بريس – د.إياد البرغوثي
إسرائيل “دولة” ليست ككل الدول، كونها بالأساس نتيجة “مشروع” ثم حاملة لذلك المشروع فيما بعد. إنها دولة “مخلوقة” من لا شيء، إذ لم يكن متوفراً أيٌ من “عناصرها” عند بداية “التنفيذ”، فكان لزاما توفير كل شيء، الأرض والشعب والنظام والجيش والثقافة واللغة والقوانين… كل شيء.
ولأن إسرائيل نتيجة مشروع من نوع خاص صممه أصحابه ليكون أبديا، لذلك هي في “مهمة” لا تنتهي، فيتم الحرص على “شحنها” باستمرار، وإمدادها بكل أسباب الحياة و”التفوق”.
وحيث أنها دولة مخلوقة من لا شيء، وهذا في بعض جوانبه إقرار بعظمة “خالقها”، فهي تحمل صفات “جينية على الأغلب”، تجعلها مختلفة عن باقي الدول؛ فهي دولة عنصرية انعزالية قبل قيامها وليس في سياق تطورها اللاحق. والعنصرية الإسرائيلية “تفوق” وليس مجرد اختلاف، وهو تفوق معطى سلفا ومُحَمل بالكثير من القداسة. ولا يقتصر ذلك التفوق عليها كدولة بل يمتد إلى الأفراد، فالإسرائيلي متفوق على أي إنسان آخر وليس على الفلسطيني فقط، بل إن الآخر لا قيمة له، وفي بعض الحالات لا وجود له.
“خلق” إسرائيل في سياق هذا المشروع وبهذه الطريقة التي تمت بها، جعلها أقرب إلى “الروبوت” من أي شيء آخر؛ فهي تريد أن تكون استثنائية في قوتها، ممنوع عليها أن تبدو ضعيفة، لذلك تذهب إلى “التوحش” عندما ترى ذلك ضروريا، وهذا يفسر “ضرورة” تحسسها المستمر لوجودها، فهي لا تكتفي بالوجود بل باستمرار التأكد منه والتأكيد عليه. واستثنائية في ذكائها، وهي بالفعل كذلك إلا في الحالات التي راهنت فيها على الغباء “الدائم” لأعدائها.
والدولة “الروبوت” صفر مشاعر وصفر تسامح، فليس لغيرها أي حق، وإن أعطت شيئا لسبب ما فذلك بالنسبة لها امتيازات تمنحها وليست حقوقا تعيدها.