اللهم براءة من صنائع السفهاء
هوية بريس – د.ميمون نكاز
﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلا قَرۡیَة كَانَتۡ ءَامِنَة مُّطۡمَئنَّة یَأۡتِیهَا رِزۡقُهَا رَغَدا مِّن كُلِّ مَكَان فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَ ٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُوا۟ یَصۡنَعُونَ﴾ [النحل112]…
أقسم بالعلي القدير الذي رفع السماء بغير عمد ترونها لَيُسْفِلَنَّ الذين انتهكوا حرمات البلد الحرام مسافل ترونها رأي العين، ولَيُذيقنهم ألبسةَ الجوع والمخاوف بما أجرموا فيه وبما يفجرون، فقد كفروا بأنعم الله عليهم، وأعظم كفرهم كفرهم بنعمة الإسلام الممنونة عليهم….
ثم أقول في هؤلاء السفهاء، مستهديا بالوحي الشريف: {ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}؟
وأقول جوابا: إنه “الإعداد الصناعي” لهذا الجيل على حين غفلة من أكثرية أهله، كذلك على رغبة كثير منهم، حتى أدركوه-أوصلوه- مشارف الانمساخ، إنه دال موضوعي على مبالغ الهوان التي بلغها المسلمون في “دار الإسلام الأولى”…
اللهم إن نبيك المصطفى عليه الصلاة والسلام، قد دعا على مضر -لما كفرت بأنعم الله عليها- بقوله: (اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرٍ وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ)، اللهم فإني داع بدعاء نبيك في من أجرم وعدا على حرماتك في البلد الحرام كما أجرمت مضر…
وقبل ختم الكلام أقول لأصحاب “الجهاد بالسنن” أين “الجهاد بالمحكمات القطعيات”؟ أين جهادكم بالأحكام الصريحة الجلية في الكتاب والسنة؟ أم أنكم قد أُصِبتُم بِخَرَفِ العلم ورذالة النفس وسفاهة الدين؟ أم أنكم رقيق لم يأذن -بعد- ولي النعمة عليكم بمكاتبتكم من أجل تحريركم؟ أم ثم أم ثم أم….
آه على أهل العلم الذين طمروا في غياهب السجون، تكميما لأفواههم وتمهيدا لعربدة جحافل الكفر والفجور…لكن يد الله فوق أيديهم، ومكره أمكر بهم من مكرهم بالمؤمنين: {وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَتَعۡسا لَّهُمۡ وَأَضَلَّ أَعۡمَـٰلَهُمۡ، ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُوا۟ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَـٰلَهُمۡ، أفلم یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَیَنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡۖ وَلِلۡكَـٰفِرِینَ أَمۡثَـٰلُهَا}[محمد8-10]…