بعد مقاله ضد قرار اعتقال نتنياهو.. ويحمان يرد على الشرعي
هوية بريس- متابعة
كتب أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، مقالا للرد على أحمد الشرعي في مقاله الأخير والذي استنكر فيه مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
وقال ويحمان في مقاله إن “أحمد الشرعي، الذي يدير إمبراطورية إعلامية تسخر لخدمة مصالح مشبوهة، تجاوز حدود الدفاع عن التطبيع إلى الترويج المباشر والفاضح لسرديات الاحتلال”.
مضيفا: “فعبر مقالاته ومنابره الإعلامية و” عصابته” إياها، يحاول الشرعي تصوير جيش الاحتلال كضحايا، متجاهلاً الحقائق الساطعة حول المجازر التي ما فتيء يرتكبها كيان الاحتلال ويتابعها العالم أجمع يوما بيوم منذ أزيد من عام ، في حق الشعب الفلسطيني، بما فيها الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، ونظام الفصل العنصري (الأبارتهايد)”.
وفي ما يلي نص المقال كما نشره أحمد ويحمان:
“*كلمات* .. إلى كل من يهمه الأمر
———————
مكر التاريخ بالمطبعين
*من “كلنا إسرائيليون”..إلى “كلنا مجرمو حرب”*
*د. أحمد ويحمان* +
في عالم متقلب يعيد فيه التاريخ تشكيل معادلاته دون استئذان، يبدو أن التطبيع مع الاحتلال الصهيوني لم يكن مجرد “صفقة سلام” كما سوقه البعض، بل كان سقوطًا مدويًا في مستنقع التواطؤ مع جرائم الحرب والإبادة الجماعية. أحمد الشرعي، أحد أبرز المنخرطين في السردية الصهيونية بالمغرب، يقدم نموذجًا صارخًا لهذا الانحراف. فمن مقالته المخزية “كلنا إسرائيليون” إلى محاولته تبييض وجه كبير الإرهابيين نتانياهو بعد إدانته من المحكمة الجنائية الدولية، تتكشف أبعاد مشروع “إعلامي” يسعى إلى تطويع الرأي العام لخدمة الاحتلال وتبرير جرائمه.
*السردية الصهيونية بأقلام “مغربية”*
أحمد الشرعي، الذي يدير إمبراطورية إعلامية تسخر لخدمة مصالح مشبوهة، تجاوز حدود الدفاع عن التطبيع إلى الترويج المباشر والفاضح لسرديات الاحتلال . فعبر مقالاته ومنابره الإعلامية و” عصابته” إياها، يحاول الشرعي تصوير جيش الاحتلال كضحايا، متجاهلاً الحقائق الساطعة حول المجازر التي ما فتيء يرتكبها كيان الاحتلال ويتابعها العالم أجمع يوما بيوم منذ أزيد من عام ، في حق الشعب الفلسطيني، بما فيها الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، ونظام الفصل العنصري (الأبارتهايد).
وفي مقاله الأخير، الذي يدافع فيه عن مجرم الحرب نتانياهو، تتجلى استماتة الشرعي في تحويل الأنظار عن جرائم الاحتلال إلى محاولات عبثية لتبرير أفعال هذا المجرم. هل غاب عن الشرعي أن الشعب المغربي بأغلبيته الساحقة يعتبر التطبيع خيانة؟ هل نسي المسيرات الحاشدة والوقفات التي ما تلبث ترفع شعار “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”؟
*التطبيع: خيانة لإرادة الشعب المغربي*
منذ إعلان اتفاقيات التطبيع، عبّر المغاربة بشكل واضح عن رفضهم للهرولة نحو العدو، مؤكدين أن دعم القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من هويتهم الوطنية والدينية. ورغم ذلك، تواصل بعض الأقلام المأجورة، على غرار الشرعي، استغلال منابرها “الإعلامية” لمحاولة غسل أدمغة الناس وإقناعهم بأن التطبيع ضرورة استراتيجية ومصلحةوطنية !
لكن الحقيقة التي لا يستطيع الشرعي وأمثاله إنكارها هي أن الاحتلال الصهيوني كيان استعماري قائم على القتل والتهجير والتمييز العنصري. التطبيع مع هذا الكيان لا يعني سوى القبول بهذه الجرائم والانحياز ضد الضحية، أي الشعب الفلسطيني.
*إدانة نتانياهو: التاريخ يكشف الأقنعة*
إن إدانة المحكمة الجنائية الدولية لنتانياهو ليست مجرد إجراء قانوني؛ إنها شهادة دولية تؤكد أن هذا الرجل، ومن خلفه الكيان الصهيوني، يرتكبون جرائم حرب ممنهجة. وفي الوقت الذي يحاول فيها المدعو الشرعي الدفاع عن نتانياهو، يتجاهل أن التطبيع ليس مجرد خيانة لفلسطين، بل هو خيانة للمغرب وشعبه الذي يعتبر القضية الفلسطينية رمزًا للنضال ضد الظلم والاحتلال وبلاد حارة المغاربة التي هدمها الجنود اليهود الصهاينة، وضمنهم اليهود المغاربة المتصهينين على رؤوس المسلمين المغاربة عند احتلال مدينة القدس عام 1967 .. وأنها بلاد مسرى رسولهم الكريم؛ الأقصى المبارك الذي يدنسه وزراء معبود الشرعي نتانياهو وقطعان المستوطنين ويعملون ويحضرون، بكل جدية، لهدمه لإقامة الهيكل المزعوم مكانه !!..
*خلاصة القول*
أحمد الشرعي وأمثاله يمثلون البروباغندا الصهيونية والوجه “الإعلامي” للتطبيع والاختراق الصهيونيين . لكنهم في النهاية مجرد أدوات في مشروع يخدم الاحتلال على حساب كرامة الشعوب وحقوقها. والتاريخ لن يرحم هؤلاء الذين وقفوا في صف الظالم ضد المظلوم، في مظلومية هزت كل العالم في الشهور الأخيرة بعد ان أسقط طوفان الأقصى كل التعتيم والتضليل الذي انطلى على البشرية، بفعل الدعاية والإعلام المضلل على مدى عقود . وستظل فلسطين حاضرة في وجدان الأحرار، مهما حاول المطبعون تزييف الحقائق.
*آخر الكلام*
الرسالة واضحة:
التطبيع، مما بحت حناجر المغاربة في الوقفات والمسرات، خيانة .. هذا حكم الشعب المغربي .. ومن يختار أن يقف مع الاحتلال ويقف مع جرائم الحرب ومجرمي الحرب فقد اختار مربعه في الدرك الأسفل من الخزي في مزبلة التاريخ .
ويبقى الإقرار للشرعي بواحدة يتيمة لفائدته، وهي اعتماده للمنطق حتى في مربع الخزي هذا .. فهو لا يمكنه أن يكون ” كله إسرائيلي ” دون أن يكون كله متماهيا مع ” مجرم حرب ” !
… وبئس المصير !
——————-
+ رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع”.
(انتهى المقال)