ماذا يجب فعله في المغرب؟.. (?..que faire au maroc) (ج2)
هوية بريس – ذ.إدريس كرم
–5–
هونري تورت
مستشار بلدية باريس
زميلي العزيز
ليس لدي الوقت لتطوير أفكاري، لذلك أنا مضطر لتلخيصها بأسلوب زِنْجي، وهو ما يمكن تبريره أيضا في الأمور الاستعمارية، نعم أنا أومن بإمكانية الإختراق السلمي، وأنا مقتنع بأن الأهالي قادرون جدا على تقدير الفرق بين السياسة الاستعمارية التي ستجلب الرخاء، وبعثات الألفية التي تعرفهم على بنادقنا ومدافعنا.
فيما يتعلق بإسبانيا، فسيكون بالطبع ارتياحها في إعطائها ما يتعلق بتقسيم المغرب، لكنها فقط مسألة إجراء ممارسة نفوذ حاسم، هذا النفوذ لا يمكن تقاسمه ولا أرى ضرورة للتفاوض مع إسبانيا بشأن مسألة المغرب. وأخيرا سيكون من الجنون في رأيـي “ترك آسيا“.
أنا لست من أولئك الذين يعجبون بالجهود الرائعة، التي بذلناها في الهند الصينية، لحد الهوس، حتى يصدر لي مثل هذا الرأي.
Henri turot.
–6–
مجهول
إلى جنرال معروف، سواء بسبب أعماله الحربية، أو أسلوبه، أرسل السيد مارسيل رويدل المذكرة التالية:
جنرالي
تشرع annales coloniales تحقيقا مفصلا للغاية حول المغرب، أطلب من جنابكم ببساطة:
هل تومن بالغزو السلمي للمغرب؟
ما رأيكم في بهذا الإختراق؟ هل هذا ممكن؟
نشكركم الخ marcel ruedel
هذا رده مكتوبا على هامش الرسالة:
أنا لا أصدق كلمة عندما يكون الغزو بالسلاح، فسوف تواجهنا أكثر القبايل عداء، وأشدها تعصبا، وأفضلها تسليحا، وسنحتاج لجيش ربما قوامه مائة ألف 100.000 رجل تقريبا، الحماقة لن تترك ما يرغب فيه، كما هو متصور (رأي مجهول، ولكن ليس أعمى) ربما تمَّ إعداد هذه الحماقة منذ خمس سنوات.
يجب علينا تدوين أي صعوبات تأتي إلينا من الخارج كمسؤوليات.
كيفما كانت لك رغبة في الإمساك بثور، فمن الأفضل أن تنتظر حتى تقترب من قرونه، حينه يمكنك تنفيذ ما تريد. ملخص -لن يكون الأمر سهلا على كل حال، باستثناء المَمْسُوسين -الذي لبسه عفريت-.
–7–
الفيكونت السيد دوفوكي
من الأكاديمية الفرنسية
سأتوجه غدا للقاء زوجتي في اسويسرا، عزيزي رويديل، لقد كنت جد مشغول في الأيام القليلة الماضية أعتذر منك لعدم تمكني من إرسال الاستشارة التي طلبتها مني.
ماذا يمكننا قوله في هذه اللحظة عن المسألة المغربية؟
تطوير الكليشيهات المعتادة، “اختراق سلمي، اختراق اقتصادي، الخ…” إنها موضوعات خطابية جميلة، ومن المؤكد أنني لن أؤيد العمل العسكري، فهو أمر خطير، ومكلف وغير مناسب، لكنني أعتقد أننا لن نفعل أي شيء فعال إذا لم نقرر دفع خطوط السكة الخديدية بسرعة إلى المناطق التي نعتزم إخضاعها لنفوذنا.
كل ما رأيته من العمل الروسي في آسيا الوسطى، وكل ما عرفه العمل الأنجليزي في إفريقيا وأماكن أخرى، كل ذلك يقنعني أن القاطرة هي الوسيلة الوحيدة للاختراق التي تعطي نتائج سريعة ومؤكدة.
لا نريد أن نفهم ذلك عندنا، نحن نتراجع من الخوف على حساب التكلفة اللازمة لوضع القضبان على الأراضي التي نطالب بامتلاكها، نحسب خطأ، كما فعلنا في السنغال النيجير.
تقارير الجنرال ترينتينيان أثبتت بشكل كبير أن كثيرا من تموين الكولون ارتفع في بضع سنوات لمضاعفة تكلفة خط السكة الخديدية التي تربط بين النهرين، لو تم بناؤه يوم قيامنا بوضع المنشآت على نهر النيجر في مكاننا، في ا ليوم التالي لتوقيع المعاهدة التي حررت يدنا في المغرب.
كان الروس أو الإنجليز مدده دون أن يخسروا يوما واحدا، والاستثمار في خط سكة حديدية جديدة، أو تصحيحه أو تحسينه لاحقا، كانوا سيثبتون في مد الخط الحديدي وليس كما نعتقد نحن بأن السكة الحديدية مكملة للإستعمار، بل كانوا يعتقدون أنها الأداة الأولى المبتكرة نفسها لهذا الاستيعاب، المقتصد للدم والمال، ويقبلها المسلمون بسهولة أكبر من باقي وسائل الهيمنة الأخرى.
لكن إجراءاتنا الروتينية، تجعل من الممكن للحكومة أن بشكل تحت مسؤوليتها الخاصة فرقة، فيلقا من الجيش ويكاد من المستحيل عليها أن تقوم بتحريك مائة مليون لعملية مماثلة وأقل خطورة.
دعونا مع ذلك في الصحراء، وإلى اللقاء.
E.m.de vgue
–8–
م.جولي كودين
سيناتور الهند، رئيس مجموعة الاستعمار
في مجلس الشيوخ
أنت تسألني عن مشاعري بشأن وضع فرنسا وإسبانيا في المغرب، وعلى وجه الخصوص، ماذا هو العطاء الواجب إعطاؤه لهذه القوة الأخيرة حتى ترضى؟
أعترف لك أن مناقشة هذا السؤال لا تبدو لي مناسبة؛ نحن كذلك نريد أن نبقى على علاقات جيدة مع إسبانيا، لأن مصلحة البلدين تقتضي ذلك، فمسألة المغرب كما أشرت، يمكن أن تلعب بيننا دور نقطة الخلاف.
رئيس مجلس الوزراء الإسباني أبلغ الكرتيس بمشاعر الحكومة وصيغة المطالب المطروحة، هذه المطالب التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الوضع الراهن.
والآن في هذه اللحظة ووفقا للمعاهدات الموقعة، شرعنا في محادثات رسمية بعدم تغيير أي شيء في الحالة السياسية للمغرب. لا يمكننا ولا يجب علينا أن نفعل شيء يشبه اقتسام هذا البلد.
إن تناقض الآراء المعبر عنها في إسبانيا، والتأكيد على المطالبات الإقليمية المضادة، يعني الإفراط في إثارة المشاعر المتعارضة، وإثارة الأجنحة دون نتائج مفيدة وعملية.
في هذه اللحظة كلما قللنا من الجدال حول هذه القضايا، كلما كان أفضل، دع الديبلماسيون يناقشون المصالح المشتركة، بعقول هادئة، شيئا فشيئا، ستصبح وجهات نظر الآخرين حول مستقبل السنوات أكثر وضوحا، وتتغلغل في بعضها البعض، وتؤدي إلى فهم مرغوب فيه، والذي يجب تركه للوقت يقوم بتحضيره، المجال ما زال شاسعا، لمن يريد دراسة تنمية سياستنا في المغرب.
Jules godin
–9–
الكونت هونري دوكاستري
لوشيلون 10 يوليوز 1901
عزيزي المدير
أجيب عن أسئلتك التي يبدو من المرجح أن تتمَّ الإجابة عنها دون المخاطرة بإحباط الإجراءات الحكومية.
-1- هل الغزو السلمي للمغرب ممكن؟
لا أتردد في الإجابة بالإيجاب، دون شك، أي غزو ليس في تقاليدنا الوطنية، هو أمر حساس، لكن هناك هناك مصادر كثيرة في المبادرة الفرنسية بشأن عدم القلق حول نجاح هذه المهمة.
كلمة “الغزو السلمي” تحتاج بدورها لكثير من التوضيح، وهذا يعني في رأيي، أنه لا داعي لأن تسعى فرنسا للقوة العسكرية في تحركها لمواجهة المخزن وفي كلمة واحدة، لمواجهة السلطان والمخزن، وفي كلمة مواجهة السلطة القائمة.
هذه القوة الهشة يجعلنا نبتسم أحيانا، ولا نكرر كثيرا ضحكنا بما فيه الكفاية، الرافعة الوحيدة للسياسة كيفما كانت بالمغرب، لذلك فبلطف لكن بحزم سنباشر الغزو السلمي للسلطان ومن خلاله سننفذ لبلاد المخزن.
ضد البلاد المتمردة أو المستقلة ضد بلاد السيبة، من الواضح أنه لا يمكن أن يكون هناك أي شك في العمل السلمي، لكن احتلال هذه المناطق لا يتم فرضه على الفور، ويمكننا ممارسة هيمنتنا على مغرب مقسم لبلاد المخزن وبلاد السيبة.
نحن نخطئ دائما نتصور لممتلكاتنا فقط النوع المثالي من الدول الموحدة التي تمكنت من تشكيل نفسها بعد قرون من الصراع.
العناصر الفاعلة في الغزو العسكري، يكون لديها خطة حملة منهجية من شأنها أن تؤدي إلى الخضوع الكامل للبلاد، من ملوية إلى المحيط الأطلسي ومن البحر الأبيض المتوسط إلى الصحراء.
تختلف الطرق والوسائل قليلا، العملية العسكرية غير معقدة للغاية، وتمثل صعوبة أقل بكثيرمن حملاتنا الإستعمارية الأخرى، بسبب قرب الميتربول، وقاعدة العمليات التي توفرها لنا الجزاير؛ ومع ذلك، فمن المؤكد أن هذه العملية ستكون مكلفة، لاداعي للجدال لأن الاتفاق الفرانك-أنجليز لم يسفر عن إمكانية غزو المغرب بقوة السلاح.
دعونا إذا نستفيد من الوضع، بدل الشكوى مما لا نملكه، وبصرف النظر عن هذه الاعتبارات نفسها، يبقى أن نرى كيف تعمل وسائلنا وأساليبنا، فإن عملية الاختراق عن طريق العمل مع المخزن لن يكون مع ذلك الأفضل، ولا الأكثر اقتصادا.
وبالعودة لبلاد السيبة أقول؛ إن خضوعها لا ينبغي أن يكون أحد اهتماماتنا المباشرة، هذا البلد المتمرد على أي حال غير قابل للاختزال؛ في حين أن القبايل المكونة له، يعاني بعضها من عدوى الجوار، فتطالب بتقسيم مصير القبايل بلاد المخزن، على العكس من ذلك، ستتراجع بعض الفخدات لخنادق جبالها من أجل الدفاع عن استقلالها، وسيتاح لنا في أمد قريب أو بعيد بتقليصهم، والقيام بعمليات ضدهم، مماثلة لتلك التي قمنا بها في منطقة القبايل الكبرى بالجزاير؛ دعونا نتذكر أن ذلك حدث في 1859 أي بعد ثلاثين عاما تقريبا من استقرارنا بها.
ومن المفهوم جيدا، أن دورنا كمتعاونين مع المخزن في هذا العمل العسكري، سيسمح لنا بإرسال للسلطان كتيبة أو كتيبتين ألبيتين للسلطان لتسهيل العمليات في الجبال.
-2- ما هو الجزء الذي يجب أن نعطيه لإسبانيا؟
هذا السؤال هو السؤال الذي من المناسب الحفاظ على الصمت الحكيم بشأنه، لن أقول إلا أن المغرب يجعلني أفكر في هذا الطفل الذي طالبت به المرأتان اللتان قدمت أمام بلاط سليمان، كل منهما تدعى أنه ابنها، فأمر سليمان تقطيعه بينهما، فقبلت بالحكم واحدة، ورفضته أخرى، ولن تكون الرافضة سوى الأم الحقيقية، وضع المغرب بين القوتين.
فما هو التعويض الذي يمكن أن نمنحه للقوى الأخرى؟
هذا السؤال دقيق مثل السؤال السابق؛ فهو يتطلب عملا ديبلومسيا كبيرا وصبورا، لذلك فالحل التبسيطي المطروح لن يؤدي إلى تعقيد المفاوضات.
ما هي القيمة الإقتصادية للمغرب؟
من حيث القيمة الإقتصادية المغرب، المغرب يتفوق بكثير على إسبانيا كما قلنا، الجزاير عندما تمطر فهي جزاير بلا سهول للهضاب العليا، هي أغنى دولة في إفريقيا، المثل العربي البربري: “الأرض طاووس والمغرب ديلها” إنها مبالغة شرقية، لكنها معروف عند الأهالي.
يمكننا أن نذكر جميع علاقات المسافرين في القرن السادس عشر، أوروبا سحبت من موانئ أكادير، آسفي، مازاكان، سلا، الخ؛ سكر، الدبغ، النحاس ملح البارود، الخ.. ناهيك عن الحبوب والمنتجات الأخرى مثل جميع البلدان الأقل تحضرا، لكن إذا أقام معامل، فسيمكنه إنتاج أغلب الأشياء المصنعة أوروبيا.
انتهى بهذا المقطع من تقرير من القرن السابع عشر بعد أن لاحظت مرة أحرى أنه إذا كانت هذه الكلمات هي كفارتي بأي طريقة أخرى، كما كتب بيدو دوسان أولون فسيكون هناك شيء لذيذ ومزهر، سواء من خلال وضعه الخاص أو بجمال المناخ، وكذلك بخصوبة ونوعية سكانها الأصحاء، ونضارة مياهها ولطفها ووفرة مراعيها وأراضيها التي تنبت كل شيء تقريبا التي ستكون ذات خصوبة رائعة إذا تم الاهتمام بزراعتها؛ بمزيجها المفيد الرائع من غاباتها وسهولها وجبالها ووديانها، وطيب طعم خضارها وثمارها خمورها، وسهولة التجارة والنقل لجميع منتجاتها.
comte henry de castries
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب: que faire au maroc?