التوفيق: تشتت الأمة الإسلامية أكثر من أي وقت مضى حول فهم الدين وممارسة السياسة
هوية بريس- و م ع
قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، يوم أمس الأحد بالرباط، إن العلماء يضطلعون بدور جوهري في النهوض بالمجالات الأساسية المتعلقة بإصلاح الإنسان.
وشدد التوفيق، خلال افتتاح ندوة نظمها المجلس العلمي الأعلى حول موضوع “العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث”، على دور العلماء في دعم ثوابت الأمة، وتوطيد الأمن الروحي، وتسديد السلوك الأخلاقي، وتخليص المجتمع من غوائل الإجرام والإرهاب.
وأشار السيد التوفيق، في مداخلة له خلال محاضرة عنوانها “شرط اعتبار الأحوال في دعوة العلماء للإصلاح” إلى أن جوهر الإصلاح الذي يدعو إليه العلماء يتمثل في “تذكير الناس بوعد الله بالحياة الطيبة المشروطة بالإيمان والعمل الصالح، المصحوب بالنهج النبوي في الهداية”، مبينا أن هذا النهج قوامه “الشفقة والنصح والرحمة”.
وتطرق الوزير إلى التحديات التي تواجه العلماء في باب الإصلاح من قبيل غلبة الجانب المادي على الحياة المعاصرة، و”مسألة تدبير الحرية وعلاقتها بعدم الإكراه في الدين من جهة، وما يشوب ممارستها من إفساد إذا غلبت الأنانية على المستوى الفردي والجماعي من جهة أخرى”.
وتابع أن من بين التحديات “تشتت الأمة الإسلامية أكثر من أي وقت مضى حول فهم الدين وممارسة السياسة، والحيرة بين شعارات الحقوق وجيوب الظلم التي تنخر هذا العالم” .
وخلص التوفيق إلى أن تجربة الإصلاح التي يقبل عليها العلماء تتطلب وعيا ضروريا بفقه مراعاة الأحوال، “الذي أصبح أكثر تعقيدا بفعل طبيعة التحديات المتواترة”.
من جهته، أكد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى سعيد شبار، أن تنظيم هذا اللقاء العلمي يأتي للتأكيد على دور العلماء الإصلاحي والرسالة التي ينبغي أن يبلغوها، تأسيا بسلفهم القريب من الرواد الذين ساهموا في بناء المغرب الحديث.
وأضاف، في تصريح صحفي، أن هذا اللقاء يندرج، أيضا، في سياق الحرص على الإصلاح في إطار الثوابت الدينية المغربية التي تعد “اختيارات أسهمت عبر التاريخ في حفظ أمن المغرب واستقراره وطمأنينته وعلى رأسها إمارة المؤمنين”.
وأشار إلى الدور المحوري للعلماء في إصلاح قطاعات الحياة المختلفة وانخراطهم في بناء مؤسسات الدولة، والإسهام في تنمية المغرب الحديث واستقراره وازدهاره، لافتا إلى الإمكانات التخليقية الكبرى التي ينبغي أن يُفعلها العلماء في قطاعات الحياة المختلفة المرتبطة بالمرافق الصحية والأسرية والاجتماعية والبيئية والأمنية، وغيرها .
وتناولت باقي المداخلات مواضيع حول ” الإصلاح رسالة العلماء المستأنفة من ميراث النبوة …نظرات في المنهج والسنن والمراتب”، و”الإصلاح في المغرب الحديث : حضور العلماء وإسهاماتهم الوطنية : العلماء العضويون”، و”إمارة المؤمنين والثوابت الدينية ….العرى الوثيقة لخصوصية الإصلاح المغربي وفرصه السانحة”، و”عوائق التبليغ رصد وتجاوز” ، و”خطة تسديد التبليغ.