“يا للهول! لقد رفع راية لا إله إلا الله!” “ يا للكارثة! ربما يريدون أن يحكمونا بالشريعة!”
هوية بريس – تسنيم راجح
ينشرونها كأن الشريعة = فقء العيون وسبي النساء وقطع الرؤوس! كأن الشريعة = نشر الرعب وقتل الحياة! كأن معناها أن يلف الرجال رؤوسهم بالعمائم ونركب الجمال وننقطع عن العالم!
ينشرونها وينسون أو يتناسون الظلم الذي مازال ينكشف لنا في بلادنا ذاتها بسبب غياب الشريعة! يقولونها وكأنهم لا يعلمون أن العلمانية الغربية التي ينادون بها هي من سمحت أصلاً بوجود سجون القتل والتعذيب المرعب الذي يتصوره عقلٌ من الوجود في سوريا وقبلها في العراق وفي إسرائيل وغونتانامو وغيرها!
وإن كان هذا نتاجاً طبيعياً لعقود من الاحتلال الأسدي والاستعمار الفكري وعمل النظام العالمي على تشويه ديننا وربط حكمه بـالارهـ.اب وصناعة أو تمويل لجماعات المجرمة باسم الإسلام فإن من المعيب فعلاً أن نحيي هذا الاحتلال في نفوسنا! من المعيب أن نترك نفوسنا نقاد بالمجهول والخوف دون التفكر والنظر بشيءٍ من الحرية!
أيدري أولئك الذين يدورون في مكانهم اليوم خائفين ماذا كان حكم الشريعة ليفعل مع واحدٍ من أمصال أولئك المجرمين الذين كانوا يلقون الناس بغير ذنب في الأقبية ويكهربونهم حتى تغيب عقولهم؟! أيدري أولئك أي شيءٍ عن حكم الشريعة في إثقال الناس بالضرائب حتى يضطروا لبيع ما يملكون ليدفعوا الضرائب التي تذهب لحضرة الرئيس وزوجته وأخيه وابن عمه ويأكلوا منها ويملؤوا حساباتهم بينما الناس لا يجرون الخبز ليملأ بطونهن؟!
أيدرون كيف تقارن الزكاة الواجبة في الشريعة بالكم الهائل من الضرائب التي يدفعونها للدولة وهم لا يعرفون أين تذهب؟!
أيعرفون أي شيء عن نظام الأوقاف؟ عن الفصل الشرعي الصحيح بين المؤسسات؟
ماذا يعرفون عن تكريم الشريعة للإنسان؟ عن حرمة أن يشتم أو يضرب وجهه أو يعتدى على ماله أو عرضه أو أرضه؟
عن حدود السجن في الشريعة وعن معاملة الأسير والخادم وحتى العبد والجارية؟!
عن أهمية إقامة الحدود على الغني والفقير والشريف والذليل دون تمييز بحسب الواسطات والمحسوبيات والرشوات؟
أيدرون أن علماء الاجتماع والسياسة الغربيون حتى اليوم حين يكتبون عن الصورة المثالية لتعايش الأديان بعدل وكرامة في بلد واحد فإنهم يذكرون الأندلس في قوتها والدولة العثمانية حين ازدهارها؟!
كم نرجو ونشتاق فعلاً لأن تحكم الشريعة، وكم نحتاج رحمة الوحي وحمايته للإنسان من الإنسان وتكريمها له أكثر من تكريمه لنفسه، كم نحتاج ونشتاق لشريعة ربنا بعدما غرقنا في أوحال شرائع البشر وظلمها..
وليتها فعلاً تحصل..
لكن الطريق طويل بلا شك، وعلى كل منا أن يعمل في دائرته وفي نفسه ومن حوله لينشر العلم والوعي والتشوق لحكم شرع الله فعلاً..
فما أسرع ما ينسى البشر! وما أعمق الاحتلال فينا ونحن نظننا تحررنا!