لقاء تقديم “الفجر الساطع على الصحيح الجامع” لمحققه د.عبد الفتاح الزنيفي
هوية بريس – عبد الرحمان العسراوي
نظمت خزانة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، يوم الأربعاء 18 دجنبر 2024، لقاءً علمياً مميزاً لتقديم وعرض كتاب “الفجر الساطع على الصحيح الجامع“، الذي قام بتحقيقه فضيلة الدكتور عبد الفتاح الزنيفي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك.
تميز اللقاء بحضور عدد كبير من الأساتذة والطلبة في أجواء علمية مفعمة بالحوار والنقاش.
أدار هذا الحدث الدكتور عبد الفتاح الكرد، الذي استهل اللقاء بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن أهمية العلم ودوره في النهوض بالمجتمع، مؤكداً أن العلم لا يجب أن يبقى حبيس حجرات الدراسة، بل ينبغي أن يمتد إلى فضاءات أوسع تجمع بين الأستاذ والطالب.
ثم تحدث الدكتور الكرد عن الدكتور عبد الفتاح الزنيفي، مُعرّفاً إياه بالحضور كأحد الأعلام البارزين في الدراسات الإسلامية، حيث أشرف على أكثر من 100 أطروحة جامعية، وله مؤلفات بارزة منها “مصطلح ما جرى به العمل” و”المعتصر المفيد“. كما أشار إلى مسيرته الأكاديمية التي تضمنت رئاسته لشعبة الدراسات الإسلامية.
وأشاد بجهوده في تحقيق كتاب “الفجر الساطع على الصحيحة الجامع“، موضحاً أن الكتاب ينقسم إلى ثلاثة مستويات: الأول بعنوان “شذى الروائع مقدمة الفجر الساطع”، والثاني “الفهرس الماتع”، والثالث “كتاب الفجر الساطع” لمؤلفه محمد الشبيهي الزرهوني. ومحققه الدكتور عبد الفتاح الزنيفي،
وأضاف الكرد أن تحقيق النصوص التراثية ليس أمراً سهلاً، مشيراً إلى أن هذا الكتاب لا يُعد حاشية بل هو شرح عميق يتطلب دقة علمية وجهداً فكرياً.
توالت المداخلات في هذا اللقاء، حيث تحدث الدكتور أحمد الكافي، الذي يحمل دكتوراه مزدوجة ويعمل أستاذاً بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، وله حوالي 30 مؤلفاً علمياً.
وعبّر الدكتور الكافي عن إعجابه الكبير بالكتاب، واعتبره إضافة نوعية إلى المكتبة العلمية، مشيراً إلى أن مثل هذه الأعمال لا تأتي إلا نتيجة بحث مستمر واطلاع واسع. كما تحدث عن علاقته بالدكتور الزنيفي، التي وصفها بعلاقة صداقة عميقة قائمة على الاحترام المتبادل.
ثم تناول قضية التراث الحديثي في المغرب، مشيراً إلى النقاشات التي أثارها علماء المنطقة حول كتب الحديث، مثل صحيح مسلم، وصحيح البخاري، والموطأ، وأكد على أهمية هذه الكتب في تشكيل الفكر الإسلامي المغاربي.
استمرت المداخلات، وهذه المرة مع الدكتور مصطفى الصمدي، مدير مختبر الفكر الإسلامي والترجمة ورئيس شعبة الدراسات الإسلامية، الذي عبّر عن سروره بحضور هذا اللقاء، مشيراً إلى أن مشاركته تأتي تعبيراً عن امتنانه للدكتور الزنيفي، الذي سبق وأن حضر تقديم كتابه.
كما أشاد الدكتور الصمدي بالكتاب، مؤكداً على قيمته العلمية وأهمية الجهود المبذولة في تحقيقه، معتبرا أن الكتاب يعكس تنوعاً فكرياً، حيث يجمع بين الفقه، الحديث، التاريخ، علوم القرآن، والتفسير. قدم نصائح للطلبة الحاضرين بضرورة استغلال أعمارهم في طلب العلم والتركيز على البحث الجاد والابتعاد عن الملهيات.
اختتم اللقاء بمداخلة الدكتور نبيل الغماري، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق، الذي عبّر عن امتنانه للدعوة وشكر الدكتور الزنيفي على الجهد الذي بذله في تحقيق الكتاب. ثم أشار الدكتور الغماري إلى دقة الكتاب في تناول القضايا الشرعية والأصولية، مشيداً بالأسلوب العلمي والمنهجي الذي اتبعه الزنيفي في عمله.
في ختام اللقاء، أخذ الدكتور عبد الفتاح الزنيفي الكلمة، حيث عبّر عن امتنانه للحاضرين، موجهاً شكره للأساتذة المشاركين والطلبة. تحدث عن ظروف تأليف وتحقيق الكتاب، موضحاً أنه بدأ العمل عليه أثناء إعداد أطروحته لنيل الدكتوراه، وأن مكتبته المنزلية ساعدته بشكل كبير في إنجاز هذا العمل. وأشار إلى أن هذا الكتاب يعكس شخصيته العلمية التي تجمع بين الفقه والحديث.
في الختام قدم الزنيفي نصيحة للطلبة بضرورة الابتعاد عن الملهيات، واصفاً الهاتف المحمول بـ”الشيطان الصغير”، داعياً إياهم إلى استثمار وقتهم في طلب العلم والتفوق الأكاديمي.