اختفاء صانع المحتوى المصري “أحمد أبو زيد”

10 يناير 2025 17:06

هوية بريس – وكالات

– خلال الأيام اللي فاتت أعلن المهندس أحمد أبو زيد صاحب قناة “دروس أونلاين” أنه مترشح لجائزة “قمة المليار متابع” وهي أكبر وأغلى جائزة عالمية لصناع المحتوى الهادف، واللي بتنظمها دولة الإمارات بقيمة مليون دولار، وبعدها على طول تردد خبر اعتقاله على وسائل التواصل الاجتماعي.

– وهو خبر شديد الإزعاج، ومُقلق جدًا بالنسبة لأي مواطن مصري، مش بس لأنه أحمد لم يُقدِم على أي عمل يخالف القانون، وبالتالي القبض عليه جريمة تنتهك حق الناس في الأمن والحرية، ولكن لأنه واحد من أكثر مشاهير “يوتيوب” إفادة للشباب.

– واستهدافه أمنيًا بدون مبرر يضع الجيل الأصغر من الشباب في أجواء مسمومة، لما يشوفوا القمع والاعتقالات بتطول معلمهم بدون ذنب، إلى جانب حرمانهم من المواد العلمية كانوا بيحصلوا عليها بدون مقابل.

– أحمد مهندس مدني قرر عمل قناة على “يوتيوب” لتعليم اللغة الإنجليزية أونلاين لـ 8 مليون متابع، اللي بيتعلموا منه قواعد اللغة الإنجليزية والفوتوشوب والمونتاج وطرق زيادة الإنتاجية وتنظيم الوقت، وكل بدون جنيه واحد.

– بسبب شعبيته الكبيرة وإفادته للشباب تم ترشيح أبو زيد لجائزة “قمة المليار متابع” الإماراتية، واللي بيحسم التصويت فيها هو الجمهور، والنهارده أعلنت إدارة الجائزة أسماء الـ 5 المتأهلين بالفوز بدون ما يكون فيهم أحمد، رغم أنه كان من أبرز المرشحين.

– ويبدو أنه استبعاد أحمد من التأهل مرتبط بظروف اعتقاله، أو تغييبه عمدًا وحرمانه من المشاركة في الجائزة اللي كان بيحلم بالحصول عليها، زي ما قال في أحد فيديوهاته.

اتركوا مساحة واحدة آمنة للناس

– حتى الآن أهل أحمد لم يعلنوا عن اعتقاله، حرصًا على حل المشكلة وديًا، زي ما قال مقربون منه على وسائل التواصل، لكن أحمد خسر المشاركة في جائزة هي الأعلى والأكثر أهمية في مجاله، والآن قناته على “يوتيوب” متوقفة.

– وآلاف من الشباب اللي كانوا بيتابعوا تعلّمهم عبر قناته غاضبين، وهما محقين تمامًا في غضبهم، لأنه في دولة لا بتعلم ولا بتسيب مواطنيها يتعلموا، الغضب فعل متوقع ومشروع.

– النهارده الحكومة شغالة على آخرها في خصخصة التعليم اللي تحوّل لخدمة حصرية لمن يدفع، بعد ما كان خدمة عامة تتكفل بيها الدولة اللي المجتمع بيصرف عليها من الضرائب.

– لكن الدولة بتبني مدن وأبراج فاخرة في الصحراء للأثرياء بالديون الأجنبية، وبتلم الضرائب من الناس تسدد بيها الديون اللي بتخدم الـ5% فقط من الشعب، أما الخدمات العامة زي التعليم والصحة فالناس بدأوا يتدبروا أمورهم فيها، وياريت الحكومة سيباهم في حالهم!

سياسة قفل النوافذ

– المنافذ الجانبية اللي المجتمع بيحاول يوفرها ذاتيًا للتعلّم ومسايرة التطور العالمي، الحكومة بتضيق عليها وتعتقل القائمين عليها، سواء على سبيل التضييق الأمني المعتاد بهدف “الشخللة” أو جريًا خلف الإشاعات أو أي شيء آخر.

– رغم أنه لو كانت حكومتنا تمتلك الحد الأدنى من مقومات التفكير السليم، أو لو كان التفكير السياسي عندها مُقدَّم على الغشم الأمني، لكانت هي اللي أعطت أحمد أبو زيد جائزة لقيامه بتعليم ملايين المصريين مجانًا، ومش أي تعليم، دا تعليم بيأهلهم لسوق العمل الخارجي، يعني بيقدم قيمة مضافة الدولة نفسها عاجزة عن تقديمها للناس.

– أما الشيء الأنكى فهو أنه المصريين مش عارفين ايه اللي ممكن يعملوه بدون المخاطرة بالاعتقال، يعني اللي بيتكلموا في السياسة معرضين للاعتقال، اللي بيكتبوا مقالات معرضون للحبس، اللي بيطلعوا على “تيك توك” معرضون للقضايا والمحاكم، اللي بيقدموا محتوى تعليمي بيتقبض عليهم!

– دا بيخلينا نسأل الحكومة سؤال ملح، أيه اللي ممكن نعمله وإحنا آمنين في بلد تحولت لسجن كبير، والمستقبل فيها هو الماضي اللي كلنا نفسنا نرجع له قبل ما يحكمنا نظام مبدؤه وشعاره: الدفع أو الحبس.

– افرجوا عن أحمد أبو زيد، أو عرفونا مصيره إن لم يكن قد قبض عليه،وكفى عبثا بأعمار الشباب وحرياتهم.

المصدر: “الموقف المصري”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M