مشادة السكنفل وأيلال.. إثبات نسب ابن الزنا واستهداف النبوة والقرآن (فيديو)

18 فبراير 2025 16:44

هوية بريس – عابد عبد المنعم

شهدت الندوة الثامنة للملتقى الوطني لليتيم، التي نظمت يوم السبت 15 فبراير 2025 بمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء، مشادة كلامية بين ذ.لحسن السكنفل والناشط المثير للجدل رشيد أيلال.

حيث عمَد الأخير إلى استفزاز رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة، والذي كان بالمناسبة الممثل الوحيد للمؤسسة العلمية الرسمية، ضمن 16 ضيفا آخرين، جلهم من توجه واحد يخدم أجندة واحدة.

الندوة وعلى خلاف اسم “اليتيم” الذي صدرت به، كان الهدف منها هو البحث عن سبل لإثبات نسب الأطفال الذين يولدون بطريقة غير شرعية خارج مؤسسة الزواج، وعلى اعتبار أن المجلس العلمي الأعلى سبق وأبدى رفضه لمقترح إثبات النسب استنادا إلى فحص الحمض النووي (ADN)، فهذا القرار قد تسبب في إزعاج كبير لكل من لا يعير اهتماما للمرجعية الدينية أو يحاول أن يوظف بعض نصوصها ورجالاتها لتمرير مطالبه.

لأجل ذلك وبعد أن سالم هذا التيار المجلس العلمي الأعلى، باعتباره مؤسسة دستورية تستوجب التقدير والاحترام، وركز حربه على من يصنِّفون ضمن دائرة المتشددين، ها هو اليوم يكشر عن أنيابه من جديد ويهاجم كل من يقف ضد تنزيل مطالبه التي تصادم صريح الدين وتهدد المجتمع بالتفكك والاضطراب بما فيهم العلماء الرسميون.

وعودا إلى المشادة بين ذ.السكنفل والمدعو أيلال، فبعد أن تطرق وباختصار رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة لبعض الأدلة التي اعتمدها المجلس العلمي الأعلى في رفض إثبات النسب اعتمادا على فحص ADN، وذكَّر بالحديث المتفق عليه “الولد للفراش وللعاهر الحجر”، ثارت ثائرة العابث بالتراث والمتجرئ على تخصصات لا قبل له بها، فرد الحديث الذي أخرجه كل من البخاري ومسلم، واتهم أحد رواته وهو الإمام ابن شهاب الزهري بالتدليس، ورواية أحاديث منكرة ومولاة نظام سياسي ظالم، مدعيا بذلك كشفَ معطيات لا قبل لأحد بها..!!

وحقيقة هذا العابث الجاهل بالعلوم الشرعية أنه يتلصص مواقع التنصير والتشيع فيقمش من هنا وهناك، ويروج لشبهات أكل عليها الدهر وشرب، تماما كما سبق وصنع في كتابه الأضحوكة حول الإمام البخاري رحمه الله.

وحقيقة أضحك ملء فيّ حين يقدَّم أيلال على منصات المحاضرات والندوات بلقب “الدكتور”، وهو لم يتجاوز في مسيرته الدراسية مستوى الإعدادي، وأسعد أكثر حين لا يجد التيار اللاديني من يدافع به عن قناعاته سوى شخص من هذه الرتبة العلمية والمستوى الفكري، أو سيدة لا تحسن القراءة من ورقة وتقوم بـ”حوادث سير” حين تنطق أسماءَ علماءَ مسلمين أومصطلحاتٍ شرعية.

وبالمناسبة فأيلال هذا قد تجاوز كل الحدود الممكنة والمعقولة، وبات يخالف نصوص القانون الجنائي المغربي بشكل واضح ومباشر، فيعمل ليل نهار على زعزعة عقيدة المغاربة، وحتى نكون موضوعيين وأمناء، نسوق هاهنا عينة من المواد السامة التي ينشرها على قناته وبشكل يومي:

– بعد البخاري سأنسف القرآن!
– الرسول ليس على خلق عظيم!
– الرسول ليس أفضل البشر وليس إماما للمرسلين!
– ممارسة الدعارة ليست حراما بمنطوق القرآن!

وقد نفى وجود الخليفتين أبي بكر وعمر، وزعم بأن “رجم الشيطان في الحج خرافة لا تضاهيها إلا خرافة تقبيل الحجر الأسود”! وادعى بأن المسلمين برمجوا من طرف الفقهاء، وإذا سألتهم عن أفضل خلق الله سيجيبونك بشكل فوري بأنه النبي محمد لأنهم يعدون هذا من الأمور المسلمة.

هذا دون الحديث عن تهجمه المتكرر على السنة النبوية ورواتها ودواوينها.

ومن خلال مجموع هذه المواد يتبين أن الشخص المشار إليه بعد أن استهدف رأسا رفع القداسة عن مقام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وبعد محاولاته المتكررة الطعن في أحاديثه ها هو اليوم يستهدف القرآن الكريم أيضا..

كلمة لها علاقة بما سبق

الإمام ابن شهاب الزهري، الذي يحاول بعض النكرات استهدافه والنيل منه، لكونه أحد رواة حديث “الولد للفراش وللعاهر الحجر”، لقّب من طرف جهابذة المحدثين بـ”حافظ زمانه”، وقال عنه الإمام مالك: “بقي ابن شهاب وما له في الناس نظير”، وقال عنه الشافعي: “لولا الزهري لذهبت السنن من المدينة”، وقال عنه ابن حجر: “الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وثبته”، وترجم له الحافظ الذهبي بقوله: “الزهري أعلم الحفاظ”، كما اتفقت كلمة أئمة الحديث والجرح والتعديل على توثيقه والاحتجاج بأحاديثه.

وقبل عقود استهدف المستشرقون هذا الإمام كما استهدفوا أبا هريرة رضي الله عنه، لكن ذهب جهدهم سدا، وبقيت مرويات الإمام الزهري رحمه الله وأبا هريرة رضي الله عنه ثابتة مقررة.

فكما يقال في الثمل “حبل الكذب قصير”، من أجل هذا لن تجدي محاولات النيل من الأئمة المسلمين لتمرير مشاريع المفسدين، ومن أراد أن يجد حلا للأطفال خارج إطار الزواج، فعليه أن يَحمل همَّ وقاية المجتمع من سوء سبيل الزنا، لا أن يفتح الباب على مصراعيه أمام هذا المنكر العظيم، بداعي العلاقات الرضائية وحرية الجسد، ثم يتوسل بعد ذلك الحلول من داخل الفقه الشريعة الإسلامية.

فهذا باختصار ليس له اسم إلا العبث.

آخر اﻷخبار
2 comments

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة