الكنبوري: على المجلس العلمي الأعلى أن لا يكرس المفهوم العلماني للتدين

23 فبراير 2025 01:46

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “قرر المجلس العلمي الأعلى توحيد دروس الوعظ والإرشاد في شهر رمضان وتقديمها عبر المساجد والإعلام من طرف الأعضاء والمرشدين والمرشدات. وتنصب هذه الدروس على التوعية الأخلاقية ومحاربة الأنانية إلخ، حسب المراسلة التي وجهها المجلس إلى الأعضاء والمجالس التابعة له”.

وأضاف الباحث والكاتب المغربي في منشور له على صفحته في فيسبوك “في دورته الأخيرة أحدث المجلس انتقالا في أسلوب عمله وهو أمر حسن، لأن المجتمع المغربي بحاجة إلى المجلس”، مستدركا “ولكن المجلس مؤسسة دستورية، ويرأسه جلالة الملك كأمير للمؤمنين، ومعنى ذلك أن له دورا في تأطير المجتمع ونشر القيم الدينية والوطنية والمساهمة في تخليق الحياة العامة. ولا شك أن المجلس يعرف أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وأن وعظ الناس لا تعطي أكلها إذا لم ير الناس أن من يتحملون مسؤولياتهم لا يوجه إليهم الوعظ. فليست مهمة المجلس نصح العامة بل نصح الخاصة، خصوصا وأن العامة تتبع الخاصة وتقلدها في سلوكها وقيمها”.

وتابع الكنبوري “على المجلس أن لا يكرس المفهوم العلماني للتدين، بحيث يكتفي بوعظ العامة وترك الخاصة لشؤونها، فهذا دور رجال الدين المسيحي لا دور العالم المسلم الذي يجب أن يهتم بأمر المسلمين في معاشها ودينها، ومن بينها الدعوة إلى محاربة الفساد والرشوة والأمانة في المال العام وتشجيع البذل والعطاء بين الأغنياء والفقراء في مجتمع يشهد تفاوتا مذهلا بين الفئات وتركيزا للثروة والنفوذ”.

لقد كانت رابطة علماء المغرب في الماضي، حسب الكنبروي “تنخرط في قضايا المجتمع، وتخوض حتى في المطالبة برفع الأجور وخفض الأسعار”، مردفا “ونحن نلاحظ أن المجلس العلمي الأعلى يسعى بإرادة حسنة إلى إحياء دوره وإعادة ثقة المغاربة فيه ورفع التدين وسط المجتمع، ولكن المجتمع عندما لا يرى اهتماما بما يشغله سوف ينفض عن المجلس، وإذا كنا نشكو من تسرب مذاهب خارجية وانتشار أنماط تدين وافدة ونريد نشر نمط التدين المغربي فإن ذلك لن يتحقق من دون أن يجد المجتمع مصالحه في هذا النمط، وإلا ما جدوى تدين مفصول عن واقعه يرى الناس أن الخير في غيره؟”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة