الذكاء الاصطناعي في العمل: تهديد خطير أم مساعد مثالي؟!

هوية بريس – وكالات
كشفت دراسة حديثة عن جانب مقلق قد يغير نظرتنا إلى أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل.
فقد تبين أن الاستخدام المفرط أو غير المدروس لهذه التقنيات قد يترك أثرًا سلبيًا على القدرات المعرفية للأفراد، مما يثير تساؤلات حول توازن الاعتماد على التكنولوجيا في حياتنا اليومية.
🔍 تفاصيل الدراسة: تحذير من تراجع التفكير النقدي
أُجريت هذه الدراسة المثيرة للاهتمام بالتعاون بين شركة “مايكروسوفت” الأمريكية العملاقة وجامعة “كارنيجي ميلون” المرموقة.
وأشارت النتائج إلى أن الاستخدام العشوائي لأدوات الذكاء الاصطناعي قد يدفع الأفراد إلى الابتعاد عن المهام العقلية المعقدة، مثل التخطيط الاستراتيجي وحل المشكلات الشائكة.
وبدلًا من ذلك، يميل المستخدمون إلى التركيز على أعمال روتينية بسيطة، مثل مراجعة النواتج التي تقدمها هذه الأدوات.
وأضافت الدراسة أن الاعتماد المكثف على الذكاء الاصطناعي قد يحول التفكير النقدي -الذي يُعد ركيزة أساسية في العمل المعرفي- إلى مجرد عملية تدقيق وتجميع للمعلومات، ما يضعف القدرة على الإبداع واتخاذ القرارات المستقلة.
🧠 تجربة عملية: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على أداء العاملين؟
شملت الدراسة أكثر من 300 موظف يعملون في وظائف تتطلب مهارات معرفية عالية.
وخلال التحليل، تم تقييم إجابات المشاركين حول استخدامهم لأدوات مثل “شات جي.بي.تي” في مهام يومية، ككتابة رسائل بريد إلكتروني نيابة عن رؤسائهم أو تقييم أداء زملائهم.
وأظهرت النتائج تراجعًا واضحًا في الجهد المعرفي لدى العديد من المشاركين.
وقدم أصحاب العينة أكثر من 900 مثال عملي يوضح كيف أصبحت هذه الأدوات بديلًا عن التفكير العميق، لتحل محل الجهد الذهني الذي كان يُبذل سابقًا في مثل هذه المهام.
⚠️ رسالة للمستقبل: ضرورة التوازن
تُسلط هذه الدراسة الضوء على ضرورة إعادة النظر في طريقة تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي.
فبينما يُعد مساعدًا قويًا يوفر الوقت والجهد، فإن الإفراط في الاعتماد عليه قد يكون بمثابة تهديد لمهاراتنا العقلية التي تشكل جوهر الإبداع البشري.



