الصين تكتشف “كنزا ضخما” سيزودها بالطاقة لمدة 60 ألف سنة!

08 مارس 2025 21:46

هوية بريس – وكالات

اكتشف علماء الجيولوجيا في الصين مصدرًا للطاقة وُصف بأنه “غير محدود”، يُمكنه تزويد البلاد بالطاقة لمدة تصل إلى 60 ألف سنة.



هذا الاكتشاف وقع في مجمع بيان أوبو للتعدين بمنطقة منغوليا الداخلية، حيث تم تحديد احتياطيات ضخمة من الثوريوم، وهو عنصر مشع طفيف، يمكن استغلاله في مفاعلات الملح المنصهر لإنتاج كميات هائلة من الطاقة النظيفة.

  • إمكانيات هائلة للطاقة النووية البديلة

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أشار العلماء إلى أن مجمع التعدين في بيان أوبو يحتوي على كميات من الثوريوم تكفي لتلبية احتياجات الصين الطاقية إلى أجل غير مسمى، وفقًا لمسح وطني حديث.

ويُمكن لهذا العنصر أن يكون أساسًا لإنشاء مفاعلات ملحية منصهرة، وهي تقنية متقدمة في مجال الطاقة النووية، قد تُمكّن الصين من إنتاج طاقة بمعدل غير مسبوق.

وتشير الدراسات إلى أن نفايات التعدين في الصين لا تزال غير مستغلة بشكل كامل، حيث يعتقد العلماء أنه في حال استخراج الثوريوم بالشكل الصحيح، فقد يكون ذلك كفيلًا بإنهاء الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري.

  • احتياطات ضخمة قد تغير خارطة الطاقة العالمية

بحسب التقرير، فإن نفايات التعدين المتراكمة منذ خمس سنوات في أحد مواقع خام الحديد في منغوليا الداخلية تحتوي على كميات من الثوريوم تكفي لتلبية احتياجات الولايات المتحدة من الطاقة لأكثر من ألف عام.

ويأتي هذا الاكتشاف في وقت تتسابق فيه الصين وروسيا والولايات المتحدة لتعزيز تقنياتها النووية، في إطار السعي لجعل الطاقة النووية المصدر الرئيسي للطاقة المستقبلية.

وقد حددت الدراسة 233 منطقة غنية بالثوريوم في أنحاء الصين، مما يشير إلى أن احتياطيات البلاد من هذا العنصر تتجاوز التقديرات السابقة بما يعادل 500 ضعف مقارنة باحتياطات اليورانيوم-232 المستخدم حاليًا في المفاعلات النووية التقليدية.

  • الثوريوم: مستقبل الطاقة النووية النظيفة؟

على الرغم من أن الثوريوم ليس عنصرًا قابلًا للانشطار بذاته، إلا أنه يتميز بكونه خصبًا، مما يعني أنه يمكن تحويله إلى يورانيوم-233 (U-233) عند تعريضه للنيوترونات، مما يجعله وقودًا مثاليًا في مفاعلات الملح المنصهر.

وتعمل هذه المفاعلات عبر دمج الثوريوم مع مادة فلوريد الليثيوم، وتسخينه إلى 1400 درجة مئوية، حيث يخضع بعد ذلك لقصف بالنيوترونات لبدء عملية التحول إلى يورانيوم-232، مما ينتج عنه تفاعل انشطاري مستدام.

  • الصين تقود ثورة المفاعلات الملحية المنصهرة

تعد الصين من الدول الرائدة عالميًا في مجال مفاعلات الثوريوم، حيث بدأت بالفعل بناء أول محطة طاقة نووية تعمل بهذه التقنية.

وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات البلاد من الثوريوم قد تكون كافية لتلبية احتياجاتها الطاقية لمدة تصل إلى 20 ألف عام.

وفي تصريح لصحيفة “ذا ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، قال أحد الباحثين الصينيين، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: “على مدار أكثر من قرن، خاضت الدول حروبًا من أجل الوقود الأحفوري، والآن نكتشف أن مصدر الطاقة غير المحدود كان تحت أقدامنا طوال الوقت. فكل دولة تمتلك الثوريوم، مما قد يؤدي إلى ثورة في صناعة الطاقة العالمية“.

  • مزايا الثوريوم وتحديات استخراجه

لطالما كان الثوريوم محل اهتمام الباحثين حول العالم نظرًا لتوفره بكثرة مقارنة باليورانيوم، وقدرته على إنتاج طاقة تزيد بمقدار 200 مرة عن تلك الناتجة عن اليورانيوم، وفقًا للجمعية النووية العالمية.

ورغم المزايا الهائلة التي يتمتع بها الثوريوم، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في استخراجه اقتصاديًا بطريقة مجدية.

ومع ذلك، يرى العلماء أن مفاعلات الملح المنصهر قد تساهم في تقليل نفايات الطاقة النووية، وجعلها أقل سمية على المدى الطويل، بالإضافة إلى تسهيل إعادة معالجتها.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
9°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
18°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة