عالم في فوضى يحتاج عدل ورحمة الإسلام

26 مارس 2025 18:09
النظريات الفلسفية الثلاث التي أطرت القراءة المعاصرة للقرآن عند الدكتور محمد شحرور

هوية بريس – أحمد الشقيري الديني

الذي يتابع ما يجري على أرض غزة من أهوال يشيب لها الولدان لا ينقضي عجبه من هذا الصمت الرهيب للحكومات العربية والدول الكبرى..!

ما معنى أن تقصف طائرات ف35 والأباتشي أطفال ونساء عزل يعانون الجوع والبرد القارس تحت خيام مهترئة؟!

لماذا هذا الانتحار للنظام العربي تبعا لنظام دولي يسير بعرج ويريد أن يقود العالم؟!

لا يجد المرء تعبيرا عن هذا الشلل والبكم الذي يعتري حكامنا وحكام الدول الراعية للعدوان إلا أن يتأمل نبوءة مطلع سورة الإسراء عن علو بني اسرائيل وإفسادهم في الأرض، فلاشك أننا إزاء أحد الإفسادين المقرون بعلو كبير يتجلى في التحكم الإسرائيلي في مؤسسات مالية وإعلامية وثقافية ضخمة جعلت اليهود يسيطرون على مفاصل الدول الكبرى وتسخير حكوماتها لمساندة فسادهم في الأرض..!

فماذا ينتظر بنو إسرائيل من عاقبة فسادهم إلا أن يسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب كما فعل بمن ظلم من أسلافهم..!
هل انتهت الحضارة الغربية إلى هذا الانحطاط الأخلاقي الذي تجلى في دفنها لقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في أرض فلسطين؟!

هل نحن إزاء دورة حضارية جديدة يمسك مشعلها قوم آخرون يستخلفهم الله ليقيموا العدل في الأرض؟!

من يا ترى المرشح اليوم لهذا المنصب الشريف؟!

التاريخ الماضي والواقع المعاش يشهد للإسلام والحركة الإسلامية بأحقية القيام بهذه المهمة العظيمة، كيف ذلك؟!

قواعد إنسانية في الحرب

لقد وضع الإسلام مبكرا قواعد إنسانية راقية لاحترام حقوق المدنيين أثناء الحرب، ولذلك فإن قادة حضارتنا، عسكريين ومدنيين، فاتحين وحاكمين، انفردوا من بين عظماء الحضارات كلها بالإنسانية الرحيمة العادلة في أشد المعارك احتداما، وفي أحلك الأوقات التي تحمل على الانتقام والثأر وسفك الدماء..!

واسألوا التاريخ..

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، وكان مما يقوله: “..ولا تقتلوا وليدا..”(رواه مسلم) وفي رواية أبي داود: ” ولا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا، ولا صغيرا، ولا امرأة..”.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه قال : “اخرجوا باسم الله قاتلوا في سبيل الله من كفر بالله ، ولا تعتدوا ، ولا تغلوا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا الولدان ، ولا أصحاب الصوامع”.

وكان ينهى عن الغدر، فيقول صلى الله عليه وسلم:

“من أمن رجلا على دمه ثم قتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا”.(البخاري وغيره).

فلم تكن حروب المسلمين حروب تخريب كالحروب المعاصرة التي يحرص فيها المتقاتلون من غير المسلمين على إبادة مظاهر الحياة لدى خصومهم، بل كان المسلمون يحرصون أشد الحرص على الحفاظ على العمران في كل مكان، ولو كان ببلاد أعدائهم، وظهر ذلك واضحا في كلمات أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما عندما وصى جيوشه المتجهة إلى فتح الشام، وكان مما جاء فيها: “ولا تفسدوا في الأرض”. وهو شمول عظيم لكل أمر حميد.

وجاء أيضا في وصيته: ” ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنها، ولا تعقروا بهيمة، ولا شجرة تثمر، ولا تهدموا بيعة..”.

الحركة الإسلامية تدافع عن المقدسات

في الوقت الذي تخلت فيه الأنظمة العربية والإسلامية عن مسؤوليتها تجاه المسجد الاقصى الذي شهد في السنوات الأخيرة اقتحامات واعتداءات شنيعة من المستوطنين اليهود، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، انبرى شباب الحركة الإسلامية في فلسطين بمختلف تشكيلاتهم الجهادية للدفاع عن حرمة المسجد الأقصى وصمدوا في وجه أعتى ترسانة عسكرية مدعومة من أقوى دولة في العالم، وبدل أن تبادر الحكومات العربية باحتضان المقاومة ودعمها ونصرتها بالمال والعتاد لأنها رأس الحربة في الدفاع عن المقدسات وعن استقرار المنطقة، للأسف اختارت حكوماتنا الذلة والمسكنة ما زاد من عزلتها عن وجدان وشعور ملياري مسلم، فأمست متهمة بالتواطئ أو التخابر مع العدو..!

لقد فقدت مصداقيتها التي كانت هشة من أساسها القائم في غالب الأحيان على التزوير..!

فهل يشك أحد أننا إزاء دورة حضارية سيكون لهذا الدين كلمته في رسم معالمها الكبرى؟!

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
9°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
18°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة