إبراهيم بقلال: الخطيب الذي أزعجهم ففرضوا الخطب الموحدة

هوية بريس – متابعة
الشيخ إبراهيم بقلال، خطيب معروف بصدعه بالحق وبلاغته في الدعوة إلى الله، لم يكن مجرد خطيب يلقي المواعظ، بل كان صاحب رسالة واضحة، يسعى إلى توعية الناس وربطهم بدينهم وهويتهم الإسلامية. نشأ في بيئة علمية ونهل من العلوم الشرعية حتى أصبح من أبرز خطباء المغرب.
في خطبة عيد الفطر لعام 2024، والتي ألقاها في مسجد بوعيطه بمدينة آيت ملول، تناول الشيخ بقلال قضايا تهم كل مواطن مغربي، كان أبرزها الحديث عن مكانة الشريعة الإسلامية في المغرب، ودور أمير المؤمنين -حفظه الله- في صيانتها وحمايتها. كانت خطبة مؤثرة لدرجة أنها انتشرت انتشارًا واسعًا، وأثارت ردود فعل كبيرة. لكن، لم يكن هذا الانتشار في صالح العلمانيين المتحكمين في القرارات، الذين لم يعجبهم خطابه الصريح، فما كان منهم إلا أن قرروا إيقافه عن الخطابة، بل تجاوزوا ذلك إلى إغلاق المسجد الذي كان يخطب فيه.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل سعت الجهات الرسمية إلى فرض الخطب الموحدة في جميع المساجد، حتى لا يكون للخطباء حرية في تناول القضايا التي تهم الناس، ولكي لا يظهر تأثير أمثال الشيخ بقلال على المجتمع.
هذا القرار كان خطوة واضحة نحو تقييد حرية المنابر، وإفراغ الخطب من مضمونها الحقيقي، بحيث تحولت إلى نصوص رسمية لا تحمل حرارة الدعوة ولا تنبض بروح الإيمان.
فرض الخطب الموحدة لم يكن حلاً، بل كان محاولة لمنع الأصوات الصادحة بالحق من الوصول إلى الناس. فبدلاً من مواجهة الحجة بالحجة، كان الخيار هو إسكات الخطباء المخلصين، وفرض خطب موحدة تجعل المنابر تردد كلامًا رتيبًا لا يحرك القلوب ولا يوقظ الوعي.
إن المسجد كان ولا يزال منبرًا للحق، ومنع العلماء الصادقين من أداء دورهم فيه، لا يزيد الناس إلا تعلقًا بهؤلاء العلماء وحرصًا على الاستماع إليهم ولو خارج نطاق المنابر التقليدية.
الشيخ إبراهيم بقلال لم يكن إلا صوتًا من أصوات الحق، ولن يكون الأخير، فالدعوة إلى الله ماضية رغم كل محاولات التقييد، وما كان لله سيبقى ويثمر، ولو حاول البعض حجبه. وستظل كلماته نبراسًا لمن يسعى لفهم حقيقة الواقع والتمسك بالمنهج الصحيح..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(صفحة “حُرَّاسُ الفضيلة”).



