مسيرة الرباط.. مشهد المحجبات الذي استفز جنود الاحتياط الإسرائيلي في المغرب

هوية بريس – إدريس الكنبوري

مشهد المغربيات اللواتي خرجن في مسيرة اليوم من أجل الشعب الفلسطيني استفز جنود الاحتياط الإسرائيلي في المغرب بسبب كثرة وجود الحجاب، فقد كان هناك رمزان كبيران هزا مشاعر هؤلاء -مشاعر تهتز بشكل عكسي- الحجاب وعلم فلسطين.

ولكن لماذا ركز هؤلاء على الحجاب وليس على القضية؟ لأن الحجاب والقضية موضوع واحد، فهما معا من مرجعية واحدة، ومن الناحية التاريخية والسياسية فإن سرعة انتشار ظاهرة ارتداء الحجاب تعني سرعة مجيء النصر في القضية الفلسطينية.

وهذا ليس كلامي، بل كلام مثقف وسوسيولوجي كبير أصبح رمزا للمقاو-مة في العالم الثالث هو فرانز فانون الذي ناضل إلى جانب الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي، وكتب أشهر كتاب هو “المعذبون في الأرض” (لا علاقة له بكتاب بنفس العنوان لطه حسين) قدم له الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر.

فانون له كتاب آخر مهم جدا هو “سوسيولوجيا ثورة” Solciologie d’une révolution قال فيه إن الاحتلال الفرنسي في الجزائر كان يتقدم خطوة إلى الأمام كلما سقط حجاب من على وجه امرأة مسلمة، وفانون لم يكن مسلما ولكنه كان يرى ويفهم.

وبمنطق معاكس، كلما تقدم الحجاب تراجع الاحتلال النفسي والثقافي.

غير أن ما أزعج الاحتياطي الإسرائيلي في مسيرة الرباط هو نفسه ما يزعج القيادة المركزية في فلسطين، فأكبر خطر تحاربه إسرائيل هو الحجاب، لذلك أخرجت أفيخاي أدرعي ليكون مفتيا ويتحدث بلغة المسلمات، وهذا هو سبب عزل غزة عن الضفة عام 2006 ثم عن الدول العربية عام 2023، لأنها المكان الوحيد في العالم الذي يوجد فيه الحجاب بكثرة وحفظة القرآن الكريم، تليها سوس العريقة في المغرب.