اجتماعات كولومب-بشار وفكيك 1929م (3/3)

09 أبريل 2025 22:12

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

ملخص:

دفعت الاضطرابات القادمة من التخوم الشرقية لطرابلس، والغربية من تافلالت، وجنوب المغرب في ناحية درعة وواد الذهب، وشمال غرب A.O.F إفريقيا الغربية الفرنسية، التصدي لها ككل في إفريقيا الشمالية.

والبدء باحتلال تافلالت، ومساهمة المغرب في السلام الجزايري، إذا أراد ضمان الأمن في جناحه الشرقي لغاية واد العبيد، وكذا المشاركة في تهدئة الصحراء.

وقد تعرضت المباحثات لإعادة جزء من دوي امنيع للمغرب، حسب اتفاقية 1918، كما تعرضت لمشروع الطريق السككي الدائري، من أكادير إلى وهران، عبر الساقية الحمراء.

كلمات دالة:

ورزازات، درعة، ادوي-امنيع، قطارات مدرعة، منجم االفحم في لقنادسة، خط حديدي من بشار لتافلالت إلى لقنادسة، ارفود، الريساني، خط سككي من أكدير لوهران، لوسيان سان، ابْيير بورداس.

النص:

المسألة التي هيمنت على جميع مداولات الإجتماع واضحة للجميع، متمثلة في تهدئة تافلالت أما المشاكل الأخرى التي وضعت في جدول الأعمال؛ فمتعلقة برغبة السيد لوسيان، والتي لم تكن سوى مجرد نتيجة بسيطة، أقل أهمية لمناقشتها بشكل معمق، كهذه المسألة الصعبة، التي أعلن عليها من قبل، دون التوصل لحل لها، كانت أشغال الإجتماع التي تم الإنخراط فيها، مليئة بالوعود.

لا يمكن الإبلاغ في هذه المقالة عن تفاصيل المحادثات السرية، -التي دارت في هذا الوقت- حول مسألة من هذه الأهمية، كان هناك بعض الحماس في فك لغز معين ينطوي على تنظيم عمل سياسي وعسكري، يجب أن يبقى مجهولا للعدو، من حيث المبدإ.

ولذلك سنقتصر هنا على الإشارة، بشكل عام للغاية، في عرض التصورين، الجزايري والمغربي، كما ظهرا حتى الآن، وإلى الأجواء التي جرت فيها المناقشات، فضلا عن الخطوط العريضة للقرارات التفصيلية التي تم اعتمادها.

على مدار ما يقرب من عشر سنوات، لم تستطع الجزاير، الوصول للنمو على المدى الطويل حاليا، بهذه الطريقة السياسية الداخلية، وفعالية بوليسها على الحدود الجنوبية.

ليس هناك ما يدعو للقلق في الترتيب السياسي والعسكري، سوى الخطر، أو على الأقل، أسباب الإضطرابات المقلقة، القادمة من التخوم الشرقية قرب طرابلس، التي كانت سيأة التهدئة، بشكل كبير، ولم تغْزَ بعد، هي والتخوم الغربية، حيث تافلالت جنوب المغرب؛ في نواحي درعة، ريو-دورو، والجزء الشمالي الغربي لمنطقة سلطة A.o.f. في الصحراء المشكلة لنقط حساسة.

بشكل خاص، كانت تافلالت التي بالكاد تنفصل عن تخومها الغربية -بواسطة لحمادة، القابلة لنفاذ جيوش وحركات المنشقين بسهولة- تشكل مصدر ازعاج دائم أمام عملنا السياسي، والإتصالات المحسنة باستمرار، التي كانت في طور الإقامة مع اتوات، وكورارة، وA.O.F.

ولذلك يمكننا أن نتفهم القلق الذي أثارته، لحل مسألتها في أسرع وقت ممكن، وكانت حجتها كالتالي:

إفريقيا الشمالية، كيفما كانت الوضعية السياسية، لأجزائها المختلفة تشكل كلا، لذلك يجب حل مشكلة أمنها بشكل عام، والطريقة المفضلة والمنطقية، هي حل مسألة الجزاير بعد تونس، والمغرب بعد الجزاير، وبهذه الطريقة، ستتمكن كل جهود المتربول، والتي للجزاير من التركيز تباعا على أهداف محددة، بدلا من تشتيتها على مناطق انعدام الأمن المتزامن في المنطقتين.

ولذلك يجب حل مسألة تافلالت قبل أي شيء آخر، والسبيل الوحيد لحلها بشكل كامل، هو الإحتلال الدائم لهذه المجموعة المهمة من الواحات، احتلال من أجل عرض مناسب للجزاير تنافس به.

أما المغرب الذي يتصارع من جانبه، مع انشقاق قوي ومتحمس، عبر كامل الجبهة الشاسعة الممتدة شمال الصحراء بين بودنيب وتارودانت، فلم يكن لديه حتى الآن نفس المخاوف المباشرة.

فالنقطة الحساسة والخطرة بالنسبة له، هي المنطقة الواقعة جنوب واد العبيد، والتي تجاورها مناطق سبق أن سلمت للمعمرين، لكن ما يزال الأمن منعدم فيها بشكل كبير من أي مكان آخر في الواقع.

المساعدات متواصلة لحماية مواطنينا وبسط هيبتنا في ظروف خطيرة، فإذا افترضنا أن مسألة تافلالت قد تم حلها، فإن الخطر على واد العبيد لم يتضاءل أبدا، بل سيكون حادا، بسبب المنشقين المتشددين الذين طردوا من تافلالت إلى هذه المنطقة، ولذلك سنهتم أولا بتسوية الوضع على الجدار الساتر المركزي لواد العبيد، مع تأجيل العمليات على تافلالت ودرعة، لوقت لاحق، وهما معقلان متقدمان للتغلغل المغربي نحو الصحراء.

يمكننا أن نرى مدى اختلاف وجهات النظر هذه، ولم نكن خائفين من رؤيتها في معارضة لا يمكن اختزالها، ولحسن الحظ، فقد أدى الزمن وتغيرات الأشخاص وتقارب الأفكار، إلى تطور في الأطروحات، وإذا كانت المفاهيم المعنية واحدة من حيث المبدإ، فقد تطورت في الواقع، نحو حلول ترضي الطرفين.

فالجزاير من ناحيتها تدرك أن ضروريات السياسة الحكومية، التي تحرمها الظروف الراهنة من العديد من إمكانياتها للعمل، لا يمكنها القيام بعمليات حاسمة على الفور، والتي من المحتمل أن تكون تكلفتها المالية وربما في الأرواح البشرية كبيرة.

ومن جانبه أدرك المغرب في أعقاب الأحداث التي وقعت في جبل أقلال أنه لا يمكنه أن يقتصر على وجهة نظره الخاصة، ورأى أنه يجب عليه الآن على أقل تقدير أن يُسهم في السلام الجزايري، إذا أراد أن يضمن على جناحه الشرقي الأمن الأساسي للعمليات، التي يواصل الإطلاع بها، نحو واد العبيد، وسلسلة جبل سيروا.

ومن ثمَّ فإن البلدين سيقدمان تنازلات بشأن وجهات نظرهما الحصرية، وسيبحثان عن برامج للعمل المشترك بشأن بعض النقاط التفصيلية المهمة.

وبالتالي؛ فمن المفهوم ضمنيا أننا لن نطرح مسأة التدخل المسلح الفوري في تافلالت، التي يعتبر غير مناسب من وجهة نظر السياسة العامة، لكن ممثل جهتي مكناس، ومراكش، والجنرال فريدين بيرج الرئيس الأول، والكومندار شارلون، مندوب الجنرال هوري، قائد الثاني، قدموا برنامج عملهم، الذي يجعل من الممكن تجنب مخاطر الوضع الحالي، والاستعداد للمستقبل، المليء بالوعود.

ومن جهة مكناس، نكشف عن النتائج الكبيرة الناجمة عن الاحتلال المتتالي، لنقطتي تاردا ولكفيفات، التي تُطوِّر على الطرف الغربي من تافلالت، عملية تنظر وتضغط بقوة على مركز أرفود لكن ليس بنفس القدر.

في نفس الوقت يدفع بالهوائيات اللاقطة، لتغطي منطقة واد زيز العليا، ابتداء من كراندو والبردي، أي إحداث تواصل بعيد مع برطيزل (الموالين لنا) اكْلاَوا المبعوثين من مراكش نحو الشرق كأطفال ضائعين، ومن مراكش نخطط أيضا، لدفعة لافتة للأنظار، نحو الجنوب والشرق.

وبينما تتواصل الجهود الكبيرة نحو منعطف درعة، التي سيكسر مركزها القادم من وارزازات، المقاومة المحيطة بين لحظة وأخرى، في نفس الوقت تصعد الطلائع الشرقية للمنطقة أعلى دادس العليا، وتتجه بشكل لا يقاوم نحو أعالي اغريس وتافلالت، اللتين تفصلهما الآن أقل من 80 كلم.

فُهم بشكل عام البرنامج المنظم والمجهز بشكل رائع، والذي باستثناء الأحداث غير المتوقعة، أدى في وقت قصير إلى تطويق شبه كامل، لمنطقة جبل صاغرو.

آخر حصن للإنشقاق، من خلال عزله تماما عن معاقله الكثيفة في درعة وتافلالت، والتي لن يكون سقوطه إلا مسألة وقت فقط.

ونعلن لممثلي الجزاير هؤلاء، أنه خلال سنتين أو ثلاث سنوات على الأكثر، سيتم تحقيق النتائج المرجوة، وأنه منذ تلك اللحظة سيفتح المغرب النوافذ على الصحراء التي كان يفتقدها حتى الآن، وأنه يستطيع ومنذ ذلك الحين فصاعدا، التعاون في تهدئة الصحراء، التي لم يتمكن حتى الآن من القيام بأي دور فعال فيها.

هذه وعود مهمة، مهارة القادة الذين يديرون العمل العسكري ببراعة، الجنرال فيدالون وطاقمه المميز، هم ضمانة، بأنه سيتم فعل كل شيء لاحتجازهم، ولا يسع الجزاير إلا أن تبتهج، وتقدم دون تحفظ مساعداتها السياسية والعسكرية، لتنفيذ هذه المفاهيم الواسعة، ويستنتج من جميع المحادثات والقرارات أن المستعمرة الكبيرة، غير المهتمة بهذه القضية من وجهة نظر سياسية، سوف تربط عملها مع عمل المغرب وأنه إذا طلبت مساعدتها العسكرية، فسيتم تنفيذها في الإتجاه الفعال لهيئة الأركان العامة المغربية، من خلال وحدات مجتمعة تحت أوامر قائد جزايري.

لكن في الوقت الحالي، لا يمكن أن تكون هذه سوى إجراءات تحضيرية، بهدف استكمال تنسيق الجهود تجاه تافلالت.

نحن نعتبر أن معظم الهجمات المشتركة ضد مواقعنا ومفارزنا، من قبل الحركات والجيوش، تأتي من مركز الإنشقاق هذا، ولا يمكن أن تنجح إلا بفضل تواطإ، أو على الأقل سلبية قبائل الرحل، وخاصة ادوي امنيع، التي تمتد مناطق نطاقها المشتركة إلى الشمال الشرقي في تافلالت على لحمادة، التي تفصل أراضيهم الزراعية بواد كير، عن بساتين نخيلهم بالغرفة في تافلالت الجنوبية.

نحن نعلم أن هذا الاتحاد مهم، تعرض للضرب في معركة لعبادلة، من قبل كولون ويمبفين في الشهور الأولي لـ1870 حيث اجتمعوا حولنا شيئا فشيئا، بالنسبة للجزء الكبير منهم، لكن من خلال الاتفاق الضمني، كان من المفهوم حتى يومنا هذا أن استسلامهم لن يتحقق سوى من خلال منح البرنوس لقادة الفخذات ولا حتى المساعدة الفعالة المقدمة لكولوننا، وطالما أننا لسنا في وضع يسمح لنا بحمايتهم بشكل فعال، فقد شعرنا أنه لا يمكننا أن نطلب من هذه الساكنة الممزقة بين نفوذنا والمطالب الإستبدادية لزعيم تافلالت بلقاسم النكادي، أي شيء آخر غير التجمع من حيث المبدإ.

المجتمعون في كولومب-بشار، المغاربة إلى جانب الجزائريين، يجب أن يعرفوا بأن موقف دوي امنيع يجب أن يكون أكثر وضوحا، وأن لا نبالغ في طلب مساعات مسلحة منهم تتجاوز اتفاقيتنا، وأن لا نسمح لهم بعد الآن دون سابق إنذار بنشر العصابات المسلحة والمجرمين، بل وأكثر من ذلك إيواءهم، ويجري النظر في وسائل مختلفة:

تعيينات الأشخاص المترئسين للأهالي، والإجتماعات الجماعية، وإصدار بطاقات هوية تصاريح التنقل للفخذات التي تتحرك ككتلة، تصاريح حمل السلاح للأفراد، كل هذه الإجراءات ستكون فعالة إلى الحد الذي يمكننا الإستمرار في تطبيقها.

ومن ناحية أخرى، كان من المقبول حتى عام 1918 إدارة جميع قبائل دوي امنيع بيد السلطة الجزايرية، ولما غادر الجزايريون كولونات ويمبفين التي أخضعتهم وكان لمعظمهم مصالح هناك.

وفي 1918-1919 فجأة، من أجل دعم السياسة المغربية تجاه تافلالت، التي تم إخلاؤها في أعقاب الكوارث التي نعرفها (يشير لمعارك تافلالت، وعلى رأسها معركة البطحاء 9/8/1818 التي قتل بها 10ضباط، وحوالي 1200جندي)، تم إماطة اللثام عن تصور ضم بعض فخذات من دوي امنيع إلى المغرب بينما ظلت أجزاء أخرى تابعة للجزاير.

هذا الإتفاق الظرفي البحث لم يطبق قط، خاصة وأن التحقيقات الوحيدة التي أجريت، أثارت مشاعر قوية للغاية في القبائل، وقد طلب المغرب استئناف دراسة هذه الأوضاع، على أساس اتفاقية 1918 والتي فعلت الجزاير كل شيء، للاحتفاظ بها على مستوى هذا من التدبير.

المغرب طلب استئناف دراسة هذه الإتفاقيات على أساس اتفاق 1918 والجزاير فعلت كل ما في إمكانها من احتياطيات فرص هذا التدبير، وستترك مهمة استئناف المفاوضات للقادة العسكريين المهتمين الذين سيتمكنون من إيجاد أفضل صيغة لحل هذه المشكلة الحساسة للغاية، لأنها تنطوي على حل اتحاد للرُّحَل قديم جدا، في أفضل وقت، وبشكل أكثر جودة.

إلى جانب العمل السياسي، كانت هناك مسألة العمل العسكري، الموكول إلى المنطقتين الفرنسيتين، في مواجهة قوات تافلالت المنشقة، ونشاطها المهدد،

في الواقع كانت مبادرة القوات الجزايرية، المسؤولة عن حماية الحدود الغربية، لدائرة كولومب-بشار محدودة للغاية حتى الآن، إذ كان قد منح لهم في مؤتمر الرباط (يوليو1928) حق المطاردة لغاية 30كلم من حافة لحمادة الشرقية، دون أي شكل من أشكال التجول فيها، فقد حرموا في تلك اللحظة بالذات، من حق المطاردة التي منحهم إياها قرار حكومي يعود إلى عام 1911 حتى الحافة الغربية لكريب.

وفي كولومب-بشار، كانت طلبات المغرب أقل رسمية بكثير، فيما يتعلق بعمق المنطقة التي يمكن لقوات البوليس التحرك فيها بحرية، فقد تقرر أن تخضع لفحص جديد ومقترحات جديدة من السلطات المحلية، علاوة على ذلك تم تثبيت حق إعادة البيع الذي منح لهم عام 1914 بقرار اتخذه مجلس الوزراء رسميا لهم، بل تم الإتفاق على أنه في حالة قيام القوات الجزايرية والمغربية بعمل مشترك، ستكون عملية المطاردة غير محدودة، على أن يكون مفهوما أن التوجيه السياسي والعسكري للقوات المشتركة، سيقع بالكامل على عاتق السلطات المغربية، في حالة حدوث العمليات في الأراضي المغربية، وعلى السلطات الجزايرية إذا جرت المطاردة على الأراضي الجزايرية.

وهذه القرارات المفعمة جميعها، بالحقائق الملموسة الناتجة عن المكان، الذي تم اختياره لعقد الإجتماع، تم استكمالها أيضا بتدابير مفصلة، تم اعتمادها بشكل مشترك، بهدف تسهيل تحركات القوات، وتنسيق عملها.

لقد أثبتت التجربة على مدى عدة سنوات، أنه لا توجد وسيلة أخرى، يمكن أن تسهم في إرساء الأمن والحفاظ عليه في الأراضي الصحراوية بشكل أفضل من السيارات المدرعة، والطائرات التي تعمل بالتعاون الوثيق مع القوات على الأرض.

وتشكل هذه الأجهزة أيضا، الأداة الأكثر مثالية، والأكثر اقتصادا للأمن القريب، ومنذ ذلك الحين، قامت القوات المغربية بتعزيز فعالياتها في حماية قوافل السيارات بمرافقتها على الفور، وإبقائها تحت حمايتها في أي وقت، وعلى وجه الخصوص أعطت بعض شاحنات saurer ذات العجلات الأربع المجهزة بالدرع الفولاذي والأسلحة الكاملة بالمدافع والرشاشات.

ومن جانبها توصي الجزاير لنفس الغرض ببعض السيارات ذات الدفع الرباعي التي يتواصل حاليا تطويرها واختبارها بنجاح، وأخيرا فإن موقف الطرفين متوافق على التفكير في الإستطلاعات الخفيفة، النقل السريع، للقوات والذخيرة، وأنه لا يمكن لأي آلة أخرى أن تحل محل سيارات الركاب، أو مركبات البضائع شبه الثقيلة، كانت مدرعة أم لا، ولذلك صادق الاجتماع بالإجماع، على قرار يطالب بتزويد المناطق الحدودية فورا بهذه الوسائل الأساسية، التي من شأنها أن تحل محل سرايا بأكملها، ومفارز قوية من المخزن.

وفي الوقت نفسه، تقرر إنشاء طرق سهلة للوصول لمنطقة لحمادة، التي تحفها منحدرات حادة من كل الجهات، باتجاه السهل، كما تقرر إنشاء مسالك للسيارات تكون عملية، إذا اعتقد المرء أن الجزء الخطير من لحمادة لا يتجاوز طوله 150 إلى 250 كلمتر من الشمال للجنوب، و80كلم من الشرق للغرب، فإنه يرى أن جهد إنجازه بسيط، وسرعان ما يحافظ على العديد من أنصار هذه الأساليب الجديدة لتقوية ضمان إضافي لمراقب لاَلَّ لحمادة.

ومن ناحية أخرى، تم التأكيد مرة أخرى على الأهمية الأساسية لشبكة الاتصالات (الكهرباء هي أيضا مرة أخرى ضرورية )

في حين أن المغرب لديه الآن خطوط هاتفية، (سلكية) تربط النقاط الأكثر تقدما، في الجبهة بالقيادة المحلية، في حين أن الجزاير لم يكن لديها حتى هذه اللحظة، سوى خط هاتفي واحد، يجمع في ظروف سيئة؛ كولومب-بشار، بعين الصفراء، بالإضافة لعدد محدود من مراكز.t.s.f في البداية وإمكانياته محدودة، وهي آخذة في التحسن، وسيصل خط من الأسلاك النحاسية قريبا إلى كولومب-بشار من المنطقة الساحلية، وسيتم إنشاء اتصال ثلاثي جزائري مغربي باتجاه وجدة، وفكيك، وكولومب، قريبا، ومع ذلك فكرنا في دفع سلك عسكري على الأقل، إلى المواقع الأمامية وبالتلي؛ قررنا ضمان اتصال مشترك بين الخدمات المغربية والجزايرية.

وفي الوقت نفسه، قررت الحكومة الاحتفاظ على السرب الصحراوي في مكانه، منذ سنوات، وقد جاء ليقضي شهور الشتاء في دائرة كولومب-بشار، ومن المعلوم لنا أن الطائرة غالبا ما تكون أفضل وسيلة للإتصالات البعيدة، والقمع عن بعد، وفي نفس الوقت -في بعض الأحيان- الوصْل بين القوات المختلفة السَّيْرِ على الأقدام.

كل هذا كان عملا ممتازا، لكن حضور مدير السكك الحديدية للدولة، السيد روزود، جعل من الممكن أيضا التفكير بشكل مفيد جدا، في وسيلة عمل أخرى، والتي في الحقيقة، لها أسبقية على كل ما عداها، إنها تجربة مستمرة منذ فترة طويلة، حيث تجلب السكك الحديدية دائما معها الأمان.

وفي هذا الصدد، سيكون من المفيد أن نتذكر الطريقة النهائية التي حسم بها الأنجليز على الحدود الغربية والشرقية لمصر، مسألة الغزو التركي والعدوان السنوسي في 1916-1917، إن مجرد دفع السكة الحديدية نحو السلوم، وواحات خارجة، والفرافرة، أقنع الأتراك والسنوسيين بعبث جهودهم.

السكة هي في الواقع رمز التثبيت النهائي، بالإضافة إلى إمكانية حمايتها بسهولة بواسطة القطارات المدرعة وقدرتها على نقل تعزيزات كبيرة في وقت قصير.

من ناحية أخرى نعلم أن الدولة الجزايرية تقوم بالفعل بتشغيل منجم الفحم في لقنادسة مع بعض النجاح، ومن المقبول عموما أن حوض الفحم، قد يمتد حتى باتجاه تافلالت (af.fr.1928,rens.col.p.63) السيد روزود بخبرته اقترح -عندما كان يشارك في بناء السكة الحديدية، من كولومب-بشار إلى تافلالت- هذا الإقتراح الذي كشفت عنه في شهر مارس (إفريقيا الفرنسية) في مقال جاء في الوقت المناسب بشكل فريد، (rens.col.1929,p.202.le tafilalet par le rail.par caid reha) دافع عنه بحماس السيد رون زود، وحصل على موافقة المجتمعين بالإجماع، وتم اعتماد مبدئه.

ماهي النقطة التي ستستهدف؟ بداية من بودنيب مدينة صغيرة إدارية، مركز عنصر إسرائيلي مهم، الذي يشكو مثل كلمب-بشار من تراجع تجارته المحلية، أو أرفود مفتاح تافلالت، أو حتى الريصاني المركز السياسي والعسكري للواحات، ولأننا لا يمكننا أن نتنبأ بما سنحصل عليه من أبحاثنا، فقد تقرر استمرار الدراسات والبحث عن أفضل مسار.

فاعتماد هذه الرغبة، التي تحلم بها الناحية الجنوبية من المغرب، بإقامة خط حديدي من أكدير عبر واد سوس، وأعالي درعة، نرى أنه سيكون له مستقبلا عظيما، وأي حركة يمكن أن يكون لها طريق دائري يذهب من أكادير، بالسكة الحديدية إلى كلمب-بشار ووهران، سيجعل من الممكن، تطوير، وتزويد جميع الوحات، وجميع الحقول الزراعية الموجودة عند السفح الجنوبي لجبال الأطلس، وباقي الوديان المجاورة بما تحتاجه من معدات وقوات.

نأمل أن تمكن مثابرة مدير السكك الحديدية الحكومية، والوضوح الطموح لوجهات نظر وهران، من السماح بإقامة هذا المشروع الذي ستستفيد منه فرنسا بالتاكيد أكثر من غيرها.

الخلاصة:

كان لاجتماع كولومب-بشار أهمية كبيرة للغاية، وبفضل الروح السياسية، واتساع وجهات النظر لممثلي فرنسا في الجزاير، والمغرب، ستفقد المشاكل الجزايرية طابعها الخاص، وسيتم النظر فيها من حيث المصالح الوطنية العليا (الفرنسية طبعا)، دون أن يتركوا دورهم كمؤدين رائعين.

السيدان ابْيير بورداس، ولوسيان سان، وضعا القواعد العامة، وأعدا الإجراءات التفصيلية التي يجب أن تكون بمثابة مقدمة، لأي مشروع أكبر لا يمكن للحكومة، أن تأخذ زمام المبادرة فيه، وعلى وجه الخصوص، فإن العرض العادل، والواضح لبرنامج العمل السياسي، والإختراق السلمي المتوقع في الجنوب المغربي، من قبل رجل الدولة الكبير السيد سان، بمساعدة القائد العسكري الجريء في تصوراته، والحكيم في التنفيذ، الجنرال فيدالون، ترك انطباعا عميقا وإيجابيا، وعلى وجه الخصوص، فإن العرض العادل والواضح لبرنامج العمل السياسي، والإختراق السلمي، المتوقع في الجنوب المغربي، من قبل رجل الدولة الكبير، السيد سانت، بمساعدة القائد العسكري الجريء، في تصوراته والحكيم في التنفيذ، الجنرال فيدالون، ترك انطباعا عميقا وإيجابيا.

لقد شهدنا رغبة مدروسة وحازمة، وواضحة في العمل والتقدم، وفي ظل هذه الظروف، تمكن الحاكم العام للجزاير، من الوعد بتقديم المساعدة الكاملة، مع العلم أن الجزاير في هذا الشأن، لا تسعى إلى تحقيق أي أهداف سياسية

وتلقت تقريبا كل التطمينات، بأن أسباب الانفلات الأمني الناجم عن وجود تافلالت، ستختفي قريبا، مما يُمَكِّن الجزاير، من أن تلمح الطريق القريب أمام دخول المغرب إلى مسرح العمليات الصحراوية الواسع، وبكل آمالها، تطالب باللحظة التي ستضمن فيها الشركات الصحراوية المغربة المدربة على صورة الشركات الجزايرية دورها في مراقبة الصحراء.

لقد قدم اجتماع كولومب-بشار، المتحفظ أكثر مما وعد به، وكان بمثابة مقدمة مفيدة للغاية للاجتماع الاستعماري القادم، الذي سيعقد في نونبر بتونس.

الجزاير ماي 1929 صحراوي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Les conferences de colomb-bechar et figig

ص:277-284 /l,afrique

francaise 1929.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة