تلخيص كتاب “ثلاثون عاما من التدريس بالتعليم العالي” (ج/1)

13 أبريل 2025 18:48

هوية بريس – ذ.الحسن شهبار

تلخيص كتاب: (ثلاثون عاما من التدريس بالتعليم العالي) -الجزء الأول-

أولا: معلومات تعريفية عن الكتاب

صدر كتاب (ثلاثون عاما من التدريس بالتعليم العالي) للدكتور سعيد حليم عن دار النشر IMAGERIE PUB NEON GLOBAL AGENCY، الطبعة الأولى: 1446هـ/2025م.

والكتاب عبارة عن سيرة ذاتية علمية للمؤلف، كتب بأسلوب أدبي ماتع.

ثانيا: فكرة الكتاب الأساسية

 يقدم الكتاب تجرية المؤلف في مجال التدريس الجامعي، ويستعرض أهم المحطات الكبرى في حياة مؤلفه، والصعوبات التي واجهته منذ طفولته إلى أن أصبح أستاذا للتعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس.

وقد قسم الكتاب إلى قسمين: القسم الأول تناول مسار التكوين الدراسي والعلمي للمؤلف من الطور الابتدائي إلى الطور الجامعي. والقسم الثاني خُصص للحديث عن التدريس بالتعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس.

ثالثا: أهم الأفكار الرئيسة في القسم الأول من الكتاب

1- أهمية كتابة السير:

تحدث المؤلف في مقدمة الكتاب عن أهمية كتابة السِّير منذ الصغر؛ حيث ذكر أن هذه العادة الحميدة تذلل عقبة القدرة على الكتابة، مشيرا إلى مجموعة من الأهداف التي يتغيى كتابه تحقيقها، ومنها:

– الاعتراف والامتنان لمن كان لهم الأثر الكبير في مساره الدراسي والعلمي.

– احتواء هذه السيرة على كثير من الفوائد العلمية.

– توثيقها ليستفيد منها الباحثون.

2- منزلة الأسرة وفضلها العظيم:

أول ما بدأ به المؤلف في القسم الأول من الكتاب، هو الحديث عن دور والده الكبير في إخراج أسرته من الظروف القاسية التي كانوا يعيشون فيها، إلى الترقي في السلم الاجتماعي؛ بفضل قراره الحكيم والشجاع في الانتقال من المنطقة النائية التي كان يسكن بها بنواحي مدينة تازة، إلى مدينة مكناس التي ازداد بها المؤلف. ثم تحدث عن والدته التي سهرت وضحت براحتها وصحتها في سبيل تربية أبنائها وإسعادهم. ولم يفوت المؤلف الفرصة ليبين للقارئ دور إخوته الأكبر منه سنا في تعليمه بعض المواد مثل: الرياضيات، والفرنسية، والعربية. وهذا كله يؤكد لنا الدور العظيم الذي تقوم به الأسرة المغربية في سبيل تعليم أبنائها وتنشئتهم تنشئة سليمة تؤهلهم للقيام بدورهم في المجتمع على أكمل وجه.

ولم أشعر إلا وعيناي تذرفان وأنا أقرأ ما كتبه المؤلف عن وفاة والده رحمه الله، وكيف أثر ذلك المصاب الجلل على حياته النفسية والدراسية، يقول: “كنت أزور قبر والدي رحمة الله عليه كل يوم، وأقضي فيه وقتا؛ تارة أبكي، وتارة أدعو له بالمغفرة، وتارة أحدثه وكأنني أخاطب حيا، وأقول له: لم ترجلت باكرا يا والدي؟ ولم هذا التسرع يا والدي؟ ولمن تركتني؟ وكيف أتمم مساري؟” (ص:73).

وقد ظل يثني خيرا على إخوته الذين وقفوا معه في فترات تعلمه، وخصوصا الأخ الأكبر الذي يقول في حقه: “هنا لا بد أن أعترف بفضل أخي محمد، الأخ الأكبر على مساري الدراسي؛ فقد كان هذا الأخ العظيم هو الذي أكرمني غاية الإكرام بعد وفاة والدي رحمة الله عليه. فهو الوحيد الذي تواصل حنوه علي، وإمدادي ماديا بما أحتاجه من حين لآخر؛ فجزاه الله عني خير الجزاء، وأعطاه الله من فضله ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر” (ص: 120).

3- دور المعلم:

يلاحظ القارئ للكتاب تأثر المؤلف في المرحلة الابتدائية بأستاذه الشبيهي الذي كان مدرسة وحده، لا يشبهه أحد؛ فقد كان مختلفا عن باقي المعلمين الذين يلجأون إلى السب والضرب والاستهزاء والفلقة، والتفنن في كل ذلك، بينما حرص الشبيهي على تحبيب المدرسة لتلامذته بأخلاقه العالية؛ فكان رحيما بهم، محفزا لهم، وكان يوزع الحلوى على المتميزين منهم. وهذه رسالة إلى كل معلم ليكون رحيما بتلامذته؛ فيزرع في قلوبهم الخير، فهم غرسه وثماره في الحياة وبعد الممات.

4- القراءة منذ الصغر:

كان أول احتكاك للمؤلف بالكتاب في التعليم الابتدائي مع مجموعة الأستاذ الأبراشي القصصية، التي شُغف بقراءتها شغفا كبيرا؛ فكان لها أثر طيب على أسلوبه في اللغة العربية. بالإضافة إلى احتكاكه بالكتب الضخمة التي كان الأخ الأكبر للمؤلف من سوريا لما ذهب للمشاركة في حرب 1973 ضد إسرائيل، حيث يرجع له الفضل في تأسيس مكتبة المنزل. ولا شك أن الاحتكاك بالكتب منذ الصغر له أثر كبير في تشكيل شخصية الطفل وتحبيب القراءة إليه، وتهييئه ليكون كاتبا في المستقبل.

وقد واظب المؤلف على قراءة الكتب بكل فنونها، وخصوصا في المرحلة الثانوية، حيث شكلت هذه الكتب أفكاره، وساهمت في بناء شخصيته، وتقوية اعتزازه بالانتماء إلى الأمة الإسلامية.

5- مهارات تعلم اللغة:

أثناء حديث المؤلف عن أستاذه للغة الفرنسية بالمرحلة الإعدادية استطرد للحديث عن مهارات تعلم اللغة، وهي مهارات مهمة وعملية نشير إليها في هذا الملخص لينتفع بها الذين يقرأونه. وقد حدد هذه المهارات في أربع:

المهارة الأولى: الاستماع، وتتحقق من خلال الاستماع إلى اللغة المراد تعلمها في وضعيات مختلفة ومتنوعة.

المهارة الثانية: المحادثة، وتتحقق من خلال وضعيات مبنية على الحوار، أو على تقمص الأدوار.

المهارة الثالثة: القراءة، وهذه المهارة ينبغي أن تأتي في المرتبة الثالثة، ومن الخلل أن نجعلها في المرتبة الأولى.

المهارة الرابعة: الكتابة، وهي آخر مهارة ينبغي الانتقال إليها، بعد تحصيل الضروري من المهارات الثلاثة الأولى.

6- الدخول إلى كلية الشريعة بفاس:

أهم الملاحظات التي سجلها الكاتب على كلية الشريعة بفاس، وهي ملاحظات سلبية أدركناها بالكلية أيضا:

– غياب تدريس اللغة العربية بكل علومها في سنوات الدراسة الأربع كلها.

– وكذلك غياب تدريس العقيدة الإسلامية.

– وغياب تدريس مادة منهجية البحث.

– وغلبة المواد القانونية على المواد الشرعية.

ويضاف إلى هذه الملاحظات صعوبات أخرى تعقد عملية التعلم بالجامعة المغربية، منها:

– صعوبة التأقلم مع المواد الجديدة.

– الضعف الشديد عند الطلبة في اللغة العربية.

– عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة؛ فالأساتذة لا يستحضرون هذا الأمر حتى أثناء وضع أسئلة الامتحان.

– تركيز أسئلة الامتحان على مهارة الحفظ وقوته، ولا وجود لأسئلة الفهم والتحليل والتركيب والاستنباط والنقد… مع غياب تام لسلم التنقيط.

– غياب التكوين البيداغوجي عند الأساتذة بالجامعة، مما أدى إلى تغليب الطريقة الإلقائية.

– عدم تنبيه الطلبة على أخطائهم المرتكبة في الامتحانات، وهو أمر مخالف لما هو مطلوب من التقويم؛ حيث لا ترجع أوراق الامتحانات للطلبة للاطلاع على أخطائهم وإصلاحها.

7- التأثر بأساتذة الجامعة:

ذكر المؤلف بعض الأساتذة الذين درسوه بالجامعة واستفاد منهم كثيرا، وتأثر بهم تأثرا كبيرا، ومن أبرز هؤلاء الأساتذة:

– الأستاذة الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) بكلية الشريعة بفاس، حيث استفاد منها المؤلف منهجيا الشيء الكثير؛ فقد كانت تقدم لطلبتها معلومات منهجية غير مرتبطة بمادتها، كما تقدم لهم مفاتيح العلوم، وتعرفهم على أمهات الكتب في كل العلوم، مما جعل حصصها متميزة ومليئة بالفوائد والفرائد. ومن نصائحها الفريدة للطلبة التي استفاد منها المؤلف كثيرا، قولها: “إذا كنتم تبحثون في موضوع ما، افتحوا ملفات جانبية تتعلق بمواضيع أخرى، ومع توالي الشهور والسنوات، تجدون مواد كتب متعددة قد جمعت بدون عناء كبير” (ص: 106). وقد تميزت في درس التفسير بمنهجها الاستقرائي القائم على استحضار جميع الآيات في الموضوع الواحد.

– الأستاذ الدكتور محمد الراوندي بدار الحديث الحسنية بالرباط، حيث استفاد منه مؤلف الكتاب أثناء دراسته بهذه المؤسسة منهجيا في التعامل مع المصادر والمراجع، وخصوصا تلك التي لها علاقة بعلم الحديث الشريف، كما استفاد منه منهجيا في اصطحاب الكتب إلى الحصص الدراسية، مع تركيزه على مفاتيح العلوم دون الإغراق في الجزئيات.

8- المكتبات ودروس المساجد:

تحدث المؤلف هذا القسم عن أهم المكتبات التي كان يرتادها، وقدم تعريفا موجزا لها، مبينا طريقة ولوجها والاستفادة منها، وهي:

– خزانة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء.

– والخزانة الوطنية بالرباط التي تعنى بالمخطوطات.

– والخزانة الملكية/الحسنية بالرباط.

كما ذكر أهم المساجد التي كان يرتادها لحضور الدروس التي كانت تلقى بها أثناء إقامته بالدار البيضاء، وهي:

– مسجد الشهداء حيث كان الشيخ محمد زحل يلقي دروسه.

– مسجد بدر كبير حيث كان الشيخ بلقاضي.

– مسجد حي الفرح.

– مسجد الشيخ محمد البشيري.

وختم المؤلف القسم الأول من الكتاب بذكر حدث انتسابه إلى خطة العدالة، وتعيينه بقرية مولاي إدريس زرهون، حيث قضى بها أربع سنوات تزوج خلالها، ورزق بمولودته الأولى هناك.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة