اعتداءات على الأساتذة وتطبيع مع الانحراف.. خبير تربوي يحذر من “اللعب بالنار”!

14 أبريل 2025 19:12

هوية بريس – علي حنين

عبَّر الدكتور خالد الصمدي، الأكاديمي المغربي والخبير التربوي، في مقال نشره على صفحته الرسمية بفيسبوك، عن مخاوفه الشديدة من الانفلات الذي تعرفه المؤسسات التعليمية، عقب تكرار حوادث العنف، والتي كان آخرها الحادث المفجع الذي راح ضحيته الأستاذة المكونة (هـ.ا)، في حادث وصفه بأنه “نذير شؤم”.



الصمدي كتب: “كثيرا ما نبهنا وحذرنا في غير ما مقال إلى كثير من الصور النمطية التي تسوقها بعض وسائل الإعلام عن المدرس، فتصوره في المجتمع بصورة الأبله في محيطه الأسري والاجتماعي، واللاهث وراء مصالحه في تلبية أبسط حاجاته الاقتصادية، الذي يغش في واجباته التربوية والمهنية، المستسلم لأبسط إغراء أو استفزاز في فصله الدراسي وخارجه لعدم توازنه النفسي، مما أسهم في تردي صورته وسمعته التربوية إلى القاع في نفوس الناشئة”.

  • مسؤولية الأسرة والإدارة والسلطات الأمنية

أكد الدكتور الصمدي أن المدرّس يشتغل في “جو مشحون” يفتقد لأبسط شروط الدعم، مشددا على أنه “يعاني في ممارسة مهمته من صعوبات مادية وتربوية واجتماعية جمة، يحاول جاهدًا أن يتجاوزها بما تبقى لديه من كرامة يسعى أن يحفظ بها سمعته ما أمكن”.

وأضاف أن الأسرة استقالت من أدوارها التربوية، كما أن “إمكانيات الإدارة القانونية والبشرية ضعيفة في جل المؤسسات التعليمية العمومية”، فضلًا عن “عدم كفاية حضور السلطات الأمنية والقضائية والاجتماعية والثقافية في محيطها الخارجي”.

  • تطبيع إعلامي مع الانحراف وتغييب التوعية

وانتقد الخبير التربوي المغربي تعاطي الإعلام مع مظاهر الانحراف، حيث أشار إلى أن بعض الأعمال التلفزيونية والسينمائية، إلى جانب مقاطع الفيديو على منصات التواصل، “تسعى إلى خلق جو من التعاطف مع التلميذ المنحرف وتبرير تصرفاته العدوانية”، بل ويجري تصويره على أنه ضحية للواقع.

وتابع قائلاً: “بعض المواقع الإلكترونية، سعيًا وراء البوز وجلب المتابعين عن طريق الإثارة، تجعل من الانحراف والتحرش والتنمر والغش في الامتحانات بطولة وفهلوة”، مؤكدًا أن هناك من يروج لـ”استهلاك المخدرات والجهر بالكلمات النابية على المنصات وأمام الجمهور” كفن وإبداع شبابي!

  • دعوة عاجلة لإعادة الاعتبار للمؤسسة التربوية

وحذر الدكتور الصمدي من مَغَبَّةِ “اللعب بالمؤسسة التربوية وبرسالتها كآخر حاجز تربوي” معتبرا إياه “لعبا بالنار”، مردفا بأن ” ما وقع ويقع من اعتداءات هو نذير شؤم ينبغي أن يستنفر الجميع لإعادة ترميم المشهد وإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.

وأكد ذات المتحدث على ضرورة انخراط شامل للقطاع الوصي على التربية والتعليم، بالشراكة مع باقي مؤسسات الدولة، من أجل “توفير الحماية والرعاية والتوعية اللازمة، وتنزيل سياسات عمومية تساعد على تجاوز الإشكالات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والصحية التي تتخبط فيها الأسر بما فيها من الأطفال والشباب”.

وشدد على أهمية مسؤولية الإعلام والمجتمع المدني في “التوعية والتنبيه عوض التشويه والتسفيه”.

وفي ختام التدوينة، أطلق الصمدي صرخةً موجعة قائلاً: “فروح هاجر وإن وراها الثرى، ستظل تخاطب كل واحد منا وتدق ناقوس الخطر من بعيد وقريب.. فهل من سامع ومستجيب؟”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
18°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة