خذلان مبصرٍ وعين عمياء

17 أبريل 2025 20:02
إبراهيم سهيل

هوية بريس – إبراهيم سهيل

إلى من لا يزال يظن أن قضية غزة ستنتهي بإرجاع الأسرى ووقف المقاومة، إلى من يحسب أن التهجير والتجويع والإبادة سيتوقفون بمجرد أن يضع المقاومون سلاحهم ويستسلموا، إلى من يزعم أنه على بصيرة وهو لا ينظر إلا بعين العاجز، نقول: كفاكم خذلانًا مغلفًا بالحكمة،

كفاكم حكمةً لا تُنقذ مظلومًا ولا تُغيظ ظالمًا،

كفاكم تنظيرًا على دماء الشهداء من مقاعد التحليل البارد.

أي بصيرة هذه التي لا ترى مخططات العدو

التي يصرّح بها ليل نهار؟

أي وعي هذا الذي لا يسمع قادتهم وهم يعلنون

أن فلسطين كلها ليست لهم فقط،

بل هي بداية مشروعهم لا نهايته؟

ها هو النّتن-ياهو يصرّح بوضوح: “بعد غزة، سنعيد هندسة الشرق الأوسط، وننهي أحلام الفلسطينيين للأبد”.

اقرأوا وثائق مركز هرتسليا وتأملوا مخرجات مؤتمرهم السنوي: “الأرض دون شعب، والهوية الفلسطينية خطر استراتيجي”.

شاهدوا كيف أعلن وزراء الاحتلال بملء أفواههم:

“القدس عاصمتنا الأبدية، والضفة قلب دولتنا”.

أنتم بدل أن تنظروا في وجع الأمهات وصبر المقاومين،

أقمتم المجهر على أخطاء من يقاوم، وتركتم مجازر من يحتل. ما هكذا يكون العقل، وما هكذا تكون البصيرة.

إن العدو لا يرضيه إلا أن تركع له أجيال كاملة،

أن تُربّى الأجيال على الخنوع،

أن تتخلى الأمة عن فلسطين لا سلاحًا فقط،

بل عقيدةً وارتباطًا وغيرة.

هذه حرب وجود، لا تُطفأ نارها بكلمة “كفى”،

ولا يوقفها مناشدات الخائفين.

غزة لا تساوم،

غزة تقاتل لأن خيارها الآخر هو الموت البطيء والذل الدائم.

والمقاومة ليست عبثًا، بل صرخة حياة في وجه مشروع إبادة.

فافهموا هذا أو اصمتوا.

فإن لم تكونوا عونًا، فلا تكونوا خذلانًا.

وإن لم تقفوا في صف من يدافعون عن الأمة،

فلا تكونوا سوطًا على ظهورهم.

اللهم لا تجعلنا من الذين عميت بصائرهم،

ووقعوا في خذلان الأمة من حيث لا يشعرون.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
17°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة