السرقة باستعمال السلاح الأبيض..

هوية بريس – يونس فنيش
فئة من شباب ضائع خارج نظام التربية لا عمل له و لا دخل مشكل في فرق ثنائية.. شبان يستثمرون في دراجات نارية و أسلحة بيضاء لاحتراف النشل و السرقة في واضحة النهار و في جنح الظلام، مستهدفين المارة و لا يرحمون لا غنيا و لا فقيرا، لا عامل نظافة و لا معلما يناضل من أجل انتشالهم من الضياع و سوء ألمآل.
لقد أصبح الأمر جديا لأن الإعتداءات أصبحت عادية و اعتيادية، فالخارج من بيته مفقود إلى أن يعود إن حالفه الحظ و كأنها حالة حرب أهلية.
لقد استشهدت المعلمة. قتلها تلميذها بسلاح أبيض. كما اعتدى فتى في سن العشرين بالسلاح الأبيض على عامل نظافة في سن أبيه لأنه رفض الإبتزاز. و أما مواقع التواصل الإجتماعي فتزخر بمشاهد مروعة توثق لسرقة حقائب النساء بالتهديد و الإعتداء عليهن بواسطة السلاح الأبيض و باستعمال الدراجات النارية لتأمين عملية الفرار.
و الخطير في الأمر أن المجرمين اكتسبوا ثقة عجيبة في النفس لم يسبق لها مثيلا، حيث أضحوا يهاجمون الأربعينيين و الثلاثينيين في عز قوتهم أيضا، و أما الأدهى و الأمر أن المجرمين أصبحوا منظمين عبر فرق تضم من يراقب عن بعد، و من يختار الضحايا، و من يخطط و من ينفذ، و كل عصابة و الحي الذي تنشط فيه، ففي الغالب المجرمون هؤلاء يقترفون جرائمهم خارج الأحياء التي يقطنون بها.
سمعنا عن قانون حمل السلاح الأبيض الذي يعاقب كل من يحمل سيفا أو سكينا و لو بدون استعماله، ولكن مازال هؤلاء المجرمون يرعبون الناس بأسلحتهم البيضاء مما يجعل ضحاياهم عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم.
لو تعلق الأمر ببلد لا يتوفر على سلطات أمنية قوية لذهب التفكير في إمكانية الترخيص لحمل السلاح الأبيض أو الناري للدفاع عن النفس، و لكن لا داعي لذلك لأن السلطات الأمنية قادرة على حماية المواطنين و إنهاء هذا العبث الذي لا يمكن أن يقترب من وضعية اللاأمن التام.
سينتصر الأمن و لا شك في ذلك، لأن السلطات الأمنية معروفة بعملها الجاد في مكافحة الجريمة. ولكن ماذا بعد إلقاء القبض على هؤلاء المجرمين الشباب، علما أن السجن لم يعد يخيفهم و حالات العود خير دليل على ذلك؟
الفقر لا يبرر جريمة السرقة عبر الإعتداء بالسلاح الأبيض، و لا الظروف الإجتماعية، و لا أوضاع التربية و التعليم كيفما كانت، و لا البطالة، لا شيء يبرر الجريمة، لأننا أمام فئة من الشباب يفضلون السرقة و الإجرام على العمل اليدوي، يفضلون مدخولا بئيسا قليلا عبر احتراف الجريمة على العمل بعرق جبينهم.
الحل في الأعمال الشاقة جدا لحملة الأسلحة البيضاء بدون رحمة و لا شفقة -و حبذا لو تم ذلك في منطقة قاحلة وعرة-، إلى أن تعود الرحمة إلى قلوب هؤلاء المجرمين الذين يرهبون المواطنين العزل. و أما من اعترض سبيل المارة بالسلاح الأبيض و تسبب في القتل فعقوبة الإعدام بدون تأخيرالتنفيذ. و من تسبب في عاهة فالمؤبد من دون إمكانية العفو ولكن مع الأعمال الشاقة جدا. و الله أعلم.



