رسالة الطالبة للوزير.. إدارة كلية العلوم القانونية بمكناس تمنع الطلبة من الدراسة بسبب الكوفية الفلسطينية؟!

هوية بريس – متابعة
في واقعة غير مسبوقة، تم منع الطالبة صباح بوكة من ولوج كلية العلوم القانونية بمكناس بسبب ما قالت إنها ترتدي الكوفية الفلسطينية، حيث تم منعها يومي الخميس والجمعة من الدخول للكلية لحضور دروسها.
وكتبت الطالبة هاته الرسالة التي وجهتها لوزير التعليم العالي:
“مكناس في الجمعة 18 أبريل 2025
من الطالبة:
صباح بوكة
رقم المسار: M143051957
كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية مكناس
إلى السيد وزير التعليم العالي
الموضوع: منعي من الدراسة
تحية طيبة وبعد،
يؤسفني أن أتقدم لدى حضرتكم بمظلوميتي هذه لعلكم تتدخلون لدى إدارة الكلية واشتطاطها في استعمال السلطة.
وأحيطكم علما، السيد الوزير، أنني، مغربية، طالبة جامعية بجامعة مولاي اسماعيل كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية مكناس بسلك اجازة التميز الاعمال والعقار، مجازة سابقا من نفس الكلية تخصص القانون الخاص باللغة العربية سنة 2020 ، واجهت عدة صعوبات وعراقيل في متابعة دراستي في سلك الماستر، ما دفعني إلى التسجيل في إجازة التميز باعتبارها نافذة ووسيلة تتيح لي الولوج لهذا الأخير مباشرة.
صباح يوم أمس الخميس 17 أبريل توجهت صوب الجامعة حاملة معي كتبي وحاسوبي لإنهاء البحوث المطالبة بها من طرف الأستاذ بمكتبة الكلية، فإذا بي أقابل بالمنع من ولوج الحرم الجامعي من طرف الكاتب العام ومساعدته المدعوة “حسنة” بدعوى أن المكتبة مغلقة في حين أكد لي رفاقي أنها مفتوحة وينتظرونني هناك!
أخبرت الكاتب العام أن رفاقي ينتظرونني في المكتبة لإتمام البحث، وأنها مفتوحة خلاف ما قال لتبرير منعي من الدخول، فرد علي قائلا : (أنتي بالضبط مادخليش). وعندما استفسرته ما إذا كان سبب منعي من الدخول هو ارتدائي للكوفية الفلسطينية لأنه ركز طول الوقت فيها وهو يتحدث إلي؟ أجابني: خلينا ساكتين! . أما مساعدته المدعوة “حسنة” فأمرتني بالذهاب إلى حال سبيلي والعودة في المساء لحضور المحاضرات المسائية المبرمجة .
انتظرت طيلة اليوم أمام الكلية تحت أشعة الشمس الحارقة حتى الثانية بعد الزوال فاتجهت رفقة زميلة لي صوب بوابة الكلية المطوقة برجال الأمن الخاص بالكلية وكذا السلطات الأمنية، سمحوا لزميلتي بالدخول بعد إدلائها ببطاقة الطالب أما أنا فتم منعي مجددا رغم إدلائي ببطاقة الطالب فقد أصدر الكاتب العام امره لحارس الأمن الخاص، مشيرا بإصبعه تجاهي: هادي بالضبط ماتدخلش!
استفسرته مجددا ماسبب منعي من الدخول فأجابتني مساعدته المدعوة(حسنة) بالسؤال: ما اسم الأستاذ الذي سيحاضر الآن أجبتها الأستاذة (آ.ف) مادة التأمينات المالية فقاطع الكاتب العام حديثنا وأخبرني أن الأستاذة اعتذرت عن الحضور وأتمت مساعدته (حسنة) أن الأستاذة (آ،ف) بمدينة مراكش حاليا. تواصلت مع منسقة الفصل وأخبرتني أن الأستاذة في المدرج تشرع في إلقاء محاضرتها لتصلني بعد ذلك رسالة أخرى على الواتساب من زميلة أخرى تخبرني أن أسرع في الدخول إلى المدرج لأن الأستاذة بدأت في المحاضرة ولكون الحضور إلزامي لكل طلبة سلك التميز (لائحة الغياب إجبارية)، تعجبت من هذا التناقض والكذب من طرف هؤلاء الموظفين وواجهت المدعوة (حسنة) برسائل الواتساب المكتوبة والمسموعة من طرف المنسقة والتي تبين كذبها (المساعدة) بشأن غياب الأستاذة لتصرخ هذه الأخيرة بوجهي قائلة : قلت ليك الأستاذة فمراكش!
غادرت موفوضة أمري لله.. وفي صباح يومه الجمعة 18 أبريل 2025 توجهت صباحا على الساعة 10 لحضور حصة المنازعات الإدارية المبرمجة على الساعة العاشرة والنصف بعد إدلائي ببطاقة الطالب للأمن الخاص، يتكرر المشهد مرة أخرى حيث تم اعتراضي من طرف عنصر الأمن الذي خاطبني قائلا: “أنتي تسناي هنا حتى تشوف حسنة شنو غادير معاك” انتظرت أمام باب الكلية حتى تقدم صوبي الكاتب العام فسألته عن سبب منعي ثانية فأخبرني قائلا: سيري حتى الإثنين عاد أجي تقراي.. ليتمم كلامه (البارح منتمية واليوم مامنتامياش للنشاط؟) لم أفهم قصده واستفسرته مجددا (كيفاش منتمية أو غير منتمية؟) أنا لا أنتمي لأية جهة كيفما كانت وغرضي الوحيد هو التحصيل العلمي والأكاديمي المحض ورغبتي في الحصول على إجازة التميز.
أمام تعنت هؤلاء المسؤولين في إدارة الكلية، انسحبت، بخيبة، ورجعت للبيت مستغربة من هذا القمع والمنع اللامشروع ومن حرماني من الحصص بشكل متكرر.
لهذا، السيد الوزير، أبعث إليكم بهذه الرسالة طالبة تدخلكم لوضع حد لهذا الشطط في استعمال السلطة حيث يعمل المسؤولون، خلاف ما هم مؤتمنون عليه، بمنع الطلبة من التحصيل المعرفي بدل مساعدتهم على ذلك كما يقتضي واجبهم التربوي.
أما ارتداء الكوفية، فهذه قناعتي أعبر بها عن تضامني مع الشعب الفلسطيني المظلوم، ولا دخل لأحد فيها، وليس في ذلك أي مس بالقانون ولا بالنظام!
في الانتظار، تفضلوا السيد الوزير بقبول احتراماتي وتقديري.
الإمضاء: بوكة صباح”.



