مسألة تافلالت.. عملية آيت يعقوب (مركز البورج) 1929م

هوية بريس – ذ.إدريس كرم
ملخص:
يتحدث الموضوع عن الجلسة البرلمانية لاستجواب وزير الحرب الفرنسي وتكوين لجنة تقصي الحقائق، عن الذي أعطى الأمر بالهجوم على مركز البورج، وآيت يعقوب، متسببا في سقوط 131 قتيل وجريح من القوات الفرنسية بينهم 7 ضباط و11 ضابط صف، وما هي أهداف ذلك التحرك الدموي؟ وهل هناك تراجع عن سياسة التهدئة بالغرب؟
كلمات مفاتيح:
وزير الحرب بينلفي، مارسيل كاشين، الكمندار إمانويل، المقيم العام استيك، الجنرال فيدالون، أراضي تافلالت الدسمة، تافلالت الزهرة السامة، رينوديل، بوان كاري، دلادييه.
النص:
في عددنا الأخير من (مجلتنا؛ af.fr.mai1929.p.262)
تم الإخبار بالهجوم يوم 10 ماي، على مركزنا بالبرج الذي تم إنشاؤه حديثا لتغطية شمال تافلالت، لاحظنا أن الحَرْكة المهاجمة، كانت مكونة من 300 رجل مثيرة مخاوف تزايد أعدادها.
حاولت حرْكَة من حوالي 2.000 رجل الإستيلاء على مركز آيت يعقوب، في الهجمات التي وقعت للتو والتي حتى وقت طباعة هذه النشرة كانت المعلومات عنها ما تزال غير دقيقة.
كل ما يمكننا قوله عن ذلك اليوم هو أنه في 9 يونيو، أراد مركز آيت يعقوب تقديم العون للقوات المساعدة التي تعرضت للهجوم يوم 8 يونيو، عندما كان الجنود في طريقهم لإعادة الاتصال الهاتفي مع موقع البورج، فأمر الكومندار إيمانويل بخروج احتياطه مع قواته النظامية، لذلك الغرض، فسقطت في كمين كبدها خسائر فادحة.
تم تطويق موقع أيت يعقوب جزئيا، والدفاع عنه ببسالة، وفي اليوم التالي تم إبعاد المهاجمين من قبل التدخل السريع المبتعث للموقع.
وزير الحرب نشر في 14 يونيو البيان الصحفي التالي:
تلقينا معلومات ضافية من المقيم العام بالمغرب، والجنرال القائد العام للقوات التي وصلته اليوم، يستنتج منها أنه تم قطع خطوط الاتصالات الهاتفية بين آيت يعقوب والبرج، فأرسل كمندار مركز آيت يعقوب لإصلاح الخط الهاتفي الذاهب للبورج، الحامية الموضوعة تحت إمرته والكوم والقوات النظامية المكونة (من سريتي رماة المغاربة، وقسم من الرشاشات، وقسم من الفيلق الأجنبي) إجمالي حوالي 400 رجل، في ظروف تجاوزت توجيهات السلطات العليا، التي تأمر فقط بالمرافقة، ولا تشارك في العمليات إلا القوات الاحتياطية.
تكبد الكوم بعض الخسائر، ولم تتمكن من الإتصال بالقوات النظامية، تراجعت نحو المركز، في حين أن القوات النظامية -في ظروف غير مفهومة- ظلت تسير نحو الأمام، حتى وقعوا في الكمين المجهز لهم، وبعد مقتل أو جرح الكوادر، انجلت المجموعة تاركة القتلى والجرحى في الميدان.
تم توفير تعزيزات كبيرة على الفور، للجنرال فريدنبرغ القايد الإقليمي، الذي وصل عند أول خبر إلى الريش، كما وصل الجنرال فيدالون أيضا إلى عين المكان، وترك تعليمات عامة للجنرال فريندنبرك بشأن السلوك الواجب اتباعه، قبل وبعد وصول التعزيزات.
مركز البرج لم يسبق له أن هوجم أو حوصر قط.
بالنسبة لآيت يعقوب المحاصرة جزئيا، لم تغادرها بعد
حاميتها، بل بقيت قوية ومندفعة بحوالي 300 رجل.
أظهرت استطلاعات الطائرات، أن عدد المنشقين لم يتزايد، وأن الوضع تحسن بشكل عام، لذلك يبدو بأنه هجوم صرف للمتمردين المحليين.
الخسائر كانت كبيرة:
سبعة 7 ضباط (قتلى أو مفقودين) بمن فيهم قائد الكتيبة إيمانويل، كومندار المركز القبطان نوري، ليوطنات؛ هوني، نيللي، بيرو، 11 ضابط صف أو عريف أو جندي فرنسي، 18 جندي فيلق، 45 جنديا مغربيا.
الجرحى: ضابطان وضابط صف وجندي فرنسي، و24 جنديا و10 رماة مغاربة.
هذه القضية المؤلمة أتت بعد اغتيال الجنرال كلافيري، والتي تظهر مرة أخرى بأن تافلالت هي الزهرة السامة التي تسمم وتقتل من بعيد، وقريب، مما خلق انطباعا قويا للغاية في مجلس النواب، حيث أدت على الفور إلى مناورات برلمانية، تجاوزت المغرب بشكل واضح.
على الفور توجه عشرة 10 من المستجوبين إلى وزير الحرب السيد بينليفي، الذي يبدو مستهدفا بشكل خاص، من هذه الهجوم البرلماني، وشاهد مجموعة كاملة من المنشقين البرلمانيين، يندفعون ضده سعداء لتوجيه الاتهام إلى القيادة العسكرية والوزير نفسه، وفي جلسة مجلس 14 يونيو أطلق الجيش مراصده، وبقي الأمر مقتصرا على تحديد تاريخ المعركة في 21 يونيو.

طلب من السيد بينلفي الكلمة فقال:
مستحيل! تكلم السيد مارسيل كاشين باسم هؤلاء الشيوعيين الذين لم تتوقف صحيفتهم عن حث المغاربة على الثورة، فقال: فورا! يجب على الوزير أن يذكر من أمَرَ الحملة بالتحرك، وما إذا كان صحيحا أنها كانت تهدف إلى دعم العمليات، التي تتم في وادي العبيد؟
بالنسبة له، كانت مسؤولية الحكومة كاملة، وطالب بإعادة القوات الفرنسية، والجزائرية، من المغرب فورا.
باسم الحزب الإشتراكي، السيد نويلي؛ الذي يجب الإعتراف به، يحتج بشجاعة على الحكم الذي صدر بسرعة كبيرة، ضد الكومندار إيمانويل والمنفذين، كما اتهم الحكومة بالمسؤولية بالنسبة له، هناك في المغرب طرف يريد الحرب، مهما كان الثمن، فهل هذه الحكومة التي أعطت للرباط تعليمات بغزو المغرب بأسره؟
إمرار الجيش، والطقم الخاص بالسيد دلاديـي وزير الحرب والمستعمرات السابق، مفوض من قبل المجموعة الردكالية، والردكالية الإشتراكية، أولا وقبل شيء، احتج هو أيضا على إدانة الكومندان إمانويل، وأثار الحادثة التالية:
لا أعتقد أنه يمكننا حقا مناقشة معنى العمليات التي ندينها بالإجماع، أجد أيضا أنه من المؤسف عدم استخدام كلمة أكثر قوة، أن يتم تمثيل حدث أيت يعقوب المشؤوم كنتيجة لخطإ قائد الفوج إيمانييل،
وعلينا أن نضع حدا لهذه العملية المؤسفة، التي تصر على تحميل المسؤولية للجنود الذين سقطوا، ويجب علينا أيضا أن نضع حدا لهذه التوضيحات، والتي أدهشني حقا أن أجدها في بيان صحفي رسمي من وزارة الحرب:
البعثة التي قامت بهذا الاستطلاع طبعا متجاهلة قيام وزير الحربية، بوضع القوات تحت تصرف المقيم العام بالمغرب، الذي يمكن له وحده اتخاذ القرار، بشأن العمليات.
إذا أنكرتَ سيدي الوزير هذا البيان الصحفي فسوف أسجل إنكارك بكل ارتياح، ولكن هذا ما ظهر تحت مسمى بلاغ رسمي من وزارة الحربية، في كل الصحف، دون استثناء صباح 13 يونيو.
السيد وزير الحربية: لا بد أننا اعتبرنا أي محادثة بمثابة بيان.
السيد إدوارد دالادييه -أُحِيطُ علما، بكل فرح، بخَرَقِكُم.
في الواقع، بغض النظر عن وفاة جنود فرنسيين أو جنود من دول صديقة، كان حدثا مؤلما للغاية أن نرى الحكومة تأخذ هذه التظرية الإستثنائية في الإعتبار.
إن وزارة الحرب هي مورد للرجال، منهم المقيم العام والضباط المحيطون به، الذين يتبعون رغبته.
ثم اختتم السيد دالادييه كلامه:
الإلتزام بالبرقيات الرسمية وكذلك المضامين المقدمة والتي تبدو مستوحاة من غير الرباط، ومقارنة هذه التعليقات بالتفسيرات المختصرة، والسريعة لمعلومات نشرتها بعض الصحف، منذ عشرة أشهر، والتي ربما لم ننسبها إلى البعض، أو إلى الآخرين.
والأهمية التي يستحقونها، أشير إلى أنها في الواقع تنفيذ لخطة عامة ضدها، وكان المرشال ليوطي والسيد استيك قد حذروا حكومة الجمهورية.
إنها خطة عامة للعمليات، تم توضيح الخطوط العريضة لها في مقال نشره الجنرال نودان في صحيفة le temps قبل شهرين، وهي خطة تنص على ما يقرب من خمس سنوات من النضال والقتال، بتكلفة تقدر بشكل متواضع بـ300 مليون فرنك، ولكنها بلا شك، ستكون أكبر بثلاث مرات على الأقل من هذا الرقم، وستتطلب ما لا يقل عن ثمانين كتيبة.
من أجل وضع اليد على (الأراضي الدسمة؟) لتافلالت، ومن أجل وضع أيدينا على الرواسب المعدنية لتافلالت نحن الآن على وشك القيام بذلك، لقد بدأنا في ارتكاب هذا التهور المجنون، الذي أدانه بالفعل المرشال ليوطي، والسيد استيك، والذي من خلال ادعاء بإخضاع قبائل الأطلس، سيكون له نتيجة إثارة حشد جماعي لآلاف وآلاف من الخاضعين، والإلتزام بعمليات واسعة من تافلالت إلى واد الذهب.
يجب على الحكومة أن تشرح موقفها بوضوح، لقد تم تنفيذ هذه الخطة منذ أكثر من شهر بالفعل، ومن هناك سجلنا تقدما بحوالي عشرين كلم في سلسلة الجبال.
لذلك يحق لي أن أقول بأن ذلك بلا شك كان من وراء ظهر الحكومة، الذي بدون شك كان من وراء ظهر المقيم العام، وربما كان من وراء ظهر الجنرال فيدالون، قائد القوات بالمغرب، لقد أخذ الضباط زمام المبادرة في هذه المعارك بلا ريب.
لكن من واجبي أيضا أن أحذر مجلس النواب، من أنه إذا لم يوضع حدا لهذه السياسة، فإنه يخاطر برؤية نفسه والبلاد، منجرفين إلى سلسلة من المغامرات الدموية، والتي من المؤكد أنها ستضر بالوطن (فرنسا).
(أراضي تافلالت الدسمة)؟
كدنا نبتسم لولا مأساة آيت يعقوب، التي قال فيها السيد دلادييه، هذه الكلمة التي ستبقى…
بعد أن أكد السيد رينوديل أيضا فرضية (الحملة المُعَدة)، تمسك السيد بَيْنلُوفي وزير الحرب تمسك بطلبه تأجيل الجلسة، لمدة أسبوع:
السيد وزير الحرب:
الحكومة مسؤولة عن أي مقال صحفي من أي حزب
صدرت الجريدة عنه، وهو مسؤول عن سياستها، والتعليمات التي يعطيها إدارتها للمقيم العام، لم يعط أبدا به أمرا، ولم ينصح به، لكنه لم يعترف بعمليات الغزو أو مغامرة، تحت أية ذريعة، غير أن سياستها في المغرب التي فرضت منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، هي طريقة للإختراق السلمي، مع كل ما يمكن أن يوفره الإختراق من موارد في خدمتها: الطريق، التجارة، التعاون الإقتصادي، وأيضا الطب.
هذه هي سياسة الحكومة في المغرب، في شمال إفريقيا الرائع هذا، وهي سياسة لم تنحرف عنها أبدا، وأكرر، منذ أن تمت تهدئة الحدود الشمالية، ولهذا السبب، الحكومة، إذ تشيد بالرجال الشجعان الذين سقطوا من أجل فرنسا في أعالي زيز، لن نصدق أن الحدث المؤلم الذي يثير الرأي العام حاليا، كان في الواقع نتيجة لخطة مدبرة، معاكسة للتوجيهات المتكررة.
ولكن سيقدم يوم الجمعة المقبل، إلى مجلس الحكومة المعلومات الأكثر دقة، وإذا أدت هذه المعلومات إلى تسليط الضوء على مسؤوليات معينة، فإنهم سينالون العقوبات التي يستحقونها.
أيها السادة، هذا يعني أنه بحلول يوم الجمعة، سيتم الإلتزام بتوجيهات الحكومة، التي تم تجديدها بالفعل. وهنا السيد دلادييه مرة أخرى:
السيد إدوار دلادييه؛ نقبل تاريخ الجمعة، لكن يفهم من ذلك اليوم، أنه سيتم تجديد توجيهات الحكومة؟ السيد ريمون بوانكاريه، رئيس المجلس كان حاضرا قبل الجلسة
إدوارد دلادييه
أن يمنع القادة المسؤولون من التخلي عما نعتقد أنه كان مبادرتهم، حتى لا نضطر بحلول يوم الجمعة إلى الإستنكار لاستسلام آخر للسلطة المدنية للسلطة العسكرية استلام آخر للسلطة دنية بشكل قاطع، من التخلي عن ما نعتقد أنها مبادرتهم، وأنه في النهاية، لن نضطر إلى الإستنكار من الآن، وحتى يوم الجمعة، سواء سلطة مدنية أمام قوة عسكرية في المغرب،
أو التزامات جديدة، تهدف إلى تنفيذ الخطة الشاملة التي نعتقد أنها متعمَّدة.
وبعد ذلك نقلت الإستجوابات إلى يوم الجمعة 21 يونيو، قراؤنا ستكون لديهم النتيجة بالفعل عندما تصلهم هذه النشرة.
ولكن دعونا لا ننسى الكلمات الأخيرة التي قيلت خلال مناظرة 14 يونيو.
“قبل أن يبدأ النقاش حول شؤون المغرب، أجمع المجلس على تكريم الموتى الذين سقطوا هناك”
هذه هي كلمات السيد كراتيين كانداس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
La question du tafolalet :l,affaire d,ait yaoub
معركة البورج
إفريقيا الفرنسية 1929؛ (ص:301-303).



