ندوة بعنوان: ديداكتيك مادة التربية الإسلامية من التخطيط إلى التقويم

هوية بريس – د.مولاي عبد العزيز يوسوفي
نَظم مفتشو مادة التربية الإسلامية بالمديرية الإقليمية بمدينة تاوريرت، بالقاعة المتعددة التخصصات بالثانوية التأهيلية المغرب العربي ندوة تربوية لفائدة كافة أساتذة المادة، بالتعليم الثانوي بسلكيه، في موضوع:“ ديداكتيك مادة التربية الإسلامية من التخطيط إلى التقويم” بشراكة مع مركز مداد للأبحاث والدراسات بمدينة تازة، وذلك صبيحة يوم الخميس 18 شوال 1446هـ الموافق لـ: 17 أبريل2025 .
سيَّر الندوة أذ. مولاي عبد العزيز يوسوفي، استهلها بكلمة افتتاحية رحب فيها بجميع الحاضرين، وخاصة الأساتذة القادمين من مناطقَ بعيدةٍ: مثل مدينة العيون سيدي ملوك، دبدو، لقطيطير، مستكمار، سيدي لحسن(…)، كما ذكّر بموضوع الندوة وعنوانها وبين أهميتها، والتي تولى تنشيطها ثلة من خيرة مفتشي المادة بالجهة الشرقية، بعدها تم الافتتاحُ بتشنيف الأسماع بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها الأستاذ المقرئ عبد الرزاق بنعتو، فتلاها وقوف جميع الحاضرين للاستماع للنشيد الوطني. ثم كلمة للسيد مدير ثانوية المغرب العربي السيد: محمد بوزيان الذي ثمن فيها جهود السادة الأساتذة والمفتشين في العملية التربوية، كما رحب بكل من حضر.
بعد هذه الجلسة الافتتاحية؛ انطلقت أشغال المداخلات العلمية للندوة على الشكل الآتي:
المداخلة العلمية الأولى: أطرها الدكتور: حسن بوحبة، بعنوان: “فلسفة منهاج مادة التربية الإسلامية” – وهو مفتش تربوي لمادة التربية الإسلامية بمدينة تاوريرت، باحث وكاتب، له عدة كتب منها: مداخل منهاج التربية الإسلامية، وكتاب الجسد بين النسق القيمي وسلطة الصورة الإعلامية، والتشكل القيمي في الخطاب الإعلامي، قيمة التضامن في الإعلام الوطني (وهو كتاب مشترك)، وله عدة مقالات محكمة وغير محكمة، ومقال باللغة الفرنسية قيد النشر بعنوان:
[La notion de religion chez Michel de (Montaigne)]، وعدة مقالات تربوية، ومشاركات علمية – تناول في مداخلته بالدرس والتحليل أهم خصائص منهاج مادة التربية الإسلامية، وأهم مقومات فلسفة المنهاج، والتي حصرها في: الإيمان، والمقاصد والقيم، لينتقل للإجاب عن التساؤل الآتي: هل فلسفة المنهاج معلنة أم مضمرة؟ ثم عرج بعد ذلك على فلسفة التربية الإسلامية في المنهاج وذكر أنها: مستمرة، ومتوافقة، وشاملة، ومقاصدية، وواقعية، ومتدرجة (…).
المداخلة العلمية الثانية: تولى تأطيرها الدكتور: حميد الصغير وهي بعنوان: “تمثلات المتعلم وأثرها في إنجاح بناء التعلمات في درس مادة التربية الإسلامية ” – وهو مفتش تربوي لمادة التربية الإسلامية بمديرية الناظور، باحث وكاتب، له عدة كتب، طُبع منها أزيد من ثلاثين كتابا من بينها: بناء مناهج التربية الإسلامية وشرط التكامل المعرفي بين علوم الوحي ومعطيات الفكر، والفقه الإسلامي خطاب البدايات (الحدود المعرفية والآليات المنهجية)، والتواصل البيداغوجي وتنمية المهارات الحياتية اللغوية، ومعالم الفكر التربوي عند أبي بكر بن العربي المعافري (…)، وله عدة مقالات تربوية، و مشاركات علمية، وهو عضو بارز ونشيط في المجلس العلمي المحلي بنفس المدينة-، وقد عرف في كلمته بالتمثل في اللغة والاصطلاح وفي علم النفس التربوي، وفي المجال الديداكتيكي، ثم أشار إلى أن تمثلات المتعلم قابلة للتطور، وإلى أن بوح المتعلم بتمثلاته يكون من خلال استفزازه بوضعية مشكلة واضحة ومحبوكة، بعدها أشار إلى مصادر تمثلات المتعلم، وذكر منها: المصادر الاجتماعية، والنفسية، والأسرية والدينية(…)، وذكر أن توظيف تمثلات المتعلم يمكن أن يكون قبل بداية الدرس (خلال التقويم التشخيصي)، وخلال الوضعية المشكلة وبعدها أيضا، ليخلص إلى أن طريقة التعامل مع التمثلات يكون بالتعديل أو بالإلغاء (…).
وأما المداخلة العلمية الثالثة، فكانت للدكتور عبد المنعم الدقاق بعنوان:” استثمار النص الشرعي في مادة التربية الإسلامية” – وهو مفتش تربوي لمادة التربية الإسلامية بمديرية تاوريرت، باحث وكاتب، له عدة كتب منها: سؤال القيمة المركزية والقيم الناظمة في سؤال مادة التربية الإسلامية من التصور المنهاجي إلى التنزيل الديداكتيكي، وله عدة مقالات تربوية، وعدة مشاركات علمية وطنية ودولية- استهل كلامه بالتعريف بالنص الشرعي، وبيان أنواعه وهي: (حكمي، تربوي، خبري تاريخي)، ثم أبرز أن وظيفة النص الشرعي متعددة، منها الوظيفة البنائية، والإغنائية- الإثرائية، ثم الوظيفة التقويمية، ليفصل بعد ذلك في الوظيفة المهارية سواء من خلال (الحفظ، والفهم والتحليل والاستنباط والتعليل والاستدلال)، كما أشار لمقاصد النص الشرعي في ثلاث نقاط، أولها: المقصد المنهجي، ليؤكد فيه أن المعرفة الشرعية ليست معرفة شعبوية وإنما معرفة مؤصلة، وثانيها المقصد المعرفي، ثم المقصد الروحي (قرآنا كان أو حديثا)، وأخيرا ختم كلامه بمجموعة من الاشكالات في الاشتغال الديداكتيكي.
وأما المداخلة العلمية الرابعة، فكانت للدكتور محمد فارس، بعنوان: “موجهات التقويم التربوي في مادة التربية الإسلامية” – وهو مفتش تربوي لمادة التربية الإسلامية بمديرية بولمان، ومنسق اللجنة العلمية بمركز مداد للأبحاث والدراسات بمدينة تازة، باحث وكاتب، له أربعة كتب علمية متخصصة، منها كتاب ما الملكة؟ دارسة في البينة المعرفية والتربوية، وكتاب المعرفة الشرعية في مادة التربية الإسلامية تاريخ ومقاربات، وعشر مقالات علمية محكمة (…)، وعدة مشاركات علمية وطنية ودولية – تحدث في كلمته بشكل عام عن أهمية التقويم التربوي، وأشار إلى أنه مرحلة من مراحل التدريس، بل ركن من أركانه.
كما أضاف أن طريقة التقويم تعكس طريقة المدرس، و شخصيته، بل تعكس نفسيته أيضا !!
وقد أكد على أن طريقة التدريس يجب أن تكون موافقة للتقويم؛ حتى لا يتفاجأ المتعلم ببعض الأسئلة في الاختبار، بمعنى آخر أن ينطلق المدرس من التقويم إلى الدرس، فالتقويم هو الذي يوجه للتحضير والتحفيز…
بعد ذلك تم فتح باب النقاش من طرف المسير، وتفاعل السادة الأساتذة بمداخلات وأسئلة قيمة أجاب عنها السادة مفتشو المادة.
وعلى جانب هذه الندوة تم الانتقال لتوزيع الجوائز، مع تقديم تكريم خاص للسيد مفتش مادة التربية الإسلامية الذي لم يدخر جهدا في تأطير ومواكبة السادة الأساتذة بمديرية تاوريرت، الأستاذ الفاضل: عبد المنعم الدقاق، وذلك من خلال كلمة باسم جميع أساتذة التعليم الثانوي بسلكيه تقدم بها الأستاذ خالد الزروالي، ذكر فيها جهود الرجل ودماثة أخلاقه، وحسن تواصله، وجودة تأطيره ومواكبته (…)، وبعدها تم تكريم المتدخلين بجوائز خاصة، استحسنها السادة الأساتذة وعبروا عن فرحهم بهذا التكريم.
وتم الختم بحفل شاي على شرف السادة الأساتذة ، بعد بالدعاء الصالح والخالص من طرف الأستاذ الكريم السيد عبد الله أيت علي.



