علمنة الخطاب الديني.. الحرب الخفية على الشريعة الإسلامية

29 أبريل 2025 21:10

هوية بريس – ذ.ادريس ادريسي

علمنة الخطاب الديني.. الحرب الخفية على الشريعة الإسلامية.. لماذا يجب أن ندق ناقوس الخطر!!

بعد تدوينة كتبت فيها:

“العلماء على أن الماء إذا تغيرت أحد أوصافه لم يعد صالحا للطهاره؛ كذلك الأمر يقال بالنسبة للخطبة اليوم فإنها لم تعد صالحة لا لطهارة قلب ولا لتزكية نفس ولا لإصلاح مجتمع… بعد أن تغيرت جميع أوصافها؛ طعمها ولونها ورائحة العلمنة فيها باتت تزكم الأنوف”.

وردت علي أسئلة حول مفهوم علمنة الخطا.ب الديني، فأحببت أن أبين ذلك فيما يلي:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛

مما لا شك فيه أن علمنة المجتمعات الإسلامية تجري بوتيرة متسارعة منذ عقود قصد سلخ الناس عن دينهم وإبعادهم عن شريعة ربهم في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية… ولعل الحملة الأخيرة على القوانين المنظمة للأسرة خير شاهد على نية القوم في اجتثات ما بقي من أحكام الشريعة الغراء من واقع الناس.

وإذا كانت هذه العلمنة واضحة المعالم مكشوفة النوايا، فإنه ثمة علمنة أخرى موازية لها لا يدركها الكثير من الناس تشمل تغيير الخطاب الديني ليوافق العلمنة الشاملة للمجتمع وذلك بالعمل على “إشباع الجانب الروحي للمؤمن مع إبقاء الشريعة الإسلامية بعيدة عن كل مجالات الحياة وقضايا الأمة”، هذه العلمنة هي أشد وأخطر لأنها تتم داخل الدين نفسه وعلى يد حماته وأهله(…)، ومن أبرز معالمها نذكر مايلي:

حصر الخطاب الديني في تزكية النفس وتهذيب السلوك دون تعديه إلى غيره؛ ولئن كان هذا المقصد من أسمى مقاصد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وركيزة أساسية في صلاح الإنسان والمجتمع إلا أن حصر الخطاب الديني فيه يعد غشا للأمة و خيانة لأمانة التبليغ أو جهلا بها إذ الخطاب الدعوي يفترض فيه الحيوية والتجديد والقدرة على معالجة الواقع ونوازل العصر والدفاع عن ثوابت الأمة ومقدساتها، وهذا الذي يغيب عن خطابنا الديني والدعوي، والجميع يشهد على الصمت المريب من علماء الأمة أمام حملات التشويه التي استهدفت ثوابت الأمة ورموزها في رمضان وغيره؛

تحييد قضايا الأمة وفي مقدمتها فضية فلسطين وتغييبها بالكلية من المنابر الدعوية، ولك أن تتخيل أن إبادة جماعية في حق شعب أعز .ل استمرت أزيد من عام ونصف ولا تزال، انتفض لنصرتها كل أحرار العالم إلا أهل الشأن الديني عندنا لم نسمع منهم ولا كلمة واحدة في نصرة القضية ولو في بعدها الإنساني؛

تعطيل شعيرة النهي عن المنكر بالكلية؛ فلا حديث عن التبرج والسفور ولا إنكار على مهرجانات الفسق والفجور، ولا تذكير بحرمة الربا والخمور، ولا نهي عما يحدث من بدع وضلالات في أماكن الأضرحة والقبور… مع العلم أن السكوت عن هذه الأمور موجب لمقت الله وغضبه ومؤذن بعقوبته وسخطه، قال تعالى: (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيس ابن مريم ذالك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبيس ما كانوا يفعلون

هذا الخطاب لا ينتقد فسادا لأنه من إنتاجه ولا يدفع ظلما لأنه من أعراضه ولا يواجه استبدادا لأنه من عوامل بقائه وامتداده؛

تقديم الشيوخ والعلماء الذين يتبنون هذا الخطاب على أنهم رموز للوسطية والاعتدال وسفراء للمحبة والسلام في مقابل شيطنة العلماء العدول ومطارتهم والتضييق عليهم؛

هذه بعض مظاهر علمنة الخطاب الديني ويغنينا عن هذا كله اعتراف بعض رموزه بذلك فهو أقوى دليل وخير شاهد.

ولعل مانعيشه اليوم من تفكك أسري وعنف مدرسي وجرائم تتناسل بشكل سريع داخل المجتمع، وما نعاينه من انتشار للظلم وازدياده وتغول للفساد وامتداده، وجرأة كبيرة على دين الله واستخفاف بحقوق عباده.. يرجع السبب الأكبر فيه إلى التضييق على مؤسسة المسجد والعبث بخطابها؛ الأمر الذي يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر بشأن مستقبل أبنائنا وبلدنا الحبيب لعلنا أن نتداعى جميعا إلى البحث عن الحلول الناجعة للإصلاح الديني والاهتمام أكثر بالمؤسسات التربوية والتعليمية وفي مقدمتها مؤسسة المسجد قبل فوات الآوان والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة