رئيس فدرالية اليهود المغاربة بواشنطن: آن الأوان لفتح ملف الصحراء الشرقية

هوية بريس-متابعات
شارل دحان، رئيس فدرالية اليهود المغاربة في الولايات المتحدة الأمريكية، وواحد من أبرز الأصوات التي ما فتئت ترفع لواء مغربية الصحراء في المحافل الدولية، مؤمنا بأن مشروع الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب، يشكل الحل الواقعي والنهائي للنزاع المفتعل، مصمما على أن ملف الصحراء الغربية المغربية تم طيه نهائيا، وأنه آن الأوان لفتح ملف الصحراء الشرقية المغربية.
في حوار حصري مع جريدة “الصباح”، يفتح شارل دحان صندوق الذاكرة، ويتحدث بلغة صريحة وواثقة عن أهمية اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، وعن رمزية العلاقة التاريخية التي جمعت بين الرباط وواشنطن لأكثر من 250 سنة. كما يسلط الضوء على التحول الإستراتيجي الذي يقوده جلالة الملك في السياسة الدبلوماسية المغربية نحو العمق الإفريقي، ودور المغرب المتنامي شريكا محوريا في رؤية الولايات المتحدة لمستقبل القارة السمراء.
وقال شارل دحان ضمن حواره مع الجريدة “لقد أظهرت الولايات المتحدة أن اعترافها بمغربية الصحراء كان أمرا بالغ الأهمية بالنسبة إلى المغرب. وقد قيمت الولايات المتحدة هذه المسألة بعناية، واعترفت، في نهاية المطاف، بسيادة المغرب على الصحراء. وكان هذا بمثابة خطوة محورية في المجتمع الدولي نحو هذا الاعتراف، الذي كان يجب أن يتحقق منذ سنوات، نظرا لأن تاريخ المغرب واضح في جميع المراجع والكتب التاريخية.
إن وحدة التراب المغربي يجب أن يعترف بها عالميا اليوم، والصحراء المغربية جزء لا يتجزأ من الأراضي المغربية. فجلالة الملك قال في إحدى خطبه إن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها. وأعتقد أن الرسالة والإشارات الملكية كانت واضحة للجميع بأن المغرب لن يتخلى عن حبة رمل واحدة من صحرائه، مهما كلفه الثمن. ونحن هنا في واشنطن نقول إلى من يهمهم الأمر إننا طوينا ملف الصحراء الغربية المغربية للأبد، ونستعد الآن لفتح ملف الصحراء الشرقية المغربية التي اقتطعتها فرنسا وضمتها للتراب الجزائري، رغم أنها مغربية بالتاريخ والجغرافيا، وستعود لحضن المملكة المغربية لا محالة”.
وأكد دحان “قضية الصحراء المغربية ليست بالنسبة إلي مجرد ملف سياسي أو دبلوماسي، بل هي قضية كرامة وسيادة وهوية. منذ أن بدأت الاشتغال في مجال العلاقات الدولية، جعلت من الدفاع عن مغربية الصحراء محورا أساسيا في كل لقاءاتي مع مراكز القرار الأمريكية، سواء داخل الكونغرس، أو مع المؤسسات البحثية والدبلوماسية. أنا يهودي مغربي أمريكي، أحمل في داخلي هذه الثلاثية قوة ناعمة لخدمة الحقيقة التاريخية. أشرح للسياسيين الأمريكيين أن الصحراء كانت دائما جزءا من المغرب، وأن مشروع الحكم الذاتي، الذي اقترحه جلالة الملك محمد السادس، هو الحل الوحيد الواقعي والعادل والعملي للنزاع المفتعل. أعمل من موقعي داخل فدرالية اليهود المغاربة في واشنطن على تصحيح الرواية وتقديم الحقائق بلغة يفهمها صانع القرار الأمريكي. كما أعمل على توثيق علاقات الصداقة المغربية الأمريكية، التي بدأت منذ اعتراف المغرب باستقلال الولايات المتحدة في 1777. وقد أثمرت هذه الجهود عن مواقف أمريكية واضحة وقوية تدعم الوحدة الترابية للمملكة، كان أبرزها الاعتراف الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه”.



