تثمين العمل المنزلي للزوجة.. وهل المرأة التي تخدم بيتها تكون زوجة فقط؟!

01 مايو 2025 21:11

هوية بريس – متابعة

تعليقا على استغلال بعض النسويات لمناسبة احتفالات عيد الشغل فاتح ماي بالمغرب، حيث خرجن يحملهن لافتات تطالب بـ”تثمين عمل الزوجة في المنزل”، كتب الدكتور رشيد بن كيران “هؤلاء غير صادقين ولا منطقيين في مطلبهم، هل تعلمون لماذا؟”.

ثم أجاب في منشور له على فيسبوك “لأن المطالَـبة بتثمين العمل المنزلي أوسع من أن تكون المطالِـبة به زوجة فقط؛

فقد تكون من تقوم بالعمل المنزلي أما أرملة،

وقد تكون من تقوم بالعمل المنزلي بنتا مع أبويها كبار السن،

وقد تكون من تؤدي العمل المنزلي أختا جلعتها الظروف هي المسؤولة عن إخوتها،

وقد تكون من تؤدي العمل المنزلي امرأة تعيش لوحدها”.

وأضاف بنكيران “ولكن هؤلاء لا يتحدثون عن تثمين العمل المنزلي إلا إذا كانت من تقوم به زوجة فقط، أما إذا كانت غير ذلك لا زوج لها فلا قيمة لها ولا لعملها المنزلي وبالتالي لا ثمن له”، مردفا “ألا يظهر جليا أن الموضوع ليس هو العمل المنزلي إنما هو شيء آخر. (الفاهم يفهم)”.

وتابع “سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقال لي بعنوان:

نظرية تثمين العمل المنزلي في ميزان المنطق“.

من جهته كتب الدكتور محمد عوام، تحت عنوان: “تعليقا على دعوة تثمين العمل المنزلي”:

أولا: معظم اللواتي يطالبن بتثمين العمل المنزلي، لا يقمن به، ولا يتقنه، وإنما يستعن بالخادمات، فيشغلنهن من غير الحقوق التي نصت عليها مدونة الشغل، فكيف تطالبن الأزواج بتثمين العمل المنزلي، وفي الوقت ذاته تشغلن خادمات بلا حقوق، أو حقوق مهضومة ومنقوصة؟!! أليس هذا كيل بمكيالين وازدواجية معايير وموازين؟!!!!!

ثانيا: قلنا مرات كثيرة حتى انقطع النفس منا: إن تثمين العمل المنزلي، منقصة للمرأة، حيث تصبح بموجبه ذات صفتين، أجيرة بالنهار، وزوجة بالليل، وهذا لا يليق بالزواج، لأن الزواج مبني على المكارمة والبيع مبني على المشاكسة، وإذا انقلب الزواج من المكارمة إلى المشاكسة والمناكفة، فذاك الخراب بعينه، يفضي إلى العزوف عن الزواج، وتلك معضلة أخرى.

ثالثا: طيب إذا طلبتن بتثمين العمل المنزلي، فهذا يعني أننا أمام وضع جديد، يقتضي إبرام عقد التثمين عند بداية الزواج، بحيث يكون مرفوقا مباشرة بعقد النكاح، وحتى لا يكون فيه غبن وإجحاف، لأن العقود تبنى على الوضوح التام، لا غبن، ولا ضرر، ولا تدليس، ولا إبليس. وهذا يعني أنه ينبغي تحديد وقت العمل المنزلي، وأجرته، وعطله، وتأمينه، وصندوق ضمانه،…إذن نحن أمام مدونتين: مدونة الأسرة التي تعنى بالزواج وغيره مما يختص بالأسرة، ومدونة الشغل الخاصة بالعمال والمشغلين، ولم يجتمعا قط إلا في التثمين.

رابعا: من حق الزوج المثمن، أن يوقف الزوجة المثمنة، متى بدا له ذلك، أو يستغني عن خدماتها بالمرة، لأن الحياة التقنية ، والتوسع في المأكولات المطبوخة من كل الأنواع التي تشتهيها الأنفس، وتلذ بها الأعين متوفرة في الأسواق، أنت وجيبك كما يقال. فإذا وقع هذا، معنى ذلك أن المرأة أصبحت عاطلة، إلا من النكاح، الذي من أجله أبرم عقد الزواج، لا عقد التثمين، فهل هذه وضعية مريحة للمرأة؟ وهل ترضى المرأة بأن تكون فقط محط الجنس لا غير…؟

خامسا: صويحبات تثمين العمل المنزلي أتحداكن، ومن معكن من بعض الرجال، أن تخرجن للمجتمع المغربي، وتشرحن بصدق، بلا دماغوجية ولا كذب ما تطالبن به، بأن تقلن للمرأة المغربية بأن يطالبن أزواجهن بتثمين العمل المنزلي، وانظرن كم تجدن من السخرية والازدراء لهذه الأفكار السخيفة السقيمة التي تسهم في انحطاط المرأة وتشييئها. وقد فتحت حوارا مع كثير من النساء، فرفضن التثمين، حتى قلن: نحن زوجات، ولسنا خادمات، وما نقوم به إنما هو لحسن المعاشرة الزوجية، ومن أجل أبنائنا وأسرنا.

سادسا: مشكلة المرأة ليس مع أسرتها، ومعاناتها ليس مع التثمين، ولم نسمع من امرأة تبرمت من عمل منزلها. مشكلة المرأة وأسرتها مع الهشاشة، والفقر، والتعليم، والطب، والأجرة الهزيلة، والاستغلال الفاحش في المصانع، والضيعات الفلاحية، وغيرهما، وغلاء المعيشة، وغير ذلك من المشاكل والمحن. ومشكلتها العويصة مع الفساد والاستبداد الذي أهلك الحرث والنسل، وقضى على الأسر.

وقد سبق لي أن تحدثت عن هذه المشاكل وعن الحقوق المسكوت عنها التي لا تردن المناضلات والعلمانيات وبعض الإسلاميات، من دعاة التثمين أن يتحدثن عنها.

وختاما على المرأة المغربية الشريفة، بنت الأصل كما يقال، أن تدرك خطورة ما يراد بها، من التشتيت، والتمزيق، والتفسيق، والتغريب، ولا تلتفت لمن لا أسرة لهن، ولا يصلحن أن يكن زوجات ابتداء، ممن حرفتهن المتاجرة في الأسواق الدولية بمعاناة النساء، نعم لنرتقي نحو الأفضل ببناء أسر على الوعي والسكينة والمودة والرحمة”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
19°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة