الوطنية والحركة الإسلامية المغربية.. بعض من النقد الذاتي

02 مايو 2025 21:04

هوية بريس – محمد زاوي

الاختلاف مع الإسلاميين المغاربة في تصورهم للمسألة السياسية والاجتماعية، تعريض مناهجهم المعرفية والتحليلية للنقد، حثهم على المراجعة الفكرية والسياسية؛ كل هذا مطلوب ويجب أن يستمر في أفق تجويد ممارستيهم الفكرية والسياسية، وفي أفق تطوير وعيهم الوطني وتسديده. هذا نقاش أغلبه في الوعي الفكري والسياسي؛ غير أنه يجب التنبيه إلى جملة مسائل أساسية وهي:

-أولا؛ تعامل الدولة المغربية مع الإسلاميين، بل مع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين ككل، يختلف عن تجارب أخرى في المشرق، خاصة في التجربة المصرية.

-ثانيا؛ الدولة المغربية غالبا ما تنزع إلى الاحتواء واستثمار التناقضات الإيديولوجية والسياسية في حفظ التوازن السياسي الداخلي، ومخاطبة الفاعلين الدوليين.

-ثالثا؛ أن تكون ضد الإسلاميين في المغرب، لا يعني أنك مع الدولة بالضرورة؛ فالدولة ذات مصالح استراتيجية كبرى ولا تشترط في التكتيكات المؤدية إليها وعي الأطراف. أن تكون ضد الإسلاميين فذلك يعني انخراطك في ممارسة نقيضهم الداخلي، لتصبح جزءا من التوازن وفي أحد أطرافه.

-رابعا؛ الحركة الإسلامية المغربية، رغم العوالق الإيديولوجية الوافدة والتي تبرز بحدة في الأحداث الإقليمية البارزة، فإنها تختلف في الفكر والممارسة اختلافات يعرفها من درس تجربتها وكتابات منظريها. فعلى سبيل المثال، لا يمكن في هذا الصدد إنكار المجهود الاجتهادي لحركة التوحيد والإصلاح في تأصيل المشاركة السياسية وتبني القضايا الوطنية.

-خامسا؛ الوطنية في المغرب ليست شوفينية في التكتيك، ولهذا فالانفتاح على تجارب من قبيل الوطنية الروسية (أوراسية ألكسندر دوغين)، أو الوطنية المصرية (كتابات رفعت السعيد ضد فكر الإخوان مثلا)؛ كل ذلك يجب أن يتم بحذر، وأن يركز أكثر على الجوانب الفكرية مع التريث على مستوى الخطاب السياسي والإيديولوجي

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة