هل فعلا تازة قبل غزة؟

02 مايو 2025 21:49

هوية بريس – عبد الواحد رزاقي

لقد عرت غزة من خلال طوفان الأقصى لسابع أكتوبر 2023 جميع المخططات التي تعتمل داخل المجتمع الدولي وفضحت الكثير من السياسات التي كانت تستهدف القضية الفلسطينية بالخصوص وبات صدق الانتماء عبر موالاة قضية الأمة أومعاداتها. هل هذا الجانب مساند لحركات المقاومة والصمود أم متماه مع العدو الصهيوني المجرم الذي استغل مجموعة من الفرص لتطبيع علاقته مع دول عربية مثل المغرب الذي تم لي يده والإمساك بعنقه بسبب وضعية وحدته الترابية.فتم ربط مصالحه واختزالها في الموقف من الصحراء فيما يشبه الابتزاز للدولة المغربية.

الشعار:”تازة قبل غزة” تم تداوله خلال هذه المدة من انطلاق طوفان الأقصى وخاصة من بعض المغاربة الذين لديهم موقف متوجس من حركات المقاومة وخاصة حركة حماس، أومن بعض من صرحوا بأنهم:” كلهم إسرائيليون”. في خطوة تطبيعية مخزية قفزت على الجرائم البشعة والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان المجرم في حق ساكنة غزة ومن بعدها الضفة الغربية.

فلنحلل هذا الشعار بكل تجرد ونحاكم مصداقيته:

-من المعلوم أن غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين تحتضن المقاومة بجميع تجلياتها وفصائلها ولعلها الطائفة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي وعد الله وهم على ذلك. قيل يا رسول الله ومن هم ؟ قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.

فقد قال عبد الله بن الإمام أحمد: وجدت بخط أبي، ثم روى بسنده إلى أبي أمامة قال: قال صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس” وأخرجه أيضا الطبراني. قال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات.1

هذا الحديث الشريف يعضده الواقع الذي تعيشه الأمة في كون المقاومة والمجاهدين في أرض بيت المقدس هم الذين ينوبون عن الأمة في الدفاع عن الأراضي المقدسة قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله، ويشكلون الحصن الواقي الذي إذا انهدم لا قدر الله، استبيحت حرمات الأمة وديست عزتها من قبل الصهاينة والصليبيين الحاقدين.

إذا كانت القضية بهذه الدرجة من الخطورة فأولى الأولويات هي الدفاع عن غزة بالغالي والنفيس أخذا بعين الاعتبار هذه المعطيات والواقع الميداني الذي وصل فيه عدد الشهداء ما يقارب ستين ألفا، أغلبهم من الأطفال والنساء ومئات الآلاف من الجرحى والمعطوبين. فهل تعاني تازة في المغرب الأقصى من عشر معشار هذه المحن ومن ذل الاحتلال وجرائم الاستيطان؟؟

-لقد سبق لجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس أن صرح بأن القضية الفلسطينية في مرتبة الوحدة الترابية للمملكة المغربية:” 2 وهذا واضح في صندوق بيت مال القدس وغيره من المبادرات.

-اعتمد العدو الصهيوني ومن ورائه المجتمع الدولي المنافق في أغلبه وبتواطؤ من الدول العربية المجاورة ، بالإضافة لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، سياسة التجويع ومنع المساعدات الإنسانية من الدخول للقطاع المحاصر في سابقة لم يشهد التاريخ مثيلا لها. فهل تعاني تازة من هذا كله فلا قياس مع وجود الفارق.

-هذا الشعار يتخذه بعض من انتكست فطرته واختلت موازين عقله قناعا يختبئ وراءه لتبرير التطبيع مع الكيان الغاصب، فبات يتعاطف مع المجرم ويشمت في إخوانه في الدم والعقيدة وفي أقل الأحوال استهانة واستخفاف بهموم الأمة وقضاياها المركزية.

-هذه المقولة تستبطن عصبية مقيتة وانحيازا غير مبرر. حيث تنعدم المقارنة بين المصرين وتنتفي المشابهة بين البلدين.وحتى لو كان الوضع متشابها فالمسلمون معروفون بالإيثار مقاما ساميا يستصغرون مصابهم القريب مقابل مصابهم البعيد وفي الحد الأدنى يتم التعامل بالمثل تجاههما دون تفضيل.

-بعض من رفعوا هذا الشعار يدعي أنه ضمن النخبة، لا تهمه لا تازة ولا غزة وإنما يدور مع مصلحته حيث دارت. كال جميع التهم للحكومات السابقة وقال فيها ما لم يقله مالك في الخمر كما يقال، لكنه لم ينبس ببنت شفة تجاه هذه الحكومة ويقال أنه باع ذمته مقابل السكوت عن وضع لا يطاق السكوت عليه، أو التطبيل لمشاريع وهمية.

 

إحالات:

1 – موقع إسلام ويب.

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/8014

2- موقع لجنة القدس.

https://www.bmaq.org/2023/07/28/

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
14°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
18°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة