لوفيغارو: هكذا غيّرت “7 أكتوبر” حسابات السعودية بشأن إسرائيل!

10 مايو 2025 19:24

هوية بريس – وكالات

مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بات مضطرًا لأخذ الموقف الشعبي الرافض للتطبيع بعين الاعتبار، حتى وإن كان ذلك سيخيب آمال شركاء دوليين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.



🔸تطبيع مؤجل.. وتغير في نبرة الخطاب

في تقرير حمل عنوان: “في السعودية.. لم تعد مسألة التطبيع مع إسرائيل تلقى رواجًا”, أوضحت الصحيفة أن الرياض ما زالت تُعلن استعدادها للاعتراف بالكيان الغاصب (إسرائيل)، لكنها تشترط التزام الكيان بـ”مسار لا رجعة فيه” نحو إقامة دولة فلسطينية. شرط يبدو بعيد التحقيق في ظل تعنت الحكومة الصهيونية الحالية ورفضها القاطع لفكرة الدولة الفلسطينية.

ومع اقتراب مؤتمر أممي مقرر عقده في يونيو المقبل بنيويورك، تتشارك السعودية وفرنسا في رئاسته، يراهن ماكرون على خطوة من محمد بن سلمان نحو الاعتراف بالكيان الصهيوني. لكن الصحيفة تشير إلى أن خيبة الأمل تلوح في الأفق، في ظل موقف سعودي أكثر تحفظًا.

🔸7 أكتوبر غيّر قواعد اللعبة

قبل هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر 2023، كانت المحادثات بين الرياض والكيان الصهيوني على أعتاب تطبيع تاريخي غير مسبوق.

وتنقل “لوفيغارو” عن دبلوماسي أن “محمد بن سلمان يعتقد أن العملية هدفت إلى إفشال مفاوضاته المتقدمة مع إسرائيل“، ما أدى إلى توقف كامل في تلك الاتصالات.

🔸دعم رسمي حذر.. ومراقبة مشددة في الداخل

رغم الدعم الرسمي الذي تُبديه المملكة للقضية الفلسطينية، تشير الصحيفة إلى وجود قيود صارمة على التعبير العلني عن هذا الدعم داخل البلاد، خاصة في الأماكن المقدسة. فقد نُقل أن قوات الأمن تلقت تعليمات صارمة بمنع أي تعبير عن التعاطف مع غزة خلال موسم الحج القادم.

كما أن الرقابة لا تقتصر على الحجاج، بل تمتد إلى خطب الأئمة، لا سيما في الرياض، حيث يتم التحكم في مكبرات الصوت للحد من انتشار خطب داعمة للفلسطينيين، حسب ما أفاد به أحد المغتربين للصحيفة.

🔸خطب موجّهة ورسائل سياسية مزدوجة

غير أن السلطة لا تتوانى في توظيف المنابر الدينية لتوجيه الرأي العام. وقد شكلت خطبة الإمام الأكبر في مكة خلال شهر رمضان 2024، والتي هاجم فيها “الصهاينة”، رسالة استثنائية أُذيعت على نطاق واسع، وفسرها دبلوماسيون بأنها مؤشر على موافقة مباشرة من ولي العهد.

في المقابل، تؤكد الصحيفة اعتقال أحد المصلين في الرياض لمجرد احتجاجه على تجاهل فلسطين في خطبة أحد الأئمة، ما يعكس التباين الحاد في التعامل مع هذه القضية.

🔸تطبيع مؤجل وليس مُلغى

وتؤكد “لوفيغارو” أن المملكة لم تتخلَّ عن فكرة التطبيع بشكل نهائي، إذ لا تزال هناك “نوستالجيا” لدى النخب السعودية للمرحلة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر. كما أن زيارات بعض الحاخامات للمملكة لم تتوقف.

وترى الصحيفة أن محمد بن سلمان، بواقعية مفرطة، يدرك أن غياب الدولة الفلسطينية سيظل عامل توتر دائم في المنطقة، ما يجعله يعتبر الاستقرار الإقليمي أولوية رئيسية في أجندته السياسية.

🔸اتفاقات ثلاثية تبخرت.. ومكاسب نووية على الطاولة

قبل هجوم غزة، كانت صفقة التطبيع جزءًا من اتفاق ثلاثي أوسع يشمل ضمانات أمنية أمريكية بموافقة الكونغرس. اليوم، تبدّدت هذه الطموحات، ولم يتبقَّ سوى الأمل السعودي في انتزاع تكنولوجيا نووية من واشنطن، لموازنة النفوذ الإيراني في المنطقة، بحسب التقرير.

🔸لا يريد أن يكون “السادات الجديد”

وتختم الصحيفة الفرنسية تقريرها بالإشارة إلى أن ولي العهد لا يواجه تهديدًا مباشرًا، داخليًا أو خارجيًا، إلا في حال ذهب بعيدًا في تقاربه مع الكيان الصهيوني.

ويُذكر أنه عبّر عن هذا القلق بقوله إنه لا يرغب أن يكون “السادات السعودي”، في إشارة إلى الرئيس المصري أنور السادات الذي اغتيل عام 1981 بعد توقيعه اتفاق السلام مع الكيان الغاصب.

وفيما يسعى ماكرون لدفع “ديناميكية عربية” نحو اعتراف بالكيان الغاصب مقابل دولة فلسطينية، فإن المؤشرات القادمة من الرياض توحي بمسافة واضحة بين الطرفين.

مصدر مطلع قال لـ“لوفيغارو”: “ماكرون ومحمد بن سلمان لا يتحركان على نفس الوتيرة.. وفي أحسن الأحوال، سيوافق الأخير على صياغة لغوية رمزية في البيان الختامي”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
12°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
18°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة