تقرير رسمي ومعطيات برلمانية تفضح واقع التعليم في المغرب

هوية بريس – متابعات
وجه عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، انتقادات شديدة لأداء الحكومة في قطاع التعليم، متهما إياها بعدم الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها في البرنامج الحكومي.
وأوضح بووانو أن رئيس الحكومة شدد على أن تحسين جودة تكوين الأساتذة وتوفير ظروف عمل ملائمة يعد مدخلًا أساسياً لبناء “مدرسة تكافؤ الفرص”، كما وعد بـ”تغيير جذري” يشمل هذا القطاع الحيوي.
لكن، يضيف المتحدث، أن الواقع الحالي، خاصة داخل المؤسسات التعليمية العمومية، لا يعكس هذا الالتزام، ولا يتماشى مع مضامين خارطة طريق إصلاح التعليم المعتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية بعد إطلاق الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030.
🔸تقييم سلبي لنموذج “مدارس الريادة”
بووانو، في سؤال شفوي موجه لرئيس الحكومة، استند إلى تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين، والذي تضمن نتائج التقييم الخارجي للمرحلة التجريبية لمشروع “المدارس الرائدة”.
وكشف التقرير عن نقائص بنيوية عميقة تقوض فرص نجاح هذا النموذج، وترسم صورة قاتمة لمستقبل هذه المدارس، التي من المفترض أن يتم تعميمها في سلكي الابتدائي والإعدادي ضمن مشاريع خارطة الطريق 2022-2026.
ورغم الإقرار بعدد من الإنجازات على مستوى المؤسسة، الأستاذ والتلميذ، إلا أن التقرير أشار بوضوح إلى عجز هذا النموذج عن حل إشكاليات مزمنة، من بينها الفوارق المجالية، وعدم تطبيق مبدأ التمييز الإيجابي لصالح العالم القروي.
كما سجل استمرار تحديات مثل الأقسام المشتركة وضعف التأطير التربوي في المناطق النائية، مما انعكس سلبًا على أداء التلاميذ مقارنة بأقرانهم في المدن.
🔸ضعف التمويل يعيق البحث العلمي
وفي ما يخص التعليم العالي، عبّر بووانو عن قلقه بشأن ضعف الإنفاق على البحث العلمي، والذي لا يتجاوز 0.75% من الناتج الداخلي الخام، رغم توصيات الرؤية الاستراتيجية التي دعت إلى بلوغ نسبة 1.5% بحلول 2025، و2% في أفق 2030.
وأضاف أن الجامعات المغربية تواجه تحديات كبيرة تتعلق بتحديث أنظمتها التعليمية، حتى تواكب متطلبات سوق العمل المتغير في ظل التطورات الرقمية والتكنولوجية، مشيرًا إلى أن المغرب احتل المرتبة 78 عالميًا من أصل 81 دولة في مؤشر المهارات المستقبلية العالمي، بـ30.5 نقطة فقط.
ويعتمد هذا المؤشر على 17 معيارًا موزعة على أربعة محاور: ملاءمة المهارات، الاستعداد الأكاديمي، مستقبل العمل، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.
📌 … ماذا بعد الفشل؟!
في ختام مداخلته، طالب بووانو رئيس الحكومة بالكشف عن استراتيجية واقعية للنهوض بالتعليم المدرسي، ومعالجة إخفاقات نموذج “مدارس الريادة”.
كما استفسر عن الإجراءات المزمع اتخاذها من أجل رفع الميزانية المخصصة للبحث العلمي، وتعزيز جودة التعليم العالي لضمان الملاءمة مع متطلبات سوق الشغل، واستجابة الجامعة المغربية لتحديات التحول الرقمي.



