أغاني “جام شو” تثير الجدل من جديد (فيديو)

هوية بريس – متابعة
عادت أغاني “جام شو” لتثير الجدل من جديد، بعدما تضمنت أغانيها مضامين اعتبرها كثيرون خادشة للحياء وتحمل إيحاءات لا تليق ببرنامج يُعرض على قناة عمومية. فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من البرنامج، اعتبرت تلميحا لعبارات سوقية ومحتوى لا يراعي الذوق العام.
ويشير المنتقدون إلى أن المقطع المذكور يروج لما قد يوصف ب”تشجيع غير المباشر على العنف”، وذلك من خلال كلمات مثل: “غانخوي ليك فراسك بيسطول”، و”عزل إينا ركبة تجي فوجهك” و ” غانفنيك غانصيفطك بلا عظم”، وغيرها من العبارات التي لا تتناسب مع قيم المجتمع المغربي والذوق العام، وفيها تحريض مباشر على العنف والإجرام.
والغريب أنه يأتي هذا في وقت يستنكر فيه المجتمع المغربي ما يحصل من جرائم، لا سيما في الوسط المدرسي. ولعل آخرها الجريمة المروعة التي راحت ضحيتها الأستاذة هاجر، رحمها الله، في مدينة أرفود على يد أحد تلامذتها. هذه الحادثة وغيرها دفعت فئات واسعة من المجتمع المغربي إلى التعبير عن سخطها واستنكارها، والمطالبة بتعزيز التربية الأخلاقية والصرامة القانونية في مواجهة العنف.
وفي ظل هذا السياق الحساس، يُفترض أن يُسهم الإعلام في دعم الجهود المبذولة من طرف الدولة والمجتمع المدني للتوعية ومحاربة الجريمة، لا أن يقدم برامج قد يراه الناس تُناقض هذه المساعي وتعيد إنتاج خطاب العنف والانحلال باسم “اكتشاف المواهب”.
هذا، وينظر البعض إلى أن مثل هذه الأحداث تعكس تناقضا صارخا بين الخطاب الرسمي الذي يشدد على محاربة الجريمة، وبين محتوى بعض البرامج التي يُفترض أن تكون صوت المغاربة وأن تعكس هويتهم.
من هنا، ننقل أسئلة قد يثيرها المتلقي حول ما يحصل:
هل هذه النوعية من البرامج تخضع لمراجعة شاملة ليتناسب محتواها مع الهوية والمجتمع الذي تستهدفه، خصوصا وأنها موجهة إلى فئة الشباب؟
أليس من الأجدر أن نرى إعلاما يقدم محتوى هادفا يُحذر من خطورة الظاهرة؟
أو على الأقل يستضيف مختصين في علم الاجتماع والتربية لتحليل أسباب العنف وطرح الحلول الممكنة؟
هذا وننبه إلى أن للإعلام دورا رئيسيا في تشكيل الوعي الجمعي الذي ينعكس إما سلبا أو إيجابا على المجتمع، وإن كثيرا من المشاكل المجتمعية ينطلق حلها من الإعلام والعكس صحيح فما نزرعه في إعلامنا اليوم، سنحصده في سلوكيات أبنائنا غدا.



