بعد حادثة استهداف الوفد الدبلوماسي.. “إنشاء إسرائيل” لعب الدور الأكبر في علو اليهود

هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “تناقلت وكالات الأنباء العالمية لقطات تصور استهداف جنود إسرائيل لوفد ديبلوماسي دولي يضم ثلاثين شخصا بين سفير ونائب بينهم سفير المغرب، وذلك خلال زيارتهم لمخيم جنين”.
وأضاف الباحث المغربي في منشور له على فيسبوك “سوف يستغرق العالم وقتا طويلا طويلا لكي يصحو ذات يوم ويعرف أن هؤلاء القوم مخلوقات خاصة ومتميزة، لماذا لا يطبق عليهم العالم نظرية النوع Le Genre؟ فهؤلاء بالفعل نوع خاص، ولكن بدل أن يطبقوا تلك النظرية عليهم طبقوها على الرجل والمرأة”.
وأضاف الكنبوري “هناك إشكالية عجيبة يصعب فكها، هي التالي: كيف يشعر اليهودي الإسرائيلي المغربي مثلا عندما يكون في إسرائيل، وكيف يشعر عندما يكون في المغرب؟ كيف ينظر إلى المغربي عندما يكون في المغرب، التي يعتبرها بلاده، وكيف ينظر إليه عندما يكون المغربي في إسرائيل، التي هي”بلاد” الإسرائيلي فقط؟ كيف يفهم بعقله هذه الإشكالية: أنه في المغرب يشترك مع المغربي المسلم في المواطنة، وأنه في إسرائيل مواطن متفرد بلا شريك؟”.
وتابع في منشوره “إنها مسألة معقدة تعقيد الشخصية اليهودية، ولا أعتقد أنها قابلة للحل على الإطلاق في إطار قيام إسرائيل مع استمرار ازدواجية الجنسية لليهود. فجميع هؤلاء السفراء والنواب الذين استهدفتهم إسرائيل اليوم في جنين هم من دول ينتمي إليها اليهود المقيمون في إسرائيل، وسوف تجد بين الجنود الذين أطلقوا النار من ينحدرون من المغرب وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وغيرها من الدول المشاركة في الوفد، ولكنهم مع ذلك أطلقوا عليهم النار. كيف نسمي هذه القضية؟ هل نقول بأن هؤلاء اليهود أطلقوا النار على “مواطنيهم”؟ أم أنهم أطلقوا النار على أشخاص غرباء؟ هل نقول بأنهم لم يحترموا المواطنة التي يشتركون معهم فيها، أم نقول إنهم لم يحترموا حق الضيافة لأشخاص غرباء، لأنهم لم يحترموا لا المواطنة ولا الضيافة؟”.
لم يفهم العالم حتى الآن، حسب الكنبوري “أن إسرائيل وصلت حدا من العلو والغلو والسمو بحيث لم يعد هناك قانون فوقها، والأصل أنه لا يوجد قانون فوقهم بالفعل، فالقانون الذي أنزل إلى موسى عليه السلام مزقوه وحرفوه، فهل يمكن أن يكون فوقهم قانون وضعه البشر وهم مزقوا القانون الذي وضعه الخالق؟”.
وفي الحقيقة، يوضح الكنبوري “فإن إنشاء إسرائيل لعب الدور الأكبر في علو اليهود. والسبب في ذلك أنهم هاجروا إلى فلسطين وبنوا دولتهم وفي الوقت نفسه بقوا مرتبطين بالدول التي جاءوا منها”، مردفا “وفي إسرائيل يرون العالم يتعامل معهم بأسلوب خاص متفرد، وفي البلدان التي جاءوا منها يرون الحكومات تتعامل معهم بأسلوب خاص متفرد، وهم يشعرون بأنهم معززون في “بلادهم” ومعززون في الدول التي جاءوا منها وظلوا يحافظون على جنسيتها، فكيف يكون شعورهم غير التعالي والفخفخة والتكبر والعلو؟”.
وختم الكنبوري منشوره، بالتأكيد على أن “عبدة العجل الذهبي في القديم يحيط بهم اليوم طوق من الذهب، بينما جميع البشر يحيط بهم طوق من النحاس”.



