“العزة” و”الحكمة” وصفان شرطان في العلماء الشهود القائمين بالقسط

28 مايو 2025 19:26

هوية بريس – د.ميمون نكاز

(حُذَّاق العلماء -هم- الذين يصدعون بنور العلم صُبْحَ الظَّلْماء…) من كلام السهيلي صاحب (الروض الأنف) من تعليقة له في بعض إملاءاته التي قيدها الحافظ ابن دحية الكلبي السبتي (ت633هـ)، وقد جُمعت في كتيب: (النبذ والمعلقات في التفسير والحديث والأصول والفقه)، أقول: وشُهَّادُ العلماء هم الذين يصدعون بنور الحق عند اشتداد الظُّلَمِ وتعاقبِها على عَظماءِ محنِ الأمة وكبريات آلامها من الفتن المحيطة بها والدائرة عليها، أولائك حذاقتهم في القول لا يجوزونه، وهؤلاء حذاقتهم في المواقف يجتازون بها الأقوال المجردة… هم شُهَّادٌ على الحق شهداء به، شهود على الخلق بحكم الحق فيهم، ينظرون بعلمهم إلى مقتضى الحق منهم في زمن الابتلاء الكلي، ناطقون قائلون بموجبات الدين منهم…

﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَائكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡعِلۡمِ قَائمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ}[آل عمران18]… في قوله سبحانه {إنه هو العزيز الحكيم} إشارة خفية لطيفة إلى الوصفين الشرطين الضروريين في العالم الشاهد القائم على الخلق بالقسط: “العزة” و”الحكمة”، أقول: قد يوجد في أهل العلم كثير ممن تحقق فيهم وصف “الحكمة”، ولكن عز من الشاهدين على الباطل وقل منهم من تحقق فيهم وصف “العزة”…

من لا “عزة” له من أهل العلم فحكمته يتيمة…واليتيم في زمن المظالم غالبا ما يُقهَر…

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
19°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة