اكتشاف غير مسبوق: ثورة في تشخيص أمراض الكلى ويحميها من التلف!

هوية بريس – متابعات
في خطوة علمية وصفت بالسابقة على المستوى العالمي، تمكن فريق من الباحثين من جامعة مونتريال بكندا من تحديد جزيء دقيق من الحمض النووي الريبي يعرف بـ“مايكرو آر إن إيه” (microRNA)، قادر على حماية الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى والحفاظ على وظائفها الحيوية، لا سيما بعد الإصابات الحادة الناتجة عن انقطاع مؤقت في تدفق الدم.
🩸 الأوعية الدقيقة.. خط الدفاع الأول للكلى
تتوزع ملايين الأوعية الدموية الصغيرة داخل الكليتين، حيث تلعب دورًا محوريًا في تصفية الدم من السموم، وإمداد الأنسجة بالأوكسجين والعناصر المغذية.
وعندما تتعرض الكلى لإصابات، مثل تلك التي تحدث خلال عمليات جراحية أو بسبب قصور في تدفق الدم، قد يتسبب ذلك في فقدان هذه الأوعية الدقيقة، ما يؤدي إلى خلل خطير في الوظائف الكلوية، ويُعد مؤشرًا مقلقًا على الفشل الكلوي المزمن.
وحتى الآن، لم يكن هناك مؤشر حيوي موثوق يسمح بالكشف المبكر عن صحة هذه الأوعية أو تطوير تدخلات علاجية لحمايتها. ويأتي هذا الاكتشاف ليسد هذه الفجوة الحيوية، ويؤسس لمرحلة جديدة من الطب الوقائي والتشخيصي في أمراض الكلى.
🧪 نتائج واعدة تؤكدها التجارب
أظهرت التجارب الأولية على الفئران المصابة بإصابات كلوية حادة أن مستويات هذا المايكرو آر إن إيه تتغير بشكل ملحوظ في الدم، وهو ما دفع الفريق إلى اختبار المؤشر على 51 مريضًا خضعوا لعمليات زراعة كلى، ضمن قاعدة بيانات البنك الحيوي لزراعة الأعضاء.
النتائج جاءت متطابقة ومبشرة، مما يعزز فعالية المؤشر كأداة تشخيص دقيقة.
وبحسب الدكتور فرانسيس مينيولت، المشارك في إعداد الدراسة، فإن الأهم من ذلك هو أن حقن هذا الجزيء مباشرة في كلى الفئران ساهم في حماية الأوعية الدقيقة وتقليل الضرر الناتج عن الإصابة، ما يفتح المجال أمام استخدامه في العلاج مستقبلاً.
🟩 آفاق علاجية متعددة
من جانبها، أوضحت الدكتورة ماري جوزيه هيبرت، الباحثة في الدراسة واختصاصية أمراض الكلى وزراعة الأعضاء، أن المؤشر الحيوي الجديد قد يكون له تأثير واسع يتجاوز أمراض الكلى، ليشمل حالات مثل قصور القلب والرئة، وبعض الأمراض العصبية التنكسية، حيث يرتبط فقدان الأوعية الدموية الدقيقة بالشيخوخة الطبيعية أو المتسارعة.
وأشارت إلى أن نقل هذا المؤشر إلى الكلى يمكن أن يتم مستقبلاً عبر تقنيات أقل تدخلاً من الحقن المباشر أثناء الزراعة، ما يعزز فرص تطبيقه سريريًا على نطاق أوسع، خاصة بين الفئات المعرضة لمخاطر مرتفعة مثل المسنين والمرضى الخاضعين لعمليات جراحية كبرى.
🧭 نحو اختبار تشخيصي مبكر لأمراض الكلى
وتتطلع الفرق الطبية إلى تطوير اختبار دم بسيط وفعال يستند إلى هذا المايكرو آر إن إيه، مما سيسمح بتقييم حالة الأوعية الدموية في مراحل مبكرة، والتدخل السريع لحماية وظائف الكلى.
وتُعد هذه النقلة النوعية بمثابة خطوة حاسمة في الوقاية من الفشل الكلوي وتحسين جودة الرعاية الصحية.
وقد نُشرت نتائج الدراسة في 22 ماي الجاري على مجلة JCI Insight، ونقلها موقع EurekAlert العلمي، وسط إشادة واسعة بأهميتها المحتملة في المجال الطبي.



