في ذكرى الأجداد.. تواضعُُ امام عظمة سلف

هوية بريس – نوفل الناصري

اليوم، وأنا أحتفي بفوزي هذا، فقد تواضعت به أمام عظمة سلف، وإني لأجد روحي تنحني توقيرا لأولئك الذين زرعوا في تربتنا بذور الأخلاق والعلم والإيمان: أجدادي وعمومتي من أعلام درعة والزاوية الناصرية وزاوية البركة في زاكورة، رحمهم الله جميعاً.

تلك البقاع المباركة التي تخرجُ منها الفهوم الراسخة، والأخلاق المتينة، والهمم التي ترفع راية المغرب علما ومعرفة وإخلاصا، فهي قلعة العلم وجنة المخطوطات.

لقد علمونا -وإن لم ندركهم- أن “العلم ليس مجرد حروف تُكتب، بل هو أخلاق وأمانة تُحمَل، وبأن العلوَّ بالعلم والمعرفة والإرث الروحي هو أعزّ كفاح وأعظم فلاح”. فما هذا التكريم الذي حظيت به إلا غرس من غرسهم، وقطرة من بحرهم، وضوء من مصابيحهم.

اليوم، أترحم عليهم جميعا.. على من جلسوا في حلقات المساجد يعلمون القرآن، وعلى من نسجوا خيوط الصوفية السنية بإخلاص، وعلى من جعلوا من الزوايا مدارس للأخلاق والعلم والحكمة والجهاد والمقاومة والوحدة. أسأل الله أن يرفع درجاتهم في عليين، وأن يجعل هذا الإنجاز صدقة جارية لهم، وخطوة في المسار الذي رسموه لنا، “مسار رفع راية الوطن بالعلم والأخلاق والاخلاص”.

فاللهم اجعلنا وأبقنا أوفياء لأرض قدم فيها الأجداد دماءهم وروحهم فداءا للعلم والمملكة.