الحرية العمياء العرجاء في “الفكر” و”الموقف”

03 يونيو 2025 15:54

هوية بريس – د.ميمون نكاز

لِيُعلَمَ -من ابتداء القول- أنه ليس لي أي انتماء سياسي ولا تنظيمي، حيث أعتبر نفسي بمقتضى العلم ولازم الشرع في خدمة ديني وأمتي وبلادي، من غير تحيز ولا تحرف لجهة أو طرف، ويدي ممدودة لكل الناس من ذوي الخير والصلاح، كانوا منتسبين أو أحرارا مستقلين، ولكني أكره الظلم والعدوان وإخسار الميزان في الأفكار والمواقف، وإن وقع على المخالف، بل على الخصم الشرس والعدو اللدود…

من هذا المنطلق أعتبر الحملة المقصودة على “الإخوان المسلمين” حملةً معلومةَ الأغراض والمقاصد، تندرج -بالمختصر المفيد وبصريح القول- في إطار الحملة الدولية والإقليمية على المقاومة وحماس، لأنها رأس الأمر وذروة سنامه في مسألة الحملة عليهم ، ولا نحتاج إلى البرهان التعليلي على ذلك، فالأمر أظهر من أن يجادل فيه، حملةٌ قد انحشر فيها بعض المثقفين وبعض “الأذكياء” الذين تم “استغباؤهم”، تقود هذه الحملة بعض الأنظمة بالغة العداء والخصومة مع هذه الجماعة، لا أريد أن أجادلهم في جملة انتقاداتهم وهجوماتهم عليهم، ولكن أريد التذكير بالميزان القرآني الذي أحسب أنهم قد نقضوه وأفسدوه {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰ⁠مِینَ لِلَّهِ شُهَدَاۤءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ، وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ۚ ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} [المائدة8]…

أتمنى أن ينطق هؤلاء مِن سيول ما يذكرونه في شأن الإخوان بعشرٍ منه في استبداد “أولي النعمة عليهم”، وفي مظالمهم لأمتهم، وفي عظيم فسادهم في مجتمعاتهم، وفي قيادتهم لمشاريع الفتنة والتفكيك والتفتيت في العالم العربي والإسلامي، خدمة للمشروع الصهيوني…

الموازنة بين المفاسد والمظالم إذا تقابلت وتدافعت أو تزاحمت من مقتضيات الشرع الحكيم ومن إلزامات العقل المنطقي، فمن شغلته “مظالم الإخوان” وأنهضته نفسه، أو أُنهِضَ لداعية خصومتهم في نفسه إلى التحذير من خطرهم، حيث دعي لذلك و”جُنِّدَ” لفعل ذلك، وهو ينعم في أحضان من هو أشد استبدادا وأشنع ظلما وأعظم فسادا، كيف يقال: إنه يفعل ذلك من منطلق “حرية الفكر والموقف”؟

الحرية في الفكر والموقف مشروعة مكفولة، بل يعاتب الشرعُ الحكيم من لم يمارسها في مناطاتها المطلوبة، ولكن بقيدها وشرطها، من حيث وجوبُ العدل والإنصاف وعدمُ تعدد “المكاييل” في إفاداتها، مثل إبصار “القذى” في عين من “تخالف”، والعمى عن إبصار “الجذوع” في أعين من “تعانق”، ولو سلمنا وجود “الجذوع” في أعين الإخوان، لكونهم بشرا تجري عليهم السَّنَن التى تعم جميع البشر، ففي أعين خصومهم ممن يرتع في نعمائهم المنتصب للقول في جرائمهم وأخطائهم كما يراها، فيهم “أجذاع” و”أجذاع”، أضعاف ما ينسب للإخوان وأكثر… فأين العدل والإنصاف؟ وأين الكيل بالحق؟ وقبل ذلك وبعده وبينه أين الممارسة الأخلاقية الحقة للحرية في “الفكر” و”الموقف”؟ أم أنها “الحرية” التي تأتي يوم القيامة تمشي بصاحبها عل “شق أعوج”؟…

إذا قارن الإنسان العاقل بين “مقام الأجراء”، وبين “مقام الأحرار النبلاء” في المواقف أدرك الفرق…

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
9°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
18°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة