نكاز: أمست الخطب في المساجد “غثاء زبديا رابيا” على القلب والعقل والروح

هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور ميمون نكاز “عندما ساق الخطيب (اليوم الجمعة) حديث المقداد بن معدي كرب عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحد طعامًا خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده عليه الصلاة والسلام)، تنهدت وقلت في نفسي: وما أكلت أمة ولا لبست ولا تداوت ولا تسلحت شرا من أن يكون ذلك من أيدي غيرها، بل من أيادي خصومها، مردفا “حينئذ هي “المأكولة” بكسب غيرها فيها، لا “الآكلة” من كسبها، إذ لا كسب لها، أو إذ ليست جادة في كسبها، هي “القصعة””.
وأضاف الفقيه المغربي في منشور له على فيسبوك “والمحتلون الجدد الغازون لاقتصاداتها وأمنها الوجودي هم “الأكَلة” كما ورد في الحديث الشريف، حديث “القصعة والأكلة”، إنه “الغثاء السائل” في الأمة، قد سال حتى دخل المساجد فأمست الخطب فيها “غثاء زبديا رابيا” على القلب والعقل والروح..”.
وكتب في منشور آخر “الظاهر البادي أن “الأحجارَ الأَصَم” للواقع العربي غير قابلة للانبجاس والانفجار بعيون الحياة، رغم الضربات المتوالية لِعِصِيِّ النُّذُر، ومشارب الإغاثة والإنقاذ المخنوقة تحت أحجاره الأصم مطمورة مجهولة”.
وأكد أن “العرب في سياق الأحداث لا مشارب لهم، يؤذن لهم للاغتراف من “مستنقع الأمركة والصهينة” بالأقدار التي تبقي أعطاشهم، للمحافظة على “حياة” وجودهم، بزواجر القهر والإذلال، بعد أن ابتلوا بِسَنن اليهود من أهل الكتاب، بل وبِسَنن المشركين: ﴿قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡـَٔاخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَة مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُا۟ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ، وَلَن یَتَمَنَّوۡهُ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ، وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَیَوٰة وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ۚ یَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ یُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَة وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن یُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِمَا یَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة 94-96]”.
وتابع نكاز “وأبشر أصحاب الشعار الوهم (اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين) ببشارة الخزي والبوار والنكال الذي سينزل بالأمة في ظرفها الجاري، إذ لم يتحقق فيها “شرط النفير”، ذلك يعني أننا لسنا أهلا للأمن والسلام في الحال الذي نحن عليه، إنما نحن أحق بالاستبدال، والذي يبصر ما يجري في متغيرات الواقع بعين الوحي الشريف، يقطع أن أصحاب هذا الشعار يعيشون في “كهف الأوهام”، لأن الله لا يهب الأمن والسلام إلا لمستحقيه”.
ثم ساق قوله تعالى “﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَا لَكُمۡ إِذَا قِیلَ لَكُمُ ٱنفِرُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِیتُم بِٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا مِنَ ٱلۡـَٔاخِرَةِۚ فَمَا مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ إِلَّا قَلِیلٌ، إِلَّا تَنفِرُوا۟ یُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِیما وَیَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَیۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَیۡـٔاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡء قَدِیرٌ﴾ [التوبة 38-39]”.
كما أوضح، أن “”التثاقل إلى الأرض” و”الرضا بالحياة الدنيا” علة العلل وآفة الآفات، ناهيك عن علة “الغفلة عن إعداد القوة” الرادعة الزاجرة، والتفاصيل في الشواهد التاريخية والمعطيات الموضوعية متكثرة في الدلالة على ذلك..”، مردفا “أنا متحيز للقول في ماجريات الأحداث من زوايا النظر القرآني المستفادة من كليات إشاراته، تاركا ظنون التأويل البشري لأصحابها..”.



