معاهد الموساد لتخريج “دعاة مسلمين”.. اختراق ناعم أم مشروع فتنة؟ (فيديو)

22 يونيو 2025 22:09

هوية بريس – متابعة

في مشهد يتجاوز كل التوقعات، ويكشف جانباً مظلماً من الحروب غير التقليدية، أزاحت مجلة “ميم | مرآتنا” النقاب عن معاهد دينية مشبوهة في مدينة تل أبيب، تتخذ لنفسها واجهة إسلامية، بينما تُدار فعلياً من طرف جهاز الموساد الإسرائيلي، في إطار استراتيجية معقدة تستهدف المسلمين من الداخل، عبر أدوات ناعمة وشخصيات دينية موجهة.

التقرير المصور الذي بثته المجلة، يعرض معلومات صادمة حول إنشاء معاهد لتكوين “أئمة ودعاة” يتم انتقاؤهم بعناية لتمثيل الإسلام، لكن وفق تصورات تخدم الرؤية الصهيونية، من حيث تفتيت وحدة المسلمين، وتعميق الانقسام الطائفي والمذهبي، وترويج الفتاوى المحرّفة التي تبرّر قمع المقاومة أو تشكك في مفاهيم أساسية كالتحرير والعدالة.

تحت لافتة “الاعتدال”، يتم تدريب هؤلاء الخطباء على الخطاب الموجه، والتلاعب بالمصطلحات، وضرب المرجعيات التاريخية والروحية التي تجمع الشعوب الإسلامية، خصوصاً في القضايا المفصلية كقضية فلسطين.

الفيديو يسلط الضوء على ما سمّاه “أكبر مشروع اختراق ديني للمجتمعات الإسلامية”، إذ تسعى إسرائيل من خلال هذه المعاهد إلى تقويض أي مشروع نهضوي أو وحدوي في العالم الإسلامي، وذلك عبر ما يُطلق عليه في علم النفس السياسي “تشويه القادة الرمزيين”، أي استبدال المرجعيات الدينية المستقلة، بأخرى مطواعة وموجّهة.

في خضم ما تشهده الساحة من صراعات مذهبية، واستقطابات إيديولوجية، وحملات تشويه للرموز الإسلامية المقاومة، يظهر دور هذه المعاهد كمغذٍّ خفيّ، يزرع الفتنة بأسلوب مؤسساتي، لا عبر التفجير، بل عبر المنبر.

يدق التقرير ناقوس الخطر بكون المواجهة لم تعد فقط على حدود الجغرافيا، بل أصبحت في عقول الناس ومساجدهم ومنابرهم.

لذا فإن التحصين الفكري، ودعم العلماء المستقلين، ونقد الخطابات المشبوهة، لم يعد ترفا فكريا، بل ضرورة وجودية.

الوحدة الإسلامية، ليست شعارا عاطفيا، بل حاجزا نفسيا ومعرفيا ضد كل مشاريع التوظيف والاختراق. وهو ما عبّر عنه التقرير بعبارة واضحة: “المعركة القادمة ليست فقط على الأرض، بل على المنبر وفي العقل المسلم”.

إننا أمام معاهد تدّعي الإسلام وهي تصنع دعاة على مقاس الاحتلال، وما تابعه هذا التقرير ليس ليس مجرد ظاهرة منعزلة، بل مشروع قائم على تفكيك المجتمعات من داخلها. والرد لا يكون بالصراخ والتأفف والتأسف، بل بالتربية الواعية، والمراقبة والمتابعة الإعلامية، والإسناد للمؤسسات الأصيلة.

ففي زمن الحروب الناعمة، يصبح “الخطاب” أخطر من الرصاصة.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة