دراسة علمية تكشف سر احترار الأرض بعد “الانقراض العظيم”

هوية بريس – متابعات
سلّطت دراسة علمية جديدة الضوء على أحد أكبر الألغاز في تاريخ الأرض: لماذا استمرت درجات الحرارة المرتفعة على الكوكب لمدة 5 ملايين سنة بعد ما يُعرف بـ”الانقراض العظيم” الذي قضى على نحو 90% من أشكال الحياة.
🧪 بركان سيبيريا وموجة موت جماعي
وفق تقرير نشرته شبكة CNN، فإن فريقًا من الباحثين توصل إلى أن نشاطًا بركانيًا هائلًا في السهول السيبيرية تسبب في إطلاق كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى، ما أدى إلى احتباس حراري شديد تسبب في انهيار النظام البيئي، وتحمّض المحيطات، وفناء واسع للكائنات البرية والبحرية.
لكن المفاجأة الأكبر لم تكن في الكارثة نفسها، بل في استمرار تأثيراتها المناخية القاتلة لملايين السنين، وهو ما حيّر العلماء طويلاً.
🌱 انهيار الغطاء النباتي مسؤول عن الكارثة المناخية
وبحسب الدراسة التي أنجزها باحثون من جامعة ليدز البريطانية وجامعة علوم الأرض في الصين، فإن السبب الحقيقي وراء استمرار الاحترار بعد الانقراض يعود إلى انهيار الغابات الاستوائية بالكامل.
قال البروفيسور بنجامين ميلز، المشارك في الدراسة:
“الانقراض العظيم كان الوحيد الذي انقرضت فيه النباتات كلياً، وهذا ما عطّل قدرة الأرض على امتصاص الكربون.”
واعتمد الباحثون على قاعدة بيانات ضخمة من الحفريات النباتية التي تم جمعها في الصين على مدى ثلاثة أجيال، لتكوين صورة مفصلة عن تغير الغطاء النباتي قبل وأثناء وبعد الكارثة.
🌡️ تحذير من المستقبل: هل نكرر الخطأ؟
الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications، خلصت إلى أن فقدان الغابات قلل بشكل كبير من قدرة الأرض على تخزين الكربون، مما تسبب في تراكمه بالغلاف الجوي واستمرار الاحترار الشديد.
ووفق شبكة CNN، فإن نتائج هذه الدراسة تمثل تحذيرًا خطيرًا للعالم الحديث، حيث يشير الباحثون إلى أن الأنشطة البشرية قد تؤدي إلى انهيار الغابات الاستوائية مجددًا، ما قد يُعيد سيناريو “الانقراض العظيم”، ولكن هذه المرة من صنع الإنسان.



