“سيكولوجية التحالف” والتنوع المذهبي.. إصدار جديد للدكتور لطفي الحضري

هوية بريس – متابعات
أصدر الدكتور لطفي الحضري، مؤسس علم النفس الفطري، كتابًا جديدًا بعنوان “سيكولوجية التحالف”، يتناول فيه واحدة من أعقد القضايا التي تواجه الأمة الإسلامية في الزمن الراهن: كيفية بناء التحالفات دون التفريط في الثوابت العقدية أو الوقوع في فخ التنازلات العقائدية.
الكتاب يجمع بين التحليل النفسي والبعد التاريخي والتأصيل الشرعي، في محاولة لتقديم قراءة متوازنة لظاهرة التحالفات، خاصة في ظل التحديات الكبرى التي تعيشها الأمة، وعلى رأسها التهديد الوجودي الذي يواجه المسجد الأقصى، كما أبرزته وقائع “طوفان الأقصى”.
ينطلق المؤلف من ثلاثة أبعاد رئيسية: نفسي، تاريخي، وشرعي؛ حيث يتناول أولًا الديناميات النفسية التي تدفع الأفراد والجماعات إلى بناء التحالفات، ويحلل مفهوم المصلحة من زاوية الإدراك الجمعي، ثم يعرض تجارب تاريخية من السيرة النبوية إلى صلاح الدين والعثمانيين لفهم كيفية توظيف فقه المصلحة دون تفريط في العقيدة، قبل أن يؤسس لمنظور شرعي يوازن بين المبادئ والتفاعل الواعي مع الواقع.
ومن أبرز محاور الكتاب التمييز بين التحالف المرحلي التكتيكي والتحالف الاستراتيجي الدائم، والتحذير من التحالفات اللاشعورية أو العاطفية التي قد تنزلق إلى تنازلات خطيرة، بالإضافة إلى نقد “الذاكرة الانتقائية” التي تشرعن تحالفات منحرفة أو ترفضها جميعًا بدعوى الخلاف المذهبي.
كما يناقش الكتاب إمكانية التعاون المرحلي بين فصائل سنية وشيعية في إطار مواجهة خطر مشترك، دون التفريط في الهوية السنية أو الانزلاق نحو ميوعة فكرية.
ويقدم الكتاب أدوات تحليلية لفهم التحالفات ليس كمجرد واقع سياسي، بل كمنظومة نفسية قابلة للفهم والتقويم، إلى جانب منهج عملي لإدارة التحالفات في ظل القيم الإسلامية، مع الحفاظ على التواصل والنقاش العلمي بين التيارات المختلفة.
“سيكولوجية التحالف” محاولة جادة لإعادة ترتيب الأولويات، وتحديد الخط الفاصل بين الثابت والمتغير، والمقدس والسياسي، في زمن تتكاثر فيه التحديات وتتشابك فيه المصالح.



